شوشرة: قيادي بامتياز
هي ليست المرة الأولى التي تلفت انتباهي وليست الأخيرة، بل هي عرف سائد لم يتخذه أي قيادي سابق أو حالي كما أعتقد مثل ما شاهدته باستمرار في مبنى وزارة الإعلام وتحديدا في الدور الخامس، من هذا القيادي الذي خطف قلوب الجميع ورضاهم ومحبتهم ورسم على وجوههم السعادة من خلال تعامله الراقي والإنساني؟ فهو الذي لم يغلق بابه أبداً، وهو الذي يكاد يكون الوحيد الذي طبق سياسة الباب المفتوح لأن مكتبه لا يغلق أبدا.هذا القيادي الذي يستمع إلى المراجعين بآذان صاغية، ويسعى جاهدا لمساعدتهم وفقاً لما هو مسموح به في القانون، هو الوكيل المساعد لقطاع الإذاعة الشيخ فهد المبارك الذي يستقبل الجميع برحابة صدر، بل نادرا ما تشاهد مديرا لمكتبه لأنه يرفض أن يوجد أحد خارج مكتبه، وهو أمر يندر جداً أن نشاهده عند قياديي الدولة الذين أغلبهم يطبقون سياسة الباب المغلق في وجه المراجعين.وخلال جولة في أروقة الدور الخامس وقطاع الإذاعة تحديدا تجد المبارك موجودا في كل مكان بين العاملين والمذيعين يتابع بنفسه أعمال قطاعه، ويستمع لآراء الجميع، لأنه كما يؤكد دوما أن تطوير الإعلام ليس شعاراً نردده، بل هو واقع واجب النفاذ دون أي مجاملات.
وخلال وجودي في هذا القطاع تساءلت مرات كثيرة: لماذا لا يوجد عندنا قياديون مثل الشيخ فهد المبارك؟ ولماذا لا يتعاملون مع المراجعين مثله؟ ومتى سنجد بابا مفتوحا للجميع كبابه دون استثناء وفي كل وقت؟كم تمنينا أن تُخلع أبواب القياديين وتُصبح أمراً واجب النفاذ حتى لا يبرر السكرتير عدم وجود القيادي أمام طوابير المراجعين الذين قد تتأخر معاملاتهم أياماً حسب مزاج ذلك القيادي، خصوصا في ظل غياب الوزراء عن أروقة جهاتهم وبقائهم في مكاتبهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء عمل زيارات مفاجئة للاطلاع عن قرب على قطاعاتهم التي تعاني الويلات لأنها تحولت إلى مملكة خاصة عند بعض القياديين الذين لا همّ لهم سوى العنجهية والبرستيج، وفرد العضلات على الموظفين.أتمنى من القياديين في الأجهزة الحكومية زيارة الدور الخامس في مبنى وزارة الإعلام للتعرف عن قرب على حقيقة الأمر، والاستفادة من وكيل قطاع الإذاعة الذي نجح بفضل سياسته في القفز بقطاعه إلى العالمية وتحقيق العديد من الجوائز الدولية، والتميز عن الآخرين، لأن العاملين على استعداد للعمل ليل نهار وبكل جد وإخلاص لما لمسوه من روح إيجابية وتعامل راق ومتابعة جادة وتواضع من الشيخ فهد المبارك. إن المتابع لإذاعة دولة الكويت سيلاحظ أيضا التطور المستمر في البرامج والقضايا المتداولة وإمكانات المذيعين والتفاعل الكبير من المستمعين، فالعمل بروح الفريق الواحد يفترض أن يكون جزءاً من تطوير العمل الحكومي، فكلما انسجم القيادي مع الموظفين أصبح الإنجاز أفضل، وهو الأمر الذي أصبحنا نفتقده في العديد من الإدارات التي تعاني الكثير بسبب التجاذب والتنافس غير الشريف والبرج العاجي لبعض القياديين الذين لا يتواضعون أمام موظفيهم ولا يستمعون لمتطلباتهم واحتياجاتهم.نرفع للشيخ فهد ولكل مسؤول مجتهد بطاقة شكر وندعو له بالثبات والنجاح المستمر.