سعيّد يؤدي اليمين رئيساً لتونس: الشعب يحتاج إلى ثقة جديدة مع الحكام

«اتحاد الشغل» يدعو إلى احتجاجات رداً على تهديد أحد قيادييه

نشر في 24-10-2019
آخر تحديث 24-10-2019 | 00:02
سعيد وخلفه مورو في البرلمان أمس (أ ف ب)
سعيد وخلفه مورو في البرلمان أمس (أ ف ب)
بعد فوزه بـ72.71 في المئة من الأصوات في الدور الثاني من الانتخابات المبكرة، التي نظمت عقب وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، أدى قيس سعيّد اليمين الدستورية ليتولى مهامه رئيسا لتونس أمس، متعهداً بجمع كل التونسيين وبالدفاع عن «الحرية التي دفع شعبنا ثمنها غالياً»، مؤكداً أن الشعب يحتاج إلى ثقة جديدة مع الحكام.

واعتبر سعيد أن «المسؤولية الأولى لرئيس الدولة أن يكون دائما رمزا لوحدتها، ضامنا لاستقلاليتها واستمراريتها، وساهرا على احترام دستورها وحماية مصالحها، وأن يكون جامعا للجميع، ويكون فوق كل الصراعات الظرفية والضيقة».

وقال سعيد عقب أداء القسم بمقر البرلمان بحضور ممثلين دوليين في العاصمة تونس: «لن يقدر أحد على سلب الشعب التونسي الحرية تحت أي ذريعة أو مسمى».

وأكد أستاذ القانون المغمور حتى وقت قصير مضى، والذي حظي بتأييد كبير بين الشباب، أن: «الكل حرّ في قناعاته واختياراته، لكن مرافق الدولة يجب أن تبقى خارج حسابات السياسة»، مشيراً إلى ضرورة «الحفاظ على مكاسب المجموعة الوطنية». وشدد على أن «ما حصل في تونس خلال الانتخابات الأخيرة ثورة حقيقية بمفهوم جديد وبأدوات شرعية، وهي ثورة ثقافية غير مسبوقة».

وحول الأمانات التي يعد بها الشعب التونسي، أوضح سعيّد، أن «الأمانة الأولى هي الحفاظ على الدولة بكل مرافقها، وهي دولة التونسيين والتونسيات على قدم المساواة». واعتبر أن الأمانات تضمنت «الوقوف متحدين في مواجهة الإرهاب والقضاء على كل أسبابه، ورصاصة واحدة من إرهابي ستُقابل بوابل من الرصاص الذي لا يحدّه حد ولا إحصاء».

وتوجّه سعيّد بتحية إلى القوات المسلحة العسكرية وقوات الأمن الداخلي والجمارك «الذين يواجهون بالحديد والنار الإرهاب وكل أنواع الجريمة».

واقترح التبرع بيوم عمل كل شهر ولمدة خمس سنوات من أجل المساهمة في خلاص ديون الدولة.

وأكّد سعيد أنه «لا مجال للمساس بحقوق المرأة، وما أحوج المرأة لمزيد دعم حقوقها، خصوصا الاقتصادية والاجتماعية، فهي تُكابد في البيوت والمعامل والمكاتب والحقول».

وبخصوص علاقات تونس الخارجية، قال الرئيس المنتخب، «امتدادنا الطبيعي مع أشقائنا في المغرب العربي، وإفريقيا والوطني العربي، وأصدقاؤنا في شمال المتوسط وكل من يقاسم شعبنا طموحاته وآماله في كل مكان».

وتابع: «ستبقى تونس منتصرة لكل القضايا العادلة وأولاها قضية شعبنا في فلسطين، والحق الفلسطيني لن يسقط كما يتوهم الكثيرون».

وأوضح أن «هذا الموقف ليس ضد اليهود فقد حميناهم في تونس عندما كانوا ملاحقين، بل هو موقف ضد الاحتلال والعنصرية».

وشدّد سعيد، في ختام كلمته، على أن «التحديات كبيرة والمسؤوليات جسيمة».

في غضون ذلك، قال مصدر أمني، إن الرئيس الجديد يرفض من حيث المبدأ الإقامة في القصر الرئاسي بضاحية قرطاج، كما ينص على ذلك البروتوكول.

ولدى رئيس الجمهورية، بعد أن يتولى مهامه، مهلة أسبوع، لتكليف رئيس الحزب الفائز بأكثر المقاعد في البرلمان، «النهضة الإسلامية»، بتشكيل حكومة في ٦٠ يوماً.

وعشية تنصيبه رئيساً، قرر «الاتحاد العام التونسي للشغل»، التكتل النقابي الأكثر نفوذا، الدخول في موجة احتجاجات جديدة، رداً على تهديدات بالاغتيال تعرض لها أحد قيادييه، وذلك في مؤشر لافت ينذر بعودة الاحتجاجات، عقب الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة.

back to top