عرضت مصر كشفا نادرا يضم 30 تابوتا خشبيا ملونا، ظلت محتفظة بحالها على مدى عقود في منطقة وادي الملوك، الغنية بالآثار الفرعونية في الأقصر (جنوب).

وقال رئيس المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، في مؤتمر صحافي، "هذا أول كشف في العساسيف بأياد مصرية مكونة من أثريين ومرممين وعمال". والعساسيف هي الجبانة الفرعونية الواقعة في البر الغربي للنيل بمدينة الأقصر، وعثر على هذه التوابيت الأسبوع الماضي، حيث عرضت وزارة الآثار الكشف في المنطقة الخلفية لمعبد حتشبسوت. وعثر على التوابيت، التي تخص رجالا ونساء وأطفالا، على عمق متر واحد من سطح الأرض في صفين موضوعين فوق بعضهما، ويعتقد أن هذه التوابيت تعود لأسرة من كبار الكهنة. وشرح وزيري أن عمليات البحث عن الآثار التي قام بها غربيون في وادي الملوك بالقرن التاسع عشر كشفت مقابر ملكية، لكن الكشف الأخير لـ "خبيئة للكهنة".

Ad

وتعود التوابيت الخشبية إلى الأسرة 22 التي حكمت مصر قبل قرابة 3 آلاف عام (القرن العاشر قبل الميلاد)، وغطت التوابيت رسومات لعصافير وزهور اللوتس بالأسود والأخضر والأحمر والأصفر، إضافة الى نقوش هيروغليفية.

وقال صالح عبدالجليل، وهو خبير ترميم من وزارة الآثار، إنه "تم عمل ترميمات بسيطة لهذه التوابيت المحفوظة بحالة جيدة"، وأضاف مشيرا بيده الى أحد التوابيت: "تعتبر في حالة ممتازة، لأنه لم يكن هناك أي مبنى سكني في المنطقة".

وكان عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس موجودا أثناء الاعلان عن الكشف، مرتديا كالعادة قبعة الكاوبوي التي اشتهر بها، وأخذ معجبوه يلتقطون صور سيلفي معه.

وأوضح وزير الآثار خالد العناني أن عمليات الكشف عن الآثار تباطأت بعد ثورة 2011 التي أطاحت حسني مبارك، وقال أمام مجموعة من السياح: "بعض الناس... لا نريد أن نذكر أسماءهم لا يريدوننا أن نحقق مثل هذه الاكتشافات... التي تبهر العالم".

وشدد العناني على أن هذه الاكتشافات "لا تقدر بثمن بالنسبة لسمعة مصر"، لافتا إلى أن هذه المجموعة من التوابيت ستنقل الى المتحف المصري الكبير في القاهرة العام المقبل.

وخلال السنوات الأخيرة، استخدمت مصر اكتشافاتها الأثرية لجذب السياحة الدولية، لكن هناك انتقادات لما تعانيه بعض المواقع الأثرية والمتاحف من إهمال.

وتعتبر السياحة أحد الموارد الرئيسية للعملة الاجنبية في مصر، وبدأ هذا القطاع في التعافي بعد سنوات من التراجع بسبب غياب الاستقرار السياسي والأمني.