خاص

سعد الدين شاهين لـ الجريدة•: أتكئ على الموروث الشعبي

برع في كتابة الشعر وقدم رائعته «التعفير»

نشر في 25-10-2019
آخر تحديث 25-10-2019 | 00:06
سعد الدين شاهين
سعد الدين شاهين
أديب فلسطيني برع في كتابة الشعر وسار على درب الرواية فقدم رائعته اليتيمة «التعفير» بخلاف كتبه للأطفال ونحو 50 أغنية وطنية مُسجلة، وكللت جهوده بحزمة جوائز، أهمها جائزة ناجي نعمان العالمية للإبداع لعام 2019، إنه رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سعد الدين شاهين الذي لا تزال القضية الفلسطينية المحور الرئيس الذي تنطلق منه كتاباته، إلى جانب القضايا الإنسانية عموماً. وقال شاهين، في حوار مع «الجريدة»، إن قصائده تتناول قضايا التحرُر والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر والجهل، لافتاً إلى أنه قارئ للتاريخ ويتكئ على الموروث الشعبي، كما يحظى بعضوية اتحاد الكتاب العرب واتحاد آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية... وفيما يلي تفاصيل الحوار:

• ما القضايا العامة التي تنطلق منها كتاباتك الإبداعية؟

- الشاعر أو المبدع عموماً تجذبه القضايا الإنسانية، مثل قضايا التحرر والعدالة الاجتماعية، ومكافحة الفقر والجهل، وأتناول كل ذلك في قصائد، لكنني كأحد أبناء قضية عشت مع الذين شردوا من بلادهم، أنحاز للقضية الفلسطينية، قضيتي الأولى وأقف مدافعاً كاشفاً كل تجاوزات المحتل من سلب الأراضي لهدم البيوت والقرى إلى ممارسات الاعتقال والأسر وعذابات السجون التي يعانيها آلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني المحتل.

• لم تكتفِ بالشعر وكتبت الرواية... لكن بعض النقاد أخذوا عليك كتابتها بلغة شعرية ما تعليقك؟

- اللغة أحد مقومات الأدب، وأنا في الأصل شاعر فكيف ينكر أحد عليّ استخدام أدوات الأدب، وهي اللغة بكل تجلياتها! لشكسبير مثلاً الكثير من التعبيرات الشعرية الراقية التي يحفظها الناس عن ظهر قلب. الجملة الشعرية في رأيي أسهل وصولاً وتغلغلاً لدى القارئ، لملامستها الصورة التي تعبر عنها، ومع احترامي للنقاد فإن لهم مقاييسهم التي يستقونها من نظريات نقدية ليست لنا ولا للغتنا. وأتمنى أن أرى يوماً نظرية نقدية حديثة تتمثل لغتنا العربية وإرثنا.

روايتي الأولى

• هل ننتظر عملاً سردياً جديداً لك بعد روايتك اليتيمة «التعفير»؟

- نعم، فحين كتبت روايتي الأولى أخذت معي سنوات عدة بين الهجر والعودة والإلغاء والحذف والزيادة، وهذا أمر طبيعي، فالرواية لا تكتب كالقصيدة، ربما تنتهي في جلسة بدفقة واحدة، لذلك لست في عجلة.. نعم لديّ مخطط رواية استكمالية للأولى، وأتمنى أن يسعفني وقتي لإنجازها.

المرحلة الطفولية

• تكتب الأناشيد للأطفال، برأيك ما العوامل التي يجب أن تتوافر في الشاعر الذي يكتب للصغار؟

- الكتابة للطفل من أصعب أنواع الكتابة، ويُفترض فيمن يكتب للصغار أن يعرف خصائص المرحلة الطفولية التي يكتب لها، وأن يكون صاحب تجربة في ميدان التعامل مع الطفل، كالمُعلم والمشرف والاختصاصي الاجتماعي والفنان، وهذا وحده لا يكفي دون حيازة موهبة الكتابة الإبداعية شعراً أو قصة أو رواية أو أنشودة أو حتى على مستوى تأليف الكتب التعليمية.

