وزير التنمية الفلسطيني لـ الجريدة•: «صفقة القرن» انتهت وأميركا وإسرائيل فشلتا في تمريرها
«بسبب صمود الفلسطينيين والتضامن العربي والرفض الدولي»
أكد وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني د. أحمد مجدلاني، أن ما يعرف إعلامياً بـ «صفقة القرن» انتهت ولم تعد موجودة حالياً، لافتا إلى أن المحاولات الأميركية - الإسرائيلية لتمرير المشروع فشلت بسبب الصمود الفلسطيني والتضامن العربي والرفض الدولي.
وأوضح مجدلاني في حوار مع «الجريدة» أن هناك محاولة، عبر الصفقة، لتقويض «الأونروا» التي نشأت بقرار الأمم المتحدة رقم 194، لغوث وتشغيل الفلسطينيين إلى حين عودتهم، معتبراً أن الولايات المتحدة تريد بهذا التصرف إلغاء حق العودة، لذا بدأت تجفيف موارد الوكالة اعتقاداً منها أن ذلك يلغي حق العودة، لافتا إلى أن ما تقوم به الإدارة الأميركية الحالية انقلاب على كل نهج الإدارات السابقة وردة على القوانين والشرعية الدولية ويتعارض مع مبادرة السلام العربية التي أطلقت في 2002. وعن العلاقات الفلسطينية – الكويتية أكد أنها عميقة وتاريخية عبر السنوات السبعين الماضية، موضحا أن الكويت استضافت واحتضنت مئات آلاف الفلسطينيين الذين يثمنون عالياً ولا ينسون الدعم الذي وفرته أميراً وحكومة وشعباً لهم في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. وفيما يلي نص الحوار:
وأوضح مجدلاني في حوار مع «الجريدة» أن هناك محاولة، عبر الصفقة، لتقويض «الأونروا» التي نشأت بقرار الأمم المتحدة رقم 194، لغوث وتشغيل الفلسطينيين إلى حين عودتهم، معتبراً أن الولايات المتحدة تريد بهذا التصرف إلغاء حق العودة، لذا بدأت تجفيف موارد الوكالة اعتقاداً منها أن ذلك يلغي حق العودة، لافتا إلى أن ما تقوم به الإدارة الأميركية الحالية انقلاب على كل نهج الإدارات السابقة وردة على القوانين والشرعية الدولية ويتعارض مع مبادرة السلام العربية التي أطلقت في 2002. وعن العلاقات الفلسطينية – الكويتية أكد أنها عميقة وتاريخية عبر السنوات السبعين الماضية، موضحا أن الكويت استضافت واحتضنت مئات آلاف الفلسطينيين الذين يثمنون عالياً ولا ينسون الدعم الذي وفرته أميراً وحكومة وشعباً لهم في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي. وفيما يلي نص الحوار:
• حللت مؤخرا ضيفا على الكويت فما الهدف من الزيارة؟- هدف الزيارة الأول افتتاح معرض الأسر الفلسطينية المنتجة التي تدعمها وزارة التنمية الاجتماعية، واستطاعت تشكيل نموذج يحتذى به في كيفية الانتقال من حالة العوز والاحتياج إلى الاكتفاء والانتاج، وجاء المعرض تجسيداً للإرادة السياسية بين قيادة البلدين الشقيقين (فلسطين والكويت) وتنفيذاً لقرار الجامعة العربية الصادر بهذا الشأن، حيث ضم المعرض 26 أسرة فلسطينية إلى جانب بعض الأسر الكويتية، وشكل فرصة للتعريف بالمنتجات الفلسطينية، علما بأن هذه التجربة الرائدة تهدف إلى التمكين الاجتماعي والاقتصادي وفتح أسواق جديدة أمام المنتج الفلسطيني الذي لاقى قبول واستحسان المواطنين الكويتيين.
