«العموم» يرفض التصويت على «اتفاق جونسون»
برلين لا تستبعد تأجيلاً تقنياً وقيادي أوروبي يطالب بعدم تمديد «المأساة»
مع بقاء 10 أيام فقط على موعد مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي (بريكست)، ووسط حالة من الفوضى تخيم على مشهد الخروج مرة أخرى، طرح، أمس، رئيس الوزراء بوريس جونسون مجدداً، "بريكست" للتصويت في البرلمان، للحصول على دعم للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي، بعد فشل محاولة أولى، وإخراج بريطانيا من الاتحاد في نهاية الشهر، إلا أن رئيس مجلس العموم جون بيركو، رفض التصويت مرة جديدة على خطة جونسون.واعتبر امام النواب أن التصويت مرة ثانية على الموضوع نفسه سيكون أمرا "مكررا".وأضاف أنه بدلا من ذلك، يمكن أن يتم اتباع طريق الحصول على التشريع اللازم لمغادرة بريطانيا عبر البرلمان أولا، بدلا من التصويت بـ "نعم أو لا" بشكل مباشر على الاتفاق.
وأكد بيركو: "باختصار، إن اقتراح اليوم هو في جوهره مثل اقتراح السبت، وقد سبق أن قرر مجلس العموم الأمر، لذلك فإن قراري هو أن الاقتراح لن تتم مناقشته اليوم، لأنه سيكون تكرارا لما حصل السبت".وخلال يوم دراماتيكي في البرلمان السبت، تبنى البرلمان تعديلا يمنح النواب مزيدا من الوقت لمناقشة النص والتصويت عليه، على عكس رغبة جونسون. وصوت نواب لدعم تعديل النائب المحافظ السابق اوليفر ليتوين لشراء مزيد من الوقت بواقع 322 صوتا مقابل 306 أصوات. وتركت هذه الهزيمة السياسية جونسون تحت ضغط متزايد لإيجاد وسيلة للخروج من مأزق متى وكيف تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد أكثر من 3 سنوات من استفتاء 2016 الذي دعم بريكست بفارق ضئيل.وكان جونسون مجبرا بحكم القانون على إرسال خطاب لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، يطلب فيه تأجيل "بريكست"، لكنه رفض توقيعه.وأرسل رئيس الوزراء المحافظ خطابا آخر يظهر بوضوح أنه لا يريد إرجاء "بريكست" إلى ما بعد نهاية هذا الشهر، والذي تم تأجيله مرتين بالفعل، محذرا من أن "تأجيلا إضافيا سيدمر مصالح بريطانيا وشركاء الاتحاد الأوروبي".وبعد فشله في الحصول على دعم مجلس العموم الاتفاق الذي توصل إليه مع الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست الخميس الماضي، مرر النواب قانونا ينص على أنه في حال لم يصادق البرلمان على أي اتفاق للخروج بحلول 19 أكتوبر، ينبغي على رئيس الوزراء طلب إرجاء موعد "بريكست" حتى 31 يناير 2020.ورغم ذلك أصر كبير مخططي الحكومة البريطانية بشأن "بريكست" مايكل غوف على أن بلاده ستغادر التكتل في نهاية الشهر الجاري. وأفاد دبلوماسي أوروبي، فضل عدم ذكر اسمه، بأن "الاتحاد الأوروبي يبقي كل الخيارات متاحة، وقد أطلق عملية المصادقة ليتم تسليمها للبرلمان الأوروبي"، بينما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "لن أستبعد، في حال كانت هناك مشاكل في بريطانيا مع خطوات التصديق، إمكانية أن يكون هناك تمديد تقني قصير"، في حين ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" أن الاتحاد الأوروبي سيؤجل "بريكست" حتى فبراير 2020 إذا عجز جونسون عن إقناع البرلمان باتفاق الانسحاب.وفي ستراسبورغ، أعرب قيادي في البرلمان الأوروبي عن دعمه لإرجاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مجددا، فقط إذا كانت هذه المهلة ستُستخدم في بريطانيا لإجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء ثان على "بريكست"، مضيفا: "لا يمكن تمديد مأساة البريكست دون نهاية".