الربيع العربي... الموجة الثانية!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
الموجة الثانية من الربيع العربي نجحت نسبياً في السودان والجزائر وتونس عبر الصناديق الانتخابية، بينما تواجه صعوبات في الدول ذات التركيبة الطائفية ذات الميليشيات المسلحة المدعومة خارجياً كالعراق ولبنان، وأعتقد أن التغيير فيهما صعب، ولن يمر- للأسف- إلا من خلال مواجهات وعنف، إذ إن زعماء الطوائف هناك لا يملكون عقلية توافقية تنسخ التجربة السويسرية أو الماليزية في التعايش وبناء دولة، في ظل مشروع ولاية الفقيه الإيراني المسيطر لديهما.معطيات العصر وطبيعة الأجيال الحالية والمقبلة توضح أن الأنظمة العربية القائمة لن تستطيع أن تستمر وتحكم بأسلوب ما قبل الربيع العربي 2011، وكل ما تفعله حالياً هو شراء الوقت لا أكثر، لذا أتوقع أن تكون الموجة الثالثة من الربيع العربي أقسى وأشد، وستشمل دولاً عربية تعتقد أنها بمنأى عن حراك الربيع العربي، وستكون مفاجآتها أكبر وأشمل، ومن يعتقد منهم أنه نجح في تجاوز مرحلة الثورات العربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وسيفعلها مجدداً فهو واهم؛ لأن الظروف قد تغيرت تماماً ولا نجاة إلا بالإصلاح ومنح الشعوب حرياتها وحقوقها وإرادتها في إدارة أوطانها.***رغم أن خطاب الرئيس اللبناني ميشيل عون إلى المتظاهرين اللبنانيين لم يكن بالمستوى المطلوب، وحمل العديد من الوعود القديمة- الجديدة والإبر المخدرة لتجاوز المرحلة وإنقاذ عهده، فإنه كان لافتاً مقترحه الخاص برفع السرية المصرفية عن حسابات وممتلكات رؤساء السلطات الثلاث (الجمهورية، الحكومة، البرلمان) والوزراء، وتشديده على أن سرقات المال العام والتكسب من المناصب لا يسقطان بالتقادم.