علاقات تاريخية
• كيف تصف العلاقات الفلسطينية – الكويتية؟- عميقة وتاريخية عبر السنوات السبعين الماضية، حيث استضافت الكويت واحتضنت مئات آلاف الفلسطينيين الذين يثمنون عالياً ولا ينسون الدعم والاسناد اللذين وفرتهما الكويت أميراً وحكومة وشعباً لهم في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ونؤكد أن المعرض يأتي في سياق العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين، ويعزز أواصر التعاون بين وزارة التنمية الفلسطينية والشؤون الكويتية.المقاومة والصمود
• هل تمثل اقامة مثل هذه المعارض خارج فلسطين نوعا اخر من المقاومة؟- نعم، ويعد هذا أهم أهداف اقامة هذه المعارض، خصوصاً أننا نتحدث عن أسر لا شركات، انتقلت من الحاجة إلى الانتاج، فالهدف الرئيسي من برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي تعزيز صمود الأسر وبقاؤها في مواجهة سياسة الاقتلاع والتهجير التي تنتهجها حكومة الاحتلال الاسرائيلي، ونؤكد أن هذه المعارض نموذج للصمود والبقاء، وتبعث برسائل سياسية عدة تؤكد صمود الشعب على أرضه.مذكرة مشتركة
• هل شهدت الزيارة توقيع أي بروتوكولات تعاون مع الكويت؟- عقدنا اجتماعا مع وزير الشؤون سعد الخراز، بحثنا خلاله تطوير العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين الوزارتين في إطار مذكرة تفاهم مشتركة نسعى إلى بلورتها في القريب العاجل تتضمن أوجه التعاون في مجالات مختلفة ونقل الخبرات الناجحة بين الوزارتين، إضافة إلى ذلك وجهنا دعوة رسمية إلى الوزير الخراز وقياديي "الشؤون" لزيارة فلسطين للتعرف عن كثب على التجربة الفلسطينية والوضع هناك وكيفية الصمود والمواجهة والمقاومة، وشرح تجربتنا في مجالات الرعاية والحماية والتمكين. • كيف ساهمت الكويت في عملية التنمية الفلسطينية؟قدمت الكويت أوجه الدعم كافة للفلسطينيين، فإلى جانب الدعم المادي والعيني، هناك الدعم السياسي، الذي نشكر عليه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، منذ أن كان وزيراً للخارجية حيث استطاع تقديم الدعم السياسي بكل أشكاله، إلى جانب الدعم الذي قدمته الكويت للسلطة الفلسطينية منذ إنشائها.أما فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي فقدمت الكويت أشكال الدعم المختلفة عبر لجان الزكاة والجمعيات الخيرية، وهذا ما نسعى إلى تطويره وتنظيمه بطرق أكثر عملية لتصب هذه المساعدات مباشرة في الاطار الذي يخدم المنتفعين، ونسعى عبر المذكرة المشتركة إلى تنظيم وتطوير هذه العلاقة بما يخدم ما تقدمه الكويت من دعم واسناد اجتماعي للفلسطينيين. • في ظل الاحتلال وأفعاله من تهجير وزيادة الاستيطان كيف تقيم التنمية في فلسطين؟- الاحتلال المعيق الأول لأي عملية تنموية في فلسطين بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية، فعندما يسيطر على الموارد الطبيعية والأرض ومصادر المياه والحدود كيف لنا تنفيذ برامج التنمية؟ لذا في 1994 عندما أنشئت السلطة الوطنية الفلسطينية أطلقنا تعبير "تنمية الصمود... التنمية العصية" الذي يحمل في طياته المواجهة والتنمية في آن واحد، ونشير إلى أن جميع برامج الحكومات الفلسطينية المتعاقبة كان موضوع التنمية محركها الأساسي عبر توفير متطلبات الصمود، خصوصاً أنه من دون تنمية لن يكون هناك صمود، فالتنمية هي مقاومة سواء كانت بشرية أو اجتماعية أو من خلال تمكين المزارعين وأصحاب الأراضي المهددة بالاستيطان أو المصادرة أو الأسر الفقيرة فجميعها يصب في صُلب عملية الصمود ومقاومة الاحتلال.صفقة القرن
