• كيف بدأ التحضير لمشروع فيلم "الفارس والأميرة"؟
- تحضير الفيلم بدأ قبل أكثر من 20 عاما، من خلال المخرج الراحل محمد حسيب، حيث كنا نعمل معا في أحد المشاريع الفنية، وطلب منّي كتابة سيناريو لفيلم رسوم متحركة مصري - عربي، واتفقنا بالفعل على الخطوط العريضة للعمل، واقترح حسيب أن يكون الفيلم عن حياة محمد بن القاسم الثقفي، الفارس العربي الذي تمكّن من تحقيق نجاحات كبيرة وفتح بلاد السند، وقام بتحرير أطفال ونساء من يد القراصنة في المحيط.ومن هنا بدأت رحلتي في الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول الشخصية التي لم أكن أعرفها ولم أقرأ عنها من قبل، وبدأنا العمل على المشروع معاً، من خلال معالجة أولية قصيرة، فالمشروع أقرب إلى الملحمة التاريخية، وقبل الشروع في السيناريو الخاص بالفيلم رحل محمد حسيب، وتوقّف التحضير، حتى قررت الشركة المنتجة إسناد مهمة الإخراج لي.التفاصيل والأحداث
• كيف تعاملت معهم خلال هذه الفترة؟
- أدرك طبيعة العمل وصعوبته، فهو يتناول الكثير من التفاصيل والأحداث، ويقدمها بشكل مختلف، لذا فضلت في البداية أن أتفق مع الشركة المنتجة على تنفيذ بعض المشاهد كتجربة، وهو ما حدث بالفعل، وتم تقديم ما قمنا بالعمل عليه في مهرجان سينما الأطفال الذي كان يقام سنوياً، بفيلم قصير للرسوم المتحركة بنفس الاسم، ونجح عندما شاهده الأطفال، وكنت سعيدا بالفكرة، وانطلقنا لنعمل الفيلم الطويل.أحب المغامرة
• ألم تقلق من التجربة؟
- بطبعي أحب المغامرة وأعشقها، ووجدت تجربة "الفارس والأميرة"، تدفعني إلى اتجاه جديد حرصت على التفاعل معه، ورغم طول فترة التحضير للعمل والعمل عليه بفترات متقطعة، فإن خروجه للنور واستقبال الجمهور له جعلاني أشعر بأنني نجحت في مهمتي، فالفيلم كان بمنزلة حلم.• لماذا اختير مهرجان الجونة ليكون محطة العرض الأولى للفيلم؟
- سعيد للغاية بإتاحة فرصة العرض للفيلم بالجونة، باعتباره من المهرجانات المهمة سينمائياً في مصر، ونجح في التواصل مع صنّاع السينما العالمية، وطبيعة الفيلم كأول فيلم مصري ثنائي الأبعاد يتم تنفيذه كان من المهم أن تكون محطته الأولى بأحد المهرجانات السينمائية الكبيرة، خاصة أن منتجه يسعى إلى عرضه خلال الأيام المقبلة بالصالات السينمائية، وما حدث أن إدارة المهرجان طلبت مشاهدة النسخة قبل الأخيرة للفيلم، حيث كنا نعمل عليها، وعندما أرسلناها لهم تحمّسوا بشدة لعرضه في المهرجان، ووجدت تفاعلا كبيرا من الحضور، خاصة الأطفال الذين سمح لهم بالحضور في الصالة.تسجيل الصوت
• الفيلم يجمع أجيالا مختلفة من الفنانين، كيف حققت هذه المعادلة؟
- طبيعة الفيلم جعلتني أعمل بطريقة محددة، حيث قمت بتسجيل الصوت أولاً لجميع الأدوار، وبعد ذلك، ونظراً لأن ظروف الإنتاج لم تكن سهلة، في ظل ارتفاع كلفة الانتاج، فقد بدأنا العمل بشكل تدريجي على الرسومات التي نفّذها الراحل مصطفى حسين، وأكثر مرحلة استغرقت وقتا وتوقفنا أمامها هي مرحلة التحريك، لأنها صعبة للغاية، واستغرقت الوقت والكلفة الأكبر بالتنفيذ.نجوم شباك
• وكيف تم اختيار الفنانين؟
- الاختيار كان معتمدا في المقام الأول على الشخصيات المناسبة التي يمكن أن تقدم الأدوار بشكل تضيف إليه، وهو ما حدث مع الجميع من دون استثناء، فحتى مع مَن سجلوا الصوت وهم في بدايتهم الفنية، أصبحوا الآن نجوم شباك كبارا.• كمخرج، ما هي الصعوبات التي واجهتك؟
- أعمال الرسوم المتحركة صعبة في التنفيذ للغاية، والمجهود الأكبر يذهب إلى عملية "الديكوباج"، حيث نعمل على تقطيع المشاهد "شوت شوت"، ثم رسمه على الورق، حتى نصل إلى الرسوم المتحركة، وهذه العملية مكلفة وتستغرق وقتا طويلا، لأن التنفيذ لا يكون إلكترونيا عبر الحاسب الآلي، ولكنه يدوي.مقومات النجاح
• الفيلم سيطرح قريبا بالصالات السينمائية، هل تتوقع أن يحصد نجاحا تجاريا؟
- أتمنى ذلك بالتأكيد، وبرأيي العمل تتوافر فيه عناصر ومقومات النجاح، فجميع المشاركين به نجوم كبار، والفيلم به مساحة من الاستعراضات والأغنيات والمواقف الكوميدية التي تجعله لا يقل عن أفلام "ديزني" التي نراها في السينمات، وتحقق إيرادات كبيرة، والتجربة لكونها الأولى عربياً، فنحن أمام ترقّب لمغامرة جديدة أتمنى نجاحها.• ما سبب ابتعادك عن الساحة الفنية أخيراً؟
- أفكر دائما في ما سأكتبه، وهل سيكون مناسبا أم لا، المشكلة في الوقت الحالي أن هناك أعمال "أكشن" بلا مضمون حقيقي، وكذلك كوميديا معتمدة على النجم من دون وجود نص حقيقي، وغيرها من التفاصيل، في النهاية إذا كانت هناك تجربة تستحق أن أعود من خلالها للشاشة من خلالها لن أتأخر.