نصرالله: الورقة الإصلاحية للتنفيذ وأطلب من جمهور المقاومة ترك ساحات الإحتجاج

أكد أن هناك محاولة لجر البلد إلى «حرب أهلية»

نشر في 25-10-2019 | 17:31
آخر تحديث 25-10-2019 | 17:31
No Image Caption
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كل شيء يجري في البلد يجب أن يوظف لمصلحة لبنان وما جرى قد حقق ايجابيات كبيرة وللأسف هذه الايجابيات لم يتم ايضاحها للمتظاهرين ويجب أن يبنى عليها وأن لا تضيع.

وتابع أن «الحراك فرض على الحكومة أن تقرر ميزانية خالية من الضرائب والرسوم وتخفيض العجز إلى حد كبير».

وأضاف نصرالله في كلمة له الجمعة حول التطورات الداخلية في لبنان أن «الحراك فرض ميزانية بلا ضرائب ولا رسوم والقوى السياسية كانت تحلم بمثل هذه الميزانية»، ولفت إلى أنه «ورقة الاصلاحات التي تحدث عنها رئيس الحكومة تمت تحت ضغط الحراك»، وأوضح «هي دون الآمال ولكن هي خطوة أولى متقدمة جداً»، وتابع «البعض سخف هذه الورقة بشكل غريب مع أنه لا توجد سابقة أنه بجلسة حكومية واحدة يصدر مثل هذه الورقة مع تحديد مهل زمنية»، وأسف أن «بعض الحراك يسخف انجازات الحراك نفسه، بل يجب أن يصوب على الانجازات كي يكمل الطريق»، وأكد أن «الورقة الاصلاحية ليست وعود وإنما هي قرارات سيتم تنفيذها ضمن مهل زمنية».

وشدد نصرالله على أن «حزب الله يعتبر أن الورقة الإصلاحية هي للتنفيذ وليست حبراً على ورق ولن نسمح مع غيرنا بتسويف هذه المطالب»، وأضاف أن «الحراك دفع الحكومة لتنفيذ ما سبق أن تم الوعد بها فيما يتعلق بمشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد وغيرها»، وأشار إلى أن «الحكومة مصممة بكل أطرافها للوفاء بالالتزاماتها».

ونبه نصرالله من أن «الفراغ سيؤدي إلى الفوضى وعدم القدرة على دفع المعاشات»، وتابع «الفراغ والفوضى والتوتر قد يؤدي إلى بداية فلتان أو خلل أمني»، وأضاف «نحن منفتحون مع رئيس الجمهورية على أي نقاش دون الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ»، وتابع «لا نقبل باسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا نقبل بانتخابات نيابية مبكرة في ظل الظروف الحالية».

وأكد نصرالله «نحن نحمي البلد من الفوضى والانهيار وننظر إلى البعيد وديننا وأخلاقنا أن نحمي أهلنا في مختلف الظروف، في الحرب نقدم الدم والبيوت وأيضاً بالسياسة وبالموضوع الداخلي معنيين بحماية البلد ونحمل ضريبة السباب والاتهامات بحماية الفاسدين، نحن جاهزون لتقديم الدم وماء الوجه لحماية البلد وأهلنا مما يراه البعض والبعض لا يراه».

وقال نصرالله «البعض يتحدث عن فراغ حصل قبل انتخاب الرئيس عون إننا فرضنا فراغاً على البلد مدة سنتين ونصف ولكن اليوم الظروف الحالية تختلف والقياس هنا مع الفارق لأن البلد وقتها كان يعمل وفقط لم يكن هناك رئيس في قصر ببعدا بينما كل المؤوسسات والبلد يعمل بشكل طبيعي»، ودعا «المتظاهرين لتشكيل قيادة أو وفد للتحاور مع رئيس الجمهورية»، وتابع «على أن يتم التفاوض تحت الضغط عبر الاستمرار في التظاهر في الساحات»، وأضاف أن «فخامة الرئيس فتح الباب للحوار والتفاوض على عناوين عديدة ولم يحدد نقاطاً دون أخرى».

وأشار نصرالله إلى أنه «في موضوع قطع الطرقات صحيح أنها من وسائل الاحتجاج المدني وفي السابق قطعنا طرقات لتحقيق مطالب محقة»، وتابع «أنا لا أناقش في المبدأ انما في الظروف القائمة في البلد حيث الوضع المعيشي الصعب في البلد، هناك من يقول أنه إذا لا أعمل لا يمكنني أن أطعم عائلتي بينما البعض يستمر بقطع الطرق، بالإضافة إلى بعض التجاوزات التي تحصل على في بعض المناطق أو الطرقات»، ودعا «المحتجين إلى المبادرة لفتح الطرقات ونقل الاحتجاجات إلى الساحات والميادين».

ولفت نصرالله إلى أنه «نحن نرفض اطلاق النار والاعتداء على المتظاهرين لأننا سبق أن أطلق علينا النار في أكثر من محطة»، وتابع «الجيش اللبناني والقوى الأمنية لا يجوز أن تطلق النار على أحد»، وأضاف أنه «في وضعية الحراك الحالية، ما بدأ شعبياً وعفوياً وبدون استغلال أو تدخل سفارات الآن بنسبة كبيرة لم يعد كذلك»، وتابع «اليوم ما يصدر من الحراك لم يعد عفوياً، وهناك تجمعات ومؤوسسات باتت معروفة وهناك تمويل»، وسأل «من هي الجهات التي تمول هذا الحراك لأن هناك مبالغ طائلة تنفق في بعض الساحات؟ لتقول لنا الجهات القيمة على الحراك هل من يمول يريد مصلحة الشعب اللبناني أم لا؟ هل هي من أموال فساد وثراء غير مشروع أو أنها أموال مشبوهة؟».