• كيف ترى ما يثار حول ما يعرف بـ "صفقة القرن"؟- تعرفنا على ما هو غير موجود في صفقة القرن قبل الاعلان عنها، وهو استبعاد القدس التي باتت، نتيجة المشروع الأميركي التصفوي، عاصمة لاسرائيل، الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلاً، فضلاً عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وإغلاق القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، إلى جانب ذلك هناك محاولة، عبر الصفقة، لتقويض (الأونروا) وكالة الإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، التي نشأت بقرار الأمم المتحدة رقم 194، لغوث وتشغيل الفلسطينيين إلى حين عودتهم، فالولايات المتحدة تريد بهذا التصرف إلغاء حق العودة، لذا بدأت تجفيف موارد الوكالة اعتقاداً منها أن ذلك يلغي حق العودة.ونشير إلى أن حل الدولتين لم يعد أساسياً للسياسة الأميركية الحالية، فكل الإدارات الأميركية السابقة كانت تعتبر أن حل الدولتين على أساس القرارين 242 و338 هو أساس الحل السياسي ما بين فلسطين واسرائيل، غير أن الإدارة الأميركية الحالية لا ترى أن هذا الحل من الممكن أن تقام عليه التسوية السياسية، بل استبدلته بالمفهوم الاسرائيلي الأحادي الجانب الذي يقوم على أساس كيان سياسي في قطاع غزة وتقاسم وظيفي بالضفة الغربية، أي حكم ذاتي للسكان، إضافة إلى ذلك تعتبر الإدارة الأميركية الحالية عملية الاستيطان أمراً طبيعياً، وأن الضفة الغربية غير محتلة أساساً، فالسفير الاميركي في اسرائيل المحرض الاساسي للحكومة الاسرائيلية، ويقوم بتشجيع نتنياهو على ضم المناطق (سي) والمستوطنات وشمال البحر الميت، وكل هذا استبعاد لأسس وعناصر قضايا الحل التي من شأنها تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، لذا نؤكد أن ما تقوم به الإدارة الأميركية الحالية انقلاب على كل نهج الإدارات السابقة وردة على القوانين والشرعية الدولية ويتعارض مع مبادرة السلام العربية التي أطلقت في 2002.ونؤكد أن هذه القضية السياسية التي تعد غاية في العمق والخطورة بالشرق الأوسط، وعمرها تجاوز الـ 70 عاماً تعامل معها ترامب وإدارته باستهتار واعتبارها صفقة عقارات وأراض، بل هي موضوع سياسي ذو حقوق ثابتة مضمونة ومكفولة بالقانون والشرعية الدولية.• هل تعتقد أن هذه الصفقة ماتزال مطروحة الآن؟- لاحظنا خلال العامين الماضيين تأجيل طرح المبادرة بذرائع متباينة، غير أننا نعتقد أن صفقة القرن لم تعد موجودة حالياً والمحاولات الأميركية - الاسرائيلية لتمريرها فشلت بسبب الصمود الفلسطيني والتضامن العربي والرفض الدولي الذي لم يتعامل مع المشروع مثل الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وغالبية دول العالم التي رفضت المشروع واعتبرته انتهاكاً للقانون والشرعية الدولية.ونشير إلى أن أي مشروع قرار تطرحه فلسطين في الجمعية العامة للامم المتحدة يلقى قبول الاغلبية المطلقة للدول الأعضاء، في حين من يصوّت ضده أميركا واسرائيل وبعض الدول غير المعروفة التي تعيش على المعونة الأميركية والاسرائيلية، مما يؤكد دعم العالم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.فلسطين بلدكم الثاني وتستحق الزيارة
ردا على سؤال حول دعوته الكويتيين والعرب الى زيارة فلسطين، وما اذا كان يخشى أن تفهم الدعوة كنوع من التطبيع؟ قال مجدلاني: مطلقاً، عندما ندعو الأشقاء العرب إلى زيارة فلسطين والتضامن والاسناد السياسي للقيادة الفلسطينية فهذا ناتج عن فهمنا بأن هذا نوع من الدعم ليس التطبيع كما يحاول البعض الترويج له، فزيارة السجين والتضامن معه لا يعنيان الدعم أو التطبيع مع السجّان، ولا نريد الدخول في مناكفات سياسية صغيرة، بل نقول لكل العرب ان أهلكم وإخوانكم في فلسطين بحاجة إلى دعمكم المعنوي قبل المادي، ومن يرد التضامن مع القدس فليأت للصلاة فيها، وغير مطلوب الالتقاء بالجانب الاسرائيلي على الاطلاق، فأكثر شيء يزعجنا ويضعف قضيتنا التطبيع مع الاحتلال وإقامة العلاقات المباشرة وغير المباشرة معه قبل الانسحاب من الاراضي المحتلة، فنحن متمسكون بمبادرة السلام العربية نصاً وروحاً ونطالب الاشقاء العرب بتطبيقها كما وردت، وليس البدء من الآخر «التطبيع من ثم الانسحاب، بل الانسحاب أولا ثم إقامة العلاقات»، لذا رسالتنا للاشقاء الكويتيين «فلسطين بلدكم الثاني وتستحق منكم الزيارة».
متمسكون بمبادرة السلام العربية... وحل الدولتين لم يعد أساسياً للإدارة الأميركية
العلاقات الفلسطينية – الكويتية عميقة وتاريخية عبر السنوات السبعين الماضية
العلاقات الفلسطينية – الكويتية عميقة وتاريخية عبر السنوات السبعين الماضية