في تفاهة الإدارة
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
ليس هذا مكان تكرار كليشيهات إعلامية سمجة، كأن نقول إن قرارات الحكومة مصادرة من الجماعات الإسلامية أو الكتل السياسية المحافظة، والمزايدة التي تفرض إرادتها على سلطة الحكم، أو نقول إن دولاً عميقة تحيا في جوف هذه الدولة غير دولة الفساد والتواكل واللامبالاة الريعية، وهي الدولة الرجعية المنغلقة، فكل هذا حديث مستهلك ليست له مصداقية على أرض الواقع.اتركوا كل الكلام المعاد عن الديمقراطية والدستور وحماية الحقوق والحريات العامة والشخصية، وأن الكويت حالة استثنائية في محيطها الخليجي، فالمؤكد اليوم أنه لا صحة لكل ما سبق، وأن كل ما في الأمر أن لحظات "شبه الديمقراطية" مرت سريعاً في ستينيات القرن الماضي ولم تعد، والدولة تسير من سيئ إلى أسوأ بكل مجال دون استثناء، والمؤكد، أيضاً، أن من يدير هذا "الشو" السياسي هي أسرة الحكم منفردة بخلافاتها وتوافقاتها، (وماكو غيرها)، وهي المسؤولة بداية ونهاية عن كل ما يجري، وأي كلام عن مصادرة الجماعات المتزمتة والدينية وهيمنتها على مقاليد الإدارة، أو أن قوى مالية كبيرة متنفذة هي التي تدير الأمور في الدولة، هو كلام غير صحيح وينضح بالرياء السياسي، ولا يهدف لغير إصدار صكوك البراءة مقدماً للمسؤولين الحقيقيين عن التراجع والتردي في إدارة الدولة. ارحمونا، ولو لمرة واحدة، وأقروا بعجزكم، في تحمل مسؤولياتكم، ولا تبحثوا عن أكباش فداء، فعندكم "الخيط والمخيط"، ومع ذلك أنتم ضائعون وضيعتم مستقبل أجيالنا معكم.