ضمن فعاليات الموسم الثقافي الـ 25 لدار الآثار الاسلامية أحيا الثنائي مانويل درامينسكي وتاتيانا تشيرنيشكا أمسية موسيقية استثنائية، مساء أمس الأول، في مركز اليرموك الثقافي أمام عدد كبير من الحضور، الذي توافد على المركز للاستمتاع بثلة من المقطوعات الموسيقية لكبار الموسيقيين العالميين.

واستطاع الثاني مانويل وتاتيانا خطف الأنظار منذ الظهور الأول على المسرح لاسيما مع الطلة المميزة لمانويل بالزي الخليجي ممسكاً بالكمان وكأنه جزء منه، فيما بدت تاتيانا هادئة في جلستها على البيانو ليصطحبا الجمهور في رحلة إلى عالم من الأنغام التي انسابت من بين أيديهم لتلامس شغاف القلوب وتداعب المشاعر وتطرق أبواب الذكريات، ليؤثر الثنائي الحضور بأنغامهم الساحرة.

Ad

تفاهم وتناغم

وكان لافتاً مدى تفاهم وتناغم مانويل وتاتيانا، فمن نظرة يعرف كل منهما ما يدور في خلد الآخر لتعانق أنغام البيانو تلك التي تسللت من بين أوتار الكمان لينشدا معاً لحن الإبداع، وعلى مدار الأمسية استعرض كل من مانويل وتاتيانا مهارتهما في العزف وبدا مدى تفاعل الحضور معهما لاسيما بعد كل مقطوعة.

واتسم برنامج الحفل الذي اختير بعناية بالتنوع والثراء إذ اقتطف الثنائي من أعمال كبار الموسيقيين الأهم ومن أبرز المعزوفات التي قدمت خلال الليلة معزوفات بيتهوفن، وموريس رافيل، وريتشارد شتراوس.

وللإشارة فإن تاتيانا عازفة البيانو الروسية حصلت على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في الموسيقى من جامعة موزارت في سالزبورغ، ألمانيا 2011 وشاركت بالعزف في عدة حفلات في روسيا ومختلف دول أوروبا.

أما مانويل درامينسكي، عازف الكمان والملحن الموسيقي الألماني العالمي فقد عمل مع منتجي الموسيقى الكلاسيكية والحديثة.

تنوع الفعاليات

ويشهد الموسم الثقافي لدار الآثار هذا العام تنوعاً كبيراً من الفعاليات التي ترفد الساحة الثقافية والفنية بالعديد من الأنشطة المهمة من الحفلات الموسيقية أو الغنائية أو المحاضرات الثقافية التي تذهب إلى مناطق جديدة وتفتح للحضور نافذة على عوالم أخرى.

من جانب آخر، كان جمهور دار الآثار على موعد مع محاضرة أقيمت مساء الاثنين الماضي بعنوان "من بيروت إلى سيبيريا: حياة ضابط عثماني في المنفى بناءً على مذكراته الحربية غير المنشورة ١٩١٦-١٩١٩" قدمها طريف الحص".

وتناولت المحاضرة نظرة مباشرة للحياة خلال الحرب العالمية الأولى من منظور ضابط عثماني عربي تم أسره في روسيا. تستند المحاضرة إلى يومياته غير المنشورة في زمن الحرب، والتي قدمتها ابنة الأسير شخصياً للمحاضر.