وراء الماضي

• ما سر تعلق قصائدك بالموروث الشعبي وعالم الأساطير؟ وماذا يمنحك الخيال؟

- أنا قارئ للتاريخ، وأعي أن لا منفصل دون متصل، وأن الأمة التي لا تاريخ لها لا حاضر لها، شريطة عدم التمترس والانكفاء وراء الماضي، وفي معالجاتي أتكئ على الموروث الشعبي والميثولوجي ولا أستقر عنده، بل أستخدمه كمنصة لزحزحة واقع متكرر واتخاذه عظة يجب الرجوع إليها، لأنني أرى أن التاريخ يعيد نفسه، فعلينا التوقف قليلاً عند أحداث الماضي لنفتح من خلالها صفحة الحاضر والمستقبل الذي يحتمل التغيير والاستفادة.

خطة عمل

• باعتبارك رئيس رابطة الكتاب الأردنيين كيف ترى وضع الأدب العربي في الأردن والعالم العربي عموماً، وما الذي تحلم به من تنسيق بين الاتحادات العربية في سبيل ما تصبو إليه؟

- عكفت أخيراً على وضع خطة عمل تخدم أعضاء الرابطة ومكانتها بين الاتحادات العربية والعالمية المنضوية تحت عضويتها، بما يحقق المشروع الثقافي العربي الذي نطمح لأن يكون موحداً، بحيث يقدم كل اتحاد مشروعه ونستخلص مشروعاً ثقافياً عربياً للمواجهة، لكن الأدب عموماً والإبداع خصوصاً أصبح كالفراشات التي ما أن تصعد حتى تتلقفها الشعلة فتحترق بعد وصولها، ومنذ أصبحت الكتابة من أجل المشاركة في الجوائز المغرية التي أحياناً يكون لها دور في حرف اتجاه الأدب عن مساره ورسالته، وإذا قسنا الحركة الأدبية بهذا المقياس أقول إننا بخير ونحقق الفوز ونقيم الأمسيات ونحضر المؤتمرات ونخرج كما دخلنا أول مرة، ولكنني أعتقد أن العربي محكوم بأن يبيت وسيفه تحت رأسه، أما وقد انتهى زمن السيف المعدني وحتى الخشبي بتفتيت الكيان العربي وتمزيقه فإنني أعوِّل على سيف القلم في المواجهة في هذا القرن الذي تفشل كل الأسلحة في حسم أي معركة، حتى يشتد عود الأمة مجدداً وحتى يحين وقت القوة، لاسيما أن الصراع القائم الآن اتخذ منحى آخر وعلى الأقلام أن تلازم الفكر وتدحض كل ادعاءات يصنعها الخصوم في معامل مشابهة، تعتمد الحجج والمشاريع التي تغير المفاهيم، وعلينا أن نؤسس مشروعنا الفكري العربي الموحد أولاً ثم بعد ذلك نجيز لأنفسنا التحرك بقوتنا الموحدة، لأن القوة المسلحة دون قوة فكر تصبح تخبطاً عشوائياً لا يقود إلا لمزيد من الهزائم.

أصابع اليدين

• بمناسبة فوز مجموعتك «سمني ما شئت» أخيراً بجائزة ناجي نعمان العالمية للإبداع... ماذا تعني الجوائز بالنسبة إليك؟

- جائزة ناجي نعمان واسعة الانتشار، إذ يشارك فيها في كل مرة أكثر من ألفي مشارك من العالم، لذلك يكون للفوز فيها معنى مختلف، ولكن الكثير من الجوائز لا يشارك فيها أكثر من عدد أصابع اليدين، وهنا أسأل عن الوقت المتاح للمشاركة وإعلان الجائزة وعدد المشاركين فيها لتصبح جائزة ذات قيمة، فصحيح أن الجوائز تشكل حافزاً للكاتب والمبدع ولدار النشر ولتوزيع الكتاب، إلا أنني لست مع الكتابة القصدية من أجل الجائزة أو حتى لأجل مشروعات التفرغ الابداعي التي ما أن يصدر المنتج حتى يغيب.

• ما مشروعك الأدبي الذي تعكف عليه راهناً؟

- المشروع الأساسي أن أظل وفياً لرسالتي في الكتابة الجادة شعراً، واستكمال روايتي الثانية التي بدأت.

اللغة من مقومات الأدب وأنا في الأصل شاعر فكيف ينكر أحد عليّ استخدام أدوات الأدب؟
back to top