وحول مطالب الحراك، قال نصرالله «المطالب التي تطرح اليوم لم تعد هي نفسها التي طرحت في اليوم الأول»، وسأل «المحتجين هل البقاء في الشارع بدون أي إضافات هل يحقق الأهداف؟ قد يحقق بعض الأهداف ونحن سبق أن تظاهرنا بدون أن نتفاوض والآخرين اصموا الآذان»، وتابع «أما آن الأوان لقيادة الحراك والسلطة قابلة للتفاوض لتشكلوا وتحددوا من يمثلكم للتفاوض مع هذه السلطة»، وأضاف «هل هناك قيادة حقيقية للحراك؟ نعم هناك ولكن لماذا لا يعلنوا عن أنفسهم بشكل مباشر، أنا أعرف من هي القيادة الحقيقية، هناك أحزاب وجهات»، وأوضح «من واجب المحتجين أن يعرفوا خلف من يسيرون ومن الذي يوجههم من موقع إداري»، وأشار إلى أن «هناك فئة ممن تقود الحراك صادقة ووطنية ولكن ما نسبتها المئوية وتأثيرها بالحراك، هذا يحتاج إلى نقاش».

ولفت نصرالله إلى أن «هناك أحزاب سياسية معروفة وكانت في السلطة ولها ارتباطاتها الخارجية وهناك فئة عبارة عن تكتلات سياسية جديدة وشاركت بالانتخابات النيابية وعجزت عن الوصول إلى المجلس النيابي وهناك شخصيات وجهات ترتبط بشكل قطعي بسفارات أجنبية وهم من أفسد الفاسدين، هناك من يبحث عن ثأر سياسي أو تحقيق نصر شعبي تمهيداً للانتخابات«، وأوضح «أردت أن أثير تساؤلات كي يعرف الناس من يأتمنون على صرخاتهم وآمالهم وآلامهم وما هي الضمانات أن لا يستغل الحراك لمشاريع سياسية معينة»، وتابع «للمتظاهرين أقول عندما تخروج لمواجهة الفساد والفشل هل تقبلون باستبدال الفاسد بفاسد أو فاشل بفاشل؟»، ودعا «من تعتبر نفسها قيادات الحراك إلى الإعلان عن نفسها والكشف عن السرية المصرفية وعن مصدر أموالها»، وتابع «عندها نقول أن البديل نزيه وليس طائفياً أو مذهبياً».

ونبه نصرالله أن «اليوم الوضع في لبنان دخل في مرحلة الاستهداف السياسي وهذه معلوماتنا ولنفرض جدلاً أنه غير صحيح تابعوا بعض الفضائيات الخليجية والجيوش الإلكترونية لنضعه كأحد الفرضيات، وهذا سبق أن انشغل في البلدان الأخرى»، وتابع «من واجبنا أن نضعه بالحد الأدنى كاحتمال مع أنني اعتبر أنه أكثر من احتمال»، وأضاف «ليس المهم لبعض الدول والسفارات ماذا تقول وانما المهم ماذا تفعل؟ بالحد الأدنى أقول ذلك عن خشية ونحن أهل المقاومة من حقنا أن نخشى»، وسأل «كم بلد في المنطقة فيه حروب واضطرابات؟»، وأكد أنه «في المعادلة الداخلية أقوى طرف في البلد هو المقاومة ونحن لن نخاف على المقاومة بل على البلد الذي تعتبره اسرائيل تهديد وجودي»، وأوضح أن «هناك معلومات وشكوكاً حول هذا الموضوع والبعض في الداخل كان يراهن على اسقاط محور المقاومة عبر الحرب الأميركية على ايران وحرب بين أميركا والمحور، لذلك أرادوا الذهاب إلى خيار آخر«، ورأى أنه «بالحد الأدنى على قيادات الحراك تطمين المقاومة أن البلد ليس بخطر».

وتوجه نصرالله إلى جمهور المقاومة بالقول وللناس عموماً «البعض ذهب باتجاه القول إننا لسنا في معسكر الحسين اليوم وأن معسكر الحسين في الساحات لأن الحسين قضايا وشعارات محقة ونصرة المظلومين، لكن أضيف لكم أن الإمام الحسين هو مشروع كامل وقيادة علنية ومضحية وصادقة والبديل المأمون والموثوق وتسليم أعراض الناس وأرواحهم»، وتابع «عندما تتحدث عن الحسين وتريد تشبيه الحراك بمعسكر الحسين، فلتأتي لي بقضايا محقة وقيادة علنية وموثوقة وسنكون نحن في سبيل تحقيق هذه القضايا المحقة، وبناءً على كل ما تقدم نحن لم نمنع أحد من التظاهر وسبق أن طلبنا من الحزبيين نعم أن لا يتظاهروا»، وتابع «لكن نتيجة المخاوف والشكوك أطلب من جمهور المقاومة ترك هذه الساحات لأن هناك ساحات تدعي أن المقاومة إرهاب ويفتح سلاح المقاومة وبقية الساحات تسكت، فهذا يدفعنا أن لا نشارك وأطلب من الشباب الذين ينزلون للدفاع عن المقاومة اأن يتركوا هذه الساحات وأن نتجنبها، إذا وجدت ايجابيات نبني عليها للبلد كله وإذا وجدت سلبيات نحاول التجنب».

أما للحلفاء والأصدقاء، فقد قال نصرالله «هم خارج الشبهة وكل منهم لديه حسابات معينة، ولكن الأداء الذين نراه يعني أن هناك استهدافاً سياسياً كبيراً في البلد وعناصر القوة فيه، أدعوكم لدراسة المسألة بشكل جيد واتخاذ القرار المناسب».

back to top