«كبّر دماغك»
أقصد بـ"كبّر دماغك" التغافل عن بعض الزلات التي تصدر أحيانا من الزوجة أو من الزملاء في العمل أو الأصدقاء في الديوانية أو في الشارع، والتغافل أو تكبير الدماغ يورث راحة البال، وهو دليل على ذكاء الشخص وحسن تصرفه لا ضعفه كما يعتقد بعض الناس. فقد سئل الإمام أحمد بن حنبل: أين نجد العافية؟ فقال: "تسعة أعشار العافية في التغافل عن الزلات، ثم قال بل هي العافية كلها". وإليكم بعض الأمثلة عن "كبّر دماغك": دخل الخليفة عمر بن عبدالعزيز، رحمه الله، المسجد ليلاً مع رجل من حراسه فمرّ في الظلام برجلٍ نائم فأخطأ عمر وداس عليه، رفع الرجل رأسه، وقال: أنت مجنون؟! قال عمر: لا! تضايق الحارس وهمّ أن يضرب الرجل النائم، فمنعه عمر وقال له: الرجل لم يصنع شيئاً غير أنه سألني أمجنون أنت؟ فقلت: لا!
إحدى الزوجات "النكديات" عندما تغضب من زوجها تقول له: "إذا أنت رجل طلقني"، يسكت الزوج ويكبر دماغة ويطنش كلام زوجته الجارح، ويلتمس لها العذر لأنها غاضبة، ولأنه رجل يعرف بحكمته كيف يتصرف مع زوجته أثناء غضبها، ويقول لها: إن شاء الله تعالى في المساء استعدي سنخرج لنتعشى في أرقى المطاعم، هذا الزوج بذكائه وحسن تصرفه وتكبير دماغه فسّر كلمة طلقني بـ"طلعني"! ذهبت الى إحدى الوزارات، وألقيت السلام فلم يرد عليك الموظف، فالتمس له العذر وأحسن الظن به، وقل في نفسك لعله مشغول أو لم يسمع سلامي، وفي الديوانية سمعت كلمة غير مناسبة بحقك من صديق، وأول مرة تصدر منه هذه الكلمة الجارحة، تغافل عنها وكبّر دماغك، وكأنك لم تسمع، وكما يقولون "طنش تعش"!كنت تقود سيارتك في شارع مزدحم، وفجأة تجاوزك قائد إحدى المركبات، فلا تتضايق وتنفعل "كبّر دماغك" وأحسن الظن به والتمس له العذر.تدري عزيزي القارئ أن التغافل وتكبير الدماغ دليل على ذكائك وحسن تصرفك وقوة شخصيتك وراحة بالك في المواقف التي تمر بها في الحياة، لذا نصيحتي لك عزيزي القارئ إذا أردت أن تتمتع بصحة جيدة "كبر دماغك".* اقرأ واتعظ:يقول الإمام الحسن البصري عن تكبير الدماغ والتغافل: "ما زال التغافل من فعل الكرام".