في اليوم الثامن للاحتجاجات بلبنان، التي بدأت باعتراض على ضريبة وعلى سوء الأوضاع المعيشية وتحولت إلى حركة مناهضة لكل «الطبقة السياسية»، خاطب الرئيس ميشال عون الشعب اللبناني، ملمحاً إلى إمكانية إجراء تعديل حكومي، وداعياً إلى فتح الطرقات المغلقة.

وأكد عون، في كلمته، أنه «بات من الضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي، كي تتمكن السلطة التنفيذية من متابعة مسؤولياتها، وطبعاً من خلال الأصول الدستورية المعمول بها».

Ad

وشدد على أن «تغيير النظام لا يتم في الساحات بل من خلال المؤسسات الدستورية»، مؤكداً ضرورة احترام حق التنقل، في إشارة إلى فتح المتظاهرين للطرقات.

ولفت إلى أن محاسبة بعض الذين سرقوا المال العام تصطدم بدفاع طوائفهم عنهم، مشيداً في الوقت نفسه بالورقة الإصلاحية التي اقترحها رئيس الحكومة سعد الحريري، وأقرتها الحكومة.

ولم تُقابَل كلمة الرئيس عون بإيجابية لدى المتظاهرين المحتجين، بل على العكس، ففي المناطق اللبنانية كافة حيث يتجمعون، أعرب المتظاهرون عن رفضهم مضمون الخطاب، مؤكدين استمرارهم في الانتفاضة.

ورحّب البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بكلمة عون، وشدد في بيان أمس على أن «المطلوب اليوم هو حكومة مصغرة حيادية كفؤة تنقذ لبنان وتولّد الثقة لدى المواطنين»، لافتًا إلى أن «الحركة الشعبية ومطالبها المحقّة بدأت تعطي ثمارها».

ميدانياً، تواصلت التظاهرات لليوم الثامن، محتفظة بزخمها رغم هطول الأمطار. وفيما بدا أنه بوادر اشتباك في الشارع، هاجمت مجموعة مؤيّدة لـ «حزب الله» متظاهرين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، رافضين شمول الأمين العام للحزب حسن نصرالله بشعار «كلن يعني كلن»، ومردّدين هتاف: «كلّن يعني كلّن، نصرالله أشرف منن».

وأطلق هؤلاء هتافات ضد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، متهمين إياه بأنه عميل صهيوني، وذلك غداة قول النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله إن «القوات» هو من يدير الحراك في الشارع.

وفي النبطية، بقلب المناطق الشيعية جنوب لبنان، تمسك المتظاهرون باعتصامهم، غداة اعتداء حزبيين من «حزب الله» وحركة أمل عليهم، في وقت أعلن 4 أعضاء في مجلس بلدية النبطية استقالتهم بسبب القمع.

إلى ذلك، نُشر فيديو يظهر وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر، وهو يقول لأنصاره «لا تخافوا، نحن أقوياء».