واشنطن لدمشق وموسكو: نفط شرق سورية بعهدتنا
• «الهدنة» تنتهي اليوم وإردوغان يحدد خطواته بعد لقاء بوتين
• قاعدة روسية بجب الغار
قبل ساعات من انتهاء مهلة وقف إطلاق النار بين القوات التركية والوحدات الكردية، وجّهت واشنطن رسالة غير مباشرة إلى دمشق وموسكو مفادها أن قواتها باقية في شمال شرق سورية لحماية حقول النفط.
عشية عقْد الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان لقاء قمة حاسماً في سوتشي، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أمس أن قواته المنتشرة قرب حقول النفط بشمال شرق سورية ليست في مرحلة انسحاب حالياً، مؤكداً بقاءها لضمان عدم سيطرة تنظيم "داعش" أو جهات أخرى عليها.وتحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن موافقة الرئيس دونالد ترامب على خطة عسكرية جديدة لوزارة الدفاع (البنتاغون) تنص على إبقاء 200 جندي في دير الزور لمنع سقوط حقول النفط في يد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا.وفي موازاة تأكيد إسبر مساعدة الاستخبارات في مراقبة الهدنة بين الأتراك والأكراد، عبَرت القوات الأميركية المنسحبة من سورية صباح أمس معبر فيشخابور الحدودي باتجاه إقليم كردستان، وكذلك من معبر سحيلة إلى محافظة دهوك بشمال العراق.
وأفادت مصادر عسكرية تركية بأن وقف إطلاق النار مدة 120 سينتهي اليوم في السابعة مساء بتوقيت غرينتش، مؤكدة أن نحو 125 آلية غادرت مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد منذ بدء سريانه يوم الخميس.وقالت المصادر إن "المنطقة الآمنة" سيبلغ طولها في مرحلة أولى 120 كلم تمتد من تل أبيض إلى رأس العين، على أن يتم توسيعها لاحقاً إلى 440 كلم.
خطوات إردوغان
وبينما شددت المصادر على أن "الجيش سيشل حركة من بقي حين تنقضي المهلة"، شن الرئيس إردوغان أمس هجوماً على جميع دول الاتحاد الأوروبي، وبينهم أعضاء حلف شمال الأطلسي، لعدم دعمها عمليته ضد الأكراد، متهماً إياها بـ"الوقوف إلى جانب الإرهابيين".وشدد إردوغان على أنه سيتخذ الخطوات اللازمة بسورية عقب اجتماعه اليوم مع بوتين، مؤكداً أن تركيا ليست لها مطامع في أراضي أي دولة وتريد الدفاع عن حدودها والتأكد من عودة اللاجئين السوريين بطريقة آمنة إلى أرضهم.واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قمة بوتين وإردوغان، التي من المقرر أن تتناول تداعيات العملية التركية وحدود المنطقة الآمنة وعودة الجيش السوري للحدود، ودعا إلى دخول أنقرة ودمشق في مفاوضات مباشرة لإزالة الخلافات على أساس اتفاقية "أضنة" الموقعة في 1998، مؤكداً أيضاً ضرورة الحوار بين الأكراد والنظام.وإذ كرر لافروف الموقف الرافض لوجود أي تشكيل عسكري مسلح على أراض سورية، جدد نظيره التركي مولود جاويش تهديده باستئناف عملية "نبع السلام" في حال لم يتم انسحاب الوحدات الكردية من منطقة شرق الفرات مع نهاية اليوم.حماية السجون
وحذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن العملية التركية تتطور في المجرى غير المرغوب فيه، مشيراً إلى أن ثمانية مخيمات للاجئين و12 سجناً لمقاتلي "داعش" الأجانب بقيت دون حماية بسببها.وأكد شويغو أن روسيا منفتحة للحوار مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة، داعياً الأتراك والأميركيين إلى منع تخفيض مستوى الأمن والاستقرار.وفي حين ناقش بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القضايا الحيوية بالمنطقة وخصوصاً سورية وتموضع "فيلق القدس" وميليشياته فيها، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي اعتزام أنقرة إقامة 12 موقع مراقبة داخل سورية قراراً مرفوضاً ستواجهه بمعارضة شديدة مع دول أخرى، منبهاً إلى ضرورة احترام وحدة أراضيها وحل القضايا بالسبل الدبلوماسية والاتفاقيات الموقعة.رأس العين
ومع انسحاب الوحدات الكردية من مدينة رأس العين شرق نهر الفرات كله، اتهمت دمشق أمس الأول القوات التركية باحتلالها وتدمير عدد كبير من المنازل والمنشآت الحيوية والبنى التحتية وإجبار الأهالي على النزوح.ووفق وكالة الأنباء الرسمية "سانا" فإن الجيش السوري لا يزال يستكمل عمليات الانتشار في أرياف حلب الشمالي الشرقي والرقة والحسكة، مؤكدة أن القوات الأميركية قامت بتفكيك وتدمير قواعد في محيط منبج وكوباني وريفي الرقة والحسكة، فضلاً عن أكبر مواقعها بمطار صرين العسكري.ومع الانشغال بالهجوم التركي، أنشأت القوات الروسية خلال الفترة من 12 إلى 19 الجاري معسكراً ضخماً لها في منطقة جب الغار بالقرب من معسكر جورين، الذي يُعد أكبر ثكنات قوات الأسد وميليشيات إيران في سهل الغاب غرب محافظة حماة.ووفق موقع "زمان الوصل"، فإن المعسكر الروسي يقع على الأطراف الشمالية لجب الغار الجبلية ويحوي 25 خيمة، بإشراف 6 ضباط رفيعي المستوى، إضافةً إلى قوات خاصة روسية، كما يضم 600 عنصر و45 ضابطاً من قوات الفيلق الخامس، والحرس الجمهوري، والفرقة العاشرة، والقوات الخاصة التابعة لجيش النظام.أما عن عتاده، فيحوي 11 مدفع "فوزليكا" مجنزرا، و5 مدافع 130، ومدافع هاون، ورشاشات ثقيلة محملة على سيارات بيك آب، إضافةً إلى سيارات روسية مصفحة.