تعرض للبيع في مزاد منتصف شهر نوفمبر المقبل، تحفة فنية تعود للقرن الخامس عشر للرسام الإيطالي برناردينو لويني، الذي عمل فترة مع ليوناردو دا فينشي وينسب إليه بعض الخبراء لوحة "سالفاتور موندي" الشهيرة.

ومع الاحتفال بالذكرى الـ 500 لوفاة دافينشي وإقامة معرض كبير له في متحف اللوفر، تعرض هذه اللوحة التي تمثل السيدة العذراء مع الطفل يسوع والقديس جاورجيوس وملاك منشد، للبيع بسعر يقدر بين 1.8 و مليوني يورو، وكان برناردينو لويني (1480-1532) ، أحد تلامذة ومساعدي دافينشي الرئيسيين.

Ad

من جهته، جامع الأعمال الفنية البريطاني الكبير فرانسيس كوك اشترى هذه اللوحة ولوحة "سالفاتور موندي" في 1900، على أنهما من أعمال لويني، إذ بيعت "سالفاتور موندي" ، الشهيرة المنسوبة إلى دافينشي الآن، عام 2017، بسعر 450 مليون دولار لكن لا يعرف مكان وجودها، لاسيما أن هذه اللوحة المعروضة للبيع في مزاد خضعت لعمليات ترميم لتستعيد ألقها.

وكان لويني المعروف بلوحاته الجدارية في القرن السادس عشر أشهر رسامي ميلانو.

من جهة أخرى ، يضم المعرض 162 لوحة ورسماً ومخطوطة ومنحوتة وقطعة فنية مختلفة جُمعت بنتيجة جهد هائل استمر عشر سنوات.

ولا يشتمل الحدث إلا على 11 لوحة من أصل حوالي 20 منسوبة للفنان الكبير، لكن طريقة العرض المدروسة تبرز قيمة هذه الأعمال خصوصاً من خلال الشروح المرفقة مع الأعمال المحيطة بهذه اللوحات والتي تروي للزوار قصة نشوء هذه الأعمال.

ويقول فنسان دوليوفان حافظ قسم اللوحات الزيتية في متحف اللوفر وأحد مفوضي المعرض "لم يُنشر شيء، ورسم القليل من اللوحات الزيتية التي لم يتم الانتهاء منها، ومع ذلك كان الناس يُذهلون بهذا العمل، فهذا العمل يشبه حياته".

وجرى حجز أكثر من 180 ألف بطاقة دخول مع مواعيد زيارة محددة.

أما لوحة موناليزا، وهي أشهر أعمال الفنان الإيطالي وأبرز القطع المعروضة في اللوفر، فلن تقدم خلال المعرض لكن يمكن الزوار رؤيتها على بعد أمتار قليلة داخل الموقع في قاعة "سال دي زيتا".

ويزخر هذا المعرض بالرسوم اللافتة والوثائق والنماذج التجريبية المميزة، فضلاً عن أعمال لفنانين آخرين من عصر النهضة، وفي الإمكان متابعة مسار الفنان في مرحلة مضطربة وتنقله بين فلورنسا وميلانو ومانتوفا والبندقية وروما وصولاً إلى فرنسا.

وكان ليوناردو دافينشي متطلباً جداً، وهو كان يضع العلوم في خدمة الرسم لإعطاء البشر والطبيعة أعمق وأدق رؤية ممكنة.

ويشدد المسؤولون في متحف اللوفر على أن المعرض يسعى إلى إظهار أن الرسم كان أساسياً وليس ثانوياً بالنسبة إلى دافينشي، إذ كان يمثل تتويجاً بصرياً لبحوثه العملية لا العكس.