البرلمان البريطاني يؤجل إقرار «اتفاق جونسون»

تصويت جديد غداً... وباريس لا ترى مبرراً لتأجيل الخروج

نشر في 20-10-2019
آخر تحديث 20-10-2019 | 00:03
مجلس العموم خلال جلسته الطارئة أمس (أ ف ب)
مجلس العموم خلال جلسته الطارئة أمس (أ ف ب)
أجل البرلمان البريطاني، الذي اجتمع استثنائيا أمس للمرة الأولى في يوم سبت منذ حرب الفوكلاند، تصويتاً مقرراً على الاتفاق الذي توصل اليه رئيس الحكومة المحافظة بوريس جونسون مع الأوروبيين حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

لكن البرلمان تبنى تعديلاً يوجب تأجيل الخروج المقرر في 31 الجاري إلى حين موافقة النواب على "اتفاق جونسون"، ويلزم رئيس الحكومة بطلب التأجيل من الاتحاد الأوروبي بحلول اليوم.

ورفض جونسون التقدم بطلب للتأجيل من الأوروبيين، وقال إن القانون لا يجبره على ذلك.

وأعلنت الحكومة انها ستطرح اتفاق جونسون على التصويت مجددا غداً.

وصوت البرلمان بأغلبية 322 صوتاً، مقابل 306 أصوات، لمصلحة القانون الذي أعده النائب عن حزب المحافظين، أوليفر ليتوين، ويلزم جونسون بإرسال خطاب يطالب الاتحاد الأوروبي بمدّ أجل انفصال بريطانيا.

وفي ختام الاجتماع الطارئ ، قال جونسون رداً على قرار النواب، إنه لن يطلب تمديداً من الاتحاد الاوروبي، مضيفاً أن دول الاتحاد ليست مستعدة لهذا التمديد كذلك.

ورحبت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجن، بفشل جونسون في تمرير الاتفاق.

وفي بروكسل، طالبت المفوضية جونسون بالاسراع في توضيح "الخطوة المقبلة" بعد قرار مجلس العموم.

من ناحيتها، اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن "إرجاء إضافياً لبريكست ليس في مصلحة أحد".

وكان جونسون ناشد النواب تبنّي الاتفاق.

وقال في جلسة سادها أجواء من التوتر، إن «اتفاق بريكست يشكل طريقة جديدة للمضي قدماً بالنسبة لبريطانيا والاتحاد الأوروبي».

وبعدما أكد أن الاتفاق هو «أفضل حل ممكن»، قال جونسون، إن النص سيسمح بلمّ شمل البلاد من جديد بعد انقسامها الحاد بشأن بريكست منذ استفتاء 2016. وقال: «علينا أن نتبنى اتفاقا يمكنه أن يشفي هذا البلد»، محذرا من أن أي تأجيل جديد سيكون «غير مجد، ومكلفا ومدمرا بعمق لثقة الجمهور». وأشاد بـ «اتفاق جديد أفضل للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي معاً»، داعياً النواب إلى «التجمّع ولم شمل البلاد». ووصف تصويت أمس بأنه «فرصة تاريخية لتحقيق بريكست والسماح للبلاد بالمضي قدماً»، مضيفا «أعتقد أن الأمة ستشعر بارتياح كبير».

من ناحيتها، أعربت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، عن تأييدها القوي للاتفاق الذي توصل إليه خليفتها بوريس جونسون بشأن «بريكست». وقالت خلال جلسة مجلس العموم الطارئة، إن من يسعى إلى منع خروج البلاد من دون اتفاق، يجب أن يصوت لمصلحة الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة مع التكتل الأوروبي.

أما زعيم حزب «العمال» المعارض، جيريمي كوربين، فطالب بأن تكون الكلمة الفصل للناخبين. ووصف تأكيدات جونسون الملقب «بوجو» بأن هذا الاتفاق لن يخفض من حقوق العمال أو معايير البيئة بأنها «وعود خاوية»، محذرا من أن هذا الاتفاق سيؤدي حتما إلى اتفاقية تجارية تتبع نمط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال: «لا يمكن تصديق كلمة من جونسون».

وفقد جونسون غالبيته في مجلس العموم ولم يعد لديه سوى 288 نائبا، لكنه يحتاج إلى 320 صوتا لتمرير الاتفاق، وفي حال فشل في الحصول على تصويت إيجابي في البرلمان، سيضطر لمطالبة بروكسل بإرجاء جديد لـ «بريكست» مدة ثلاثة أشهر.

في غضون ذلك، انتقلت المعركة الدائرة بشأن انفصال بريطانيا إلى شوارع لندن، أمس، حيث سار مئات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة مطالبين بإجراء استفتاء جديد.

back to top