«وادي القرود» بالأقصر يتصدر الاكتشافات الأثرية المصرية
اكتشفه بلزوني عام 1817 وفيه 12 قرداً منقوشاً على الجدران
اكتشف أخيراً في مدينة الأقصر المصرية، «مقبرة وادي القرود»، لتضاف إلى الإرث الفرعوني الضخم.
أعلنت وزارة الآثار المصرية اكتشافات جديدة بمنطقة وادي القرود بالأقصر، ويحظى الوادي باهتمام أثري واسع، وانتشر اسمه عالميا من خلال رئيس البعثة الأثرية المصرية العاملة في الوادي منذ عامين زاهي حواس. وأظهرت البعثة أخيرا اكتشافات فرعونية عن تفاصيل وماهية «وادي القرود»، الذي يقع على بعد 7 كيلومترات غربي وادي الملوك المخصص لدفن ملوك الفراعنة قديماً.وهذه الاكتشافات عبارة عن «خبيئة» لتوابيت ملونة ومومياوات بجبانة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر، وورش خاصة بتصنيع وتجهيز الأثاث الجنائزي الخاص بمقابر الملوك.
وقال حواس إن البعثة نجحت في العثور لأول مرة على ورش تصنيع وتجهيز الأثاث الجنائزي الخاص بمقابر الملوك، وبجوارها حفرة للتخزين أخذت ترقيم (KVT)، وأمامها تم الكشف عن فرن لحرق الفخّار والمعادن والذي عُثر بجواره على خاتمين من الفضة، وكميات كبيرة من العناصر الزخرفية التي استخدمت في تزيين التوابيت الخشبية في عصر الأسرة الثامنة عشرة، إضافة إلى رقائق من الذهب وبعض العناصر الزخرفية التي كان يطلق عليها جناح حورس.
الوادي الغربي
وأضاف حواس أن العمل يجرى حاليًا بالوادي الغربي للبحث عن مقبرة الملكة نفرتيتي ومقبرة ابنتها وزوجة الملك توت عنخ آمون الملكة عنخ إس إن آمون، وأن المنطقة التي تقع بين مقبرة الملك أمنحتب الثالث ومقبرة الملك آي هي المنطقة التي من المتوقع أن تحتوي على مقابر أفراد عائلة عصر العمارنة، مضيفا أن من أهم اكتشافات البعثة العثور على 30 ورشة متخصصة لتصنيع وتجهيز الأثاث الجنائزي قبل وضعها داخل المقبرة، إضافة إلى مقبرة أُطلق عليها «رقم KV 65»، التي استعملت لحفظ بعض الأدوات والأثاث الجنائزي، وهي مماثلة للمقبرة «KV 54» المجاورة لمقبرة الملك توت عنخ آمون، والتي تم العثور بداخلها علي الأدوات التي استعملت في بناء المقابر الملكية.القطع الأثرية
كما تم العثور على عدد من القطع الأثرية، ومنها 42 كوخًا صغيرًا كان يضع العمال فيها الأدوات التي كانوا يستخدمونها في بناء المقابر قبل أن يغادروا الوادي إلى دير المدينة، إضافة إلى عدد من اللوحات المنقوشة بالهيروغليفية التي توضح عددا من الموضوعات الأثرية، إضافة إلى أجزاء من مقابر منقوشة وخواتم من عصر الرعامسة.اهتمام أثري
من جهته، أكد د. مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن الاكتشافات الأثرية الأخيرة أعادت اهتمام الأثريين في العالم بوادي القرود، إذ يحتوي على عدد من الآثار والمقابر الفرعونية القديمة التي لم يتم اكتشافها بعد، والتي يرجع معظمها إلى الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الفرعونية الحديثة.وأضاف وزيري أن وادي القرود هو وادٍ ضيق ومغلق ويشبه كثيرا وادي الملوك في الطبيعة الجبلية والجغرافية، وعُثر بداخله على مقبرة «الملك آي» على يد جيوفاني بلزوني عام 1817، والذي حفر اسمه على باب المقبرة وتاريخ اكتشافها كنوع من الفخر بما اكتشفه، وعندما دخل المقبرة ودخل غرفة الدفن أطلق أحد عماله على المقبرة اسم «مقبرة القرود»، بسبب الرسومات المنقوشة على الحوائط والتي حوت 12 قردا مرتبين في 3 صفوف، موضحا أنه مع ظهور مقبرة الملك «آي»، تبيّن أنه لم يتمكن من استكمال إلا نصف ما قدر لمقبرته من تخطيط، حيث نفذت مناظرها على عجلة فوق طبقة خشنة غير مستوية من الجص.الموسم الآثري
وأوضح أن الموسم الآثري الجديد انطلق بالمواقع الأثرية بالبلاد، بهدف الكشف عن مزيد من الآثار المصرية، التى لم تكتشف بعد، بجانب تنفيذ مشاريع حماية وترميم للمواقع والمقتنيات الأثرية بشتى المحافظات، مؤكدا موافقة اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار على عمل نحو 240 بعثة أثرية أجنبية بمختلف المواقع الأثرية خلال الموسم الأثري الجديد فى البلاد، بجانب 40 بعثة أثرية مصرية.جبل القرنة
يذكر أن وادي القرود هو واد مغلق بجبل القرنة غربي مدينة الأقصر، يشبه وادي الملوك في تضاريسه، وجغرافيته، وتحيط به سلاسل جبلية من الجنوب والشرق والغرب، ويطلق عليه وادي القرود، أو الوادي الغربي.ويحتوي على 4 مقابر فقط، أشهرها لأمنحتب الثالث أحد ملوك الأسرة الـ18، ومقبرة خپر خپرو رع آي الملك رقم 13 للأسرة الثامنة عشرة أيضا، وهي المقبرة الوحيدة المتاحة للزوار بالوادي كله»، حيث تعتبر المقبرة الوحيدة بالبر الغربي التي وجدت أجزاء منها كاملة، رغم تعرّضها لعدد من عمليات النهب.وتضم المقبرة نقوشا مماثلة لتلك المنقوشة على جدران مقبرة توت عنخ آمون (مقبرة رقم 62)، إلا أنها تظهر نقوشا للمتوفى خائضا وسط مستنقع ونقوش أخرى لمشاهد من رحلة لصيد الأسماك، وهي المقبرة الملكية الوحيدة التى تظهر مشاهد كهذه، والتي وصفها عالم المصريات البريطاني جون جاردنر ويلكينسون بأنها «تفتقد الوقار».كما تم اكتشاف 3 مقابر أخرى، الأولى يعتقد أنها المقبرة الملكية لإخناتون، إلا أنها لم تستخدم ولم يستكمل بناؤها، والثانية يرجح أنها حجرة التخزين الخاصة بمقبرة أمنحتب الثالث، والأخيرة يعتقد أنه أعيد استخدام المقبرة في عصر الأسرة الثانية والعشرين، حيث وجد خمسة مومياوات لأشخاص من هذا العصر، واستمر استخدامها حتى العصر القبطي.