أصدر المهندس عدنان عبدالله العثمان كتاباً بعنوان «متحف بيت العثمان تاريخ أسرة وتراث وطن» متضمناً 8 فصول، جاءت كالتالي: «الفصل الأول، أصول عائلة العثمان، والثاني، المحسن الكبير، والثالث، وثائق تاريخية من أرشيف عبدالله العثمان، والرابع: ذكريات الطفولة، والخامس: على حافة السقوط في هاوية النسيان، والسادس: قصاصاتي الملونة، والسابع: متحف بيت العثمان، والثامن: افتتاح متحف بيت العثمان»، كما تضمن الكتاب مرفقات أخرى منها قصيدة «غادة الأحلام»، إضافة إلى جدول مصارف زكاة وتبرعات عبدالله العثمان.
كتيب صغير
وفي مقدمة الإصدار يسرد المعد عدنان عبدالله العثمان تفاصيل حكاية هذا الإصدار التاريخي، مؤكداً أنه لم يَدُر في خلده أن فترة الإعداد له ستمتد إلى 3 أعوام، ويقول ضمن هذا السياق: «إنه حين تواصل معي الأخ العزيز أنور الرفاعي بشأن إعداد كتيب صغير إرشادي لزوار متحف بيت العثمان، كتيب باللغتين العربية والإنكليزية يتضمن معلومات موجزة عن تاريخ والدي عبدالله العثمان، وكذلك عن تاريخ البيت، ما كنت أتصور أبدا أن المشروع سيأخذ مني قرابة 3 أعوام».وأضاف أن «المشروع بدأ كتيباً، لكن ما ان أخذت أتصفح ألبومات صور عائلتي وأرشيف أوراق أبي، بدا لي الكتيب إطارا صغيرا يضيق بالرحلة التي مر بها البيت. فأنا ولدت في هذا البيت، وفي حوشه الواسع تشكلت ذكريات طفولتي، وكنت هناك لدى مغادرتنا إياه للأبد بعد وفاة أبي، وكنت هناك لدى وقوفي خارجا أتأمله حين كان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار على وقع معاول الهدم وكأنه يوم لم يكن، وها أنا الآن أقف في قلب حوشه الكبير بعد أن بعثت الحياة فيه من جديد وأضحى متحفاً للوطن. أضاءت هذه الرحلة ما ارتأيتها التقدمة الحقيقية، وأن تظل موجزة، لكل من القارئ والزائر».وتابع: «حرصت على نشر قصيدة (غادة الأحلام) التي كتبها والدي وهو يعترف فيها بعشقه الخالد لمحبوبته متغنياً بجمالها السماوي الأخاذ: محبوبته الكويت. القصيدة كانت إهداء منه الى صاحب السمو المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح. ولما كان أبي شاعراً، فقد ارتأيت من الجمال تضمين قصائد مختارة له بين الفصول، يتجلى فيها صوت أبي الذي أراه في خيالي مضيفا يستقبل ضيفه العزيز القارئ بين دفتي الكتاب، والزائر الكريم في غرف البيت وفي ممراته، وأنا، ابنه، أسير على يمينه رفيقا له على الدوام».محتوى الإصدار
ويتضمن الإصدار بين دفتيه مجموعة فصول تعنى بجزئيات مهمة في هذا البيت العريق، حيث يعرض في الفصل الأول تاريخ عائلة العثمان، والذي يتضمن من نصفه الثاني عرضا تفصيليا لمجموعة وثائق من أرشيف عبداللطيف عبدالله العثمان مفعماً بحقائق تسلط الضوء على جوانب من حياة الكويت اليومية في العقود الثلاثة الأولى من القرن الـعشرين، وذلك قبل اكتشاف النفط. تلك الجوانب تتضمن: الوصية، ووكالات قانونية، ووثائق محاسبية، وحسابات تموين الغوص في موسم الردة.سيرة وإرث
أما الفصل الثاني فيتحدث عن سيرة وإرث صاحب البيت وبانيه، المحسن الكبير عبدالله عبداللطيف العثمان. بداية من تعليمه، وتأسيسه لمدرسة العثمان، والتحاقه ببلدية الكويت، وعلاقاته وصداقاته بأبناء من أسرة آل الصباح الكرام، وتجارته في العقار التي أسس منها ثروته الكبيرة، وإرثه في العمل الخيري الزكوي، في حين، يتضمن الفصل الثالث عرض رسالتين: الأولى موجهة إلى صاحب السمو أمير البلاد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح إبان أزمة المياه عام 1951، والثانية رسالة موجهة الى مدير بلدية بحمدون في لبنان السيد أديب خيرالله، والتي أشار فيها إلى العراقيل المتعمدة التي واجهها العثمان في سبيل بناء جامع في بحمدون عام 1956م.ويركز الفصل الرابع على محتوى الصور الخاصة لمعد الكتاب عدنان العثمان، حيث ينشر ملامح من مرحلة الطفولة، عبر صور تعد وثيقة مرئية على الشكل العمراني لتلك الفترة.وضع مزر
ويوثق الإصدار في فصله الخامس فترة صعبة ووضعاً مزرياً حينما عاني البيت النسيان والإهمال، وبالرغم من التدمير فإن البيت ظل صامداً ضد معاول الهدم والدمار. وفي الفصل السادس تقدم ابنة الراحل هدى عبدالله العثمان شهادة عاطفية، فتعود بالقارئ في الذاكرة إلى أيام الطفولة، ولحظات العيش في كنف والدها.وخصص الفصل السابع من الإصدار لتقديم الشكر لفريق الموروث الكويتي، ومركز العمل التطوعي، وروح الإيثار والعمل والإخلاص التي تجلّت في أعمال المتطوعين والمتطوعات ممن شاركوا في عمليات ترميم بيت العثمان.وفي الفصل الثامن يؤرخ المعد لحفل افتتاح متحف بيت العثمان للتراث الكويتي، الذي جاء تحت الرعاية السامية والحضور الكريم لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وولي عهده سمو الشيخ نواف الأحمد، والحضور الكريم لأبناء أسرة آل الصباح الكرام.وفي نهاية الكتاب جدول مصاريف الزكاة والتبرعات على مدى الأعوام (من 1954 حتى 1965)، إذ يتجسد في هذا الجدول روحية العمل الخيري التي لا يحدها القومية والمذهب، بل تستظل بقيم العطاء والإحسان الإنساني، وقد انصبت تلك التبرعات في مصارف مختلفة من أهمها مجالات إعمار المساجد والتعليم والصحة وكفالة الأيتام والتدريب المهني والخدمة المجتمعية ونصرة القضايا العربية والإغاثة.تقدير وعرفان
تتقدم عائلة العثمان بكل الشكر والتقدير والعرفان الى رئيس مجلس الوزراء الأسبق سمو الشيخ ناصر المحمد على رعايته الشخصية الكريمة لمسيرة متحف بيت العثمان، وتسخيره كل السبل بما يخدم حفظ التراث الكويتي وتأريخ سيرة الأجداد والرواد. كما تتقدم بكل الشكر والتقدير والعرفان إلى قائدة العمل التطوعي الكويتي ورائدة حفظ التراث الشيخة أمثال الأحمد الجابر لإشرافها المتفاني على عملية ترميم البيت ورعايتها الكريمة لجهود المتطوعين والمتطوعات.والشكر موصول للسيد براك الشيتان المدير العام للهيئة العامة لشؤون القصر، وإلى أعضاء لجنة أوصياء ثلث المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان على رعايتهم ودعمهم اللامحدود لأنشطة ثلث المرحوم عبدالله العثمان الخيرية داخل الكويت وخارجها.ومع كل المحبة تتوجه عائلة العثمان بالشكر والتقدير والامتنان إلى فريق الموروث الكويتي ممثلاً بقائده عاشق التراث أنور الرفاعي، وإلى عماد متحف بيت العثمان المتمثل في كل أعضاء الفريق الكريم من المتطوعين والمتطوعات، وذلك على الجهود المخلصة التي يبذلونها في إعلاء راية الكويت وحفظ ماضيها العريق لكل الأجيال.التجارة والغوص
يعد الراحل عبداللطيف عبدالله العثمان حفيد مؤسس عائلة العثمان في الكويت عثمان بن الشيخ أحمد العثمان، وهو كذلك والد المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان، وله من الزوجات 3، أنجب منهن أربعة أبناء (عبدالله - عثمان - محمد - عبدالعزيز)، و5 بنات (طرابة - موضي - عائشة - لطيفة - سارة). وامتهن عبداللطيف التجارة، وارتكز نظامه التجاري في معظم مجالات تجارته على عقد الشراكات والتمويل والتنوع في الاستثمار.وتميز عبداللطيف بروحه الاستثمارية وبمهاراته المحاسبية المتجلية بوضوح في دفاتر المحاسبة التي كان يدونها بنفسه، ثم لاحقاً دونها له ابنه عبدالله. وتوفي عبداللطيف العثمان عام 1946م تاركاً وراءه أرشيفاً محاسبياً كاملاً يؤرخ لتجارته وجوانب عديدة من حياته، كما يؤرخ لحقبة تاريخية من العمل التجاري وحياة المجتمع الكويتي. وامتلك عبداللطيف العثمان سفينة «شوعي» خرج بها أبناؤه والغاصة لاستخراج اللؤلؤ خلال موسمي الردة والرديدة الذي عادة ما يصادف شهري أكتوبر ونوفمبر. ويبين سجل الردة الخاص بعبداللطيف تمويله لفريق الغوص من غاصة وسياسب بكل الاحتياجات التموينية الغذائية، ومتطلبات السفر على السفينة كما هو موضح في الوثيقة المؤرخة عام 1933.