أنقرة توقف هجومها بشمال سورية... وترامب يحتفل

إردوغان وبوتين يفعّلان «اتفاق أضنة»... وموسكو تضغط لإعادة النفط إلى الأسد

نشر في 24-10-2019
آخر تحديث 24-10-2019 | 00:03
No Image Caption
دخل الاتفاق الروسي- التركي على تنظيم الانتشار شرق سورية، حيز التنفيذ الفوري، بدخول الشرطة العسكرية الروسية مدينة كوباني شرق الفرات، وإعلان أنقرة تعليق عملياتها العسكرية، نظراً لانسحاب الوحدات الكردية من المنطقة، وفق الاتفاق الأميركي.
في تفعيل سريع لاتفاق توصل إليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب إردوغان، بعد مفاوضات ماراثونية استمرت نحو 6 ساعات، عبرت الشرطة العسكرية الروسية، صباح أمس، الضفة الشرقية لنهر الفرات، ودخلت مدينة كوباني في ريف حلب، لتسهيل انسحاب الوحدات الكردية مع أسلحتهم من منطقة بعمق 30 كلم داخل سورية خلال 150 ساعة.

وبدأت الشرطة الروسية وحرس الحدود السوري تسيير دوريات خارج حدود منطقة عمليات «نبع السلام»، اعتباراً من ظهر أمس، وفقاً للاتفاق، الذي أعلنه بوتين ووصفه وإردوغان بالتاريخي، وينص على احتفاظ تركيا بمنطقة عمقها 32 كلم استولت عليها خلال هجومها على الأكراد.

وفيما تجولت الشرطة الروسية للمرة الثالثة في منبج دون مرافقة قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي مازالت تسيطر على المدينة، أكد إردوغان أن بوتين طمأنه بأنه لن يسمح للوحدات الكردية بتغيير ملابسهم، والبقاء في المنطقة الآمنة تحت «اسم وعباءة النظام».

واستبق الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلقاء بيان في البيت الأبيض عن الصراع السوري، ووصف ما حدث بأنه «نجاح كبير بين تركيا وسورية»، معلناً «انتهاء الأعمال القتالية وإقامة منطقة آمنة». وكتب، على «تويتر»، «وقف إطلاق النار صمد، والأكراد في أمان، وقد عملوا معنا بصورة جيدة جداً، وتم تأمين معتقلي داعش».

فرار 100 «داعشي»

وخلافاً لتأكيد ترامب على تأمين سجونهم، أكد المبعوث لسورية، جيمس جفري، فرار أكثر من 100 من أسرى تنظيم «داعش» عقب فوضى تسبب فيها الهجوم التركي، مشيراً إلى أنه لا أحد «يعرف أين هم».

نقاط المراقبة

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري يعتزم إنشاء 15 نقطة مراقبة على طول الحدود، وجميعها خارج نطاق العمليات التركية، وفقاً للاتفاق، الذي أخلت بموجبه الوحدات الكردية نقاطها ما بين مدينتي عامودا والدرباسية.

وقبل شروعها في إعادة تقييم خططها لإقامة 12 موقعا للمراقبة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، فجر أمس، أنّه «لا حاجة» لاستئناف عملية «نبع السلام» بعد انتهاء هدنة توصّل إليه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مع إردوغان يوم الخميس، مشيرة إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ نظيره التركي مولود جاويش أوغلو هاتفياً بأنّ انسحاب الوحدات الكردية من المناطق الحدودية قد أنجز.

بنود الاتفاق

وفي ختام مباحثات سوتشي، أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف توقيع مذكرة من 10 نقاط تشمل تسيير دوريات روسية- تركية عقب انتهاء مهلة الـ150 ساعة في منطقة عمقها 10 كلم باستثناء مدينة القامشلي، بالإضافة إلى التصدي للإرهاب والنزعات الانفصالية والمساعدة في عودة طوعية وآمنة للاجئين، وتفعيل «اتفاقية أضنة» الموقعة عام 1998.

واعتبر وزير الدفاع سيرغي شويغو أن عملية سحب الجماعات الكردية مع أسلحتهم تتطلب جهداً كبيراً، مؤكداً أن النتيجة الأهم تتمثل في وقف القتال والخروج من المأزق، مع ضرورة مواصلة حراسة سجون «داعش».

وحذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأكراد من أنه إذا لم يلتزموا بالاتفاق «فسينبغي سحب حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية ليجدوا أنفسهم في مواجهة الجيش التركي»، معتبراً أنّ حلفاءهم بواشنطن خانوهم وتخلوا عنهم لتجبرهم على خوض الحرب مع أنقرة.

وأكد بيسكوف أن بوتين أطلع الرئيس بشار الأسد على اتفاقه مع إردوغان، وشدد على أن النتيجة الأساسية تمثلت بضرورة استعادة سلامة الأراضي السورية، ومواصلة الجهود المشتركة على المسار السياسي، بما في ذلك اللجنة الدستورية.

ووفق بيسكوف فإن الأسد أيّد نتائج المباحثات، وأبدى استعداده للعمل مع الشرطة الروسية في المناطق الحدودية. لكنه أكد، بحسب وكالة «سانا»، «الرفض التام لأي غزو تحت أي مسمى أو ذريعة»، معتبراً أن «أصحاب الأهداف الانفصالية يحملون مسؤولية في ما آلت إليه الأمور».

وفي حين أفاد المرصد السوري بهدوء تام على مناطق التماس التركية- الكردية، شدد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على أن منابع وحقول النفط، التي وضعها الرئيس الأميركي تحت حمايته، يجب أن تكون تحت سيطرة دمشق.

طهران والأطلسي

واعتبرت الخارجية الإيرانية اتفاق سوتشي خطوة إيجابية لرفع مخاوف تركيا، والحفاظ على وحدة سورية، وتعزيز سيادتها، مؤكدة أنها تشجع حكومتيهما على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، للتوصل إلى حل لخلافتهما وفق اتفاق «أضنة».

ونبهت الخارجية الإيرانية إلى أن «وجود القوات الأجنبية شمال سورية لن يسهم في تحقيق الأمن وانسحابها سيعيد الاستقرار»، موضحة أن «بدء اجتماعات اللجنة الدستورية سيجعل آثار مسار أستانة أكثر وضوحاً».

وفي حين امتنع عن التعقيب على اتفاق سوتشي، معتبراً أنه من السابق لأوانه الحكم على نتائجه، قال أمين حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن وقف إطلاق النار بوساطة واشنطن أساس التوصل لحل سياسي واقعي»، تاركاً قرار إعادة النظر في نشر صواريخ باتريوت بتركيا لاجتماع وزراء دفاع الحلف اليوم.

الكرملين يتهم البيت الأبيض بخيانة حلفائه وإجبارهم على خوض الحرب
back to top