بعد 5 سنوات على إعلانه «خلافة» تنظيم داعش الإرهابي المزعومة، قُتِل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بغارة جوّية أمريكية استهدفت مخبأه في قرية باريشا بإدلب السورية، وفق ما أعلنت صحيفة «نيوزويك» الأمريكية، اليوم الأحد.وذكرت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أنّ «نتائج تحاليل الحمض النووي التي قام بها الجيش الأمريكي، أكدت مقتل البغدادي في العملية العسكرية».
وأكدت مصادر أمنية عراقيّة أنّ «8 مروحيات أمريكية استهدفت في الساعات الأولى، من اليوم الأحد، مقرّ زعيم تنظيم داعش الإرهابي»، مشيرة إلى أنّ «مرافق البغدادي قُتل معه أيضاً».وبحسب تقارير صحفية، فإنّ مصادر عسكرية أمريكية أشارت إلى أنّ «عملية قتل البغدادي مع 8 أشخاص استغرقت مدّة ساعة و30 دقيقة»، في حين أعلن التلفزيون العراقي أنّ «المخابرات العراقيّة ساعدت في تحديد مكان زعيم التنظيم المهزوم». كذلك، أشار مصدر مُطّلع لـ «CNN» إلى أنّ «البغدادي على ما يبدو فجّر سترة ناسفة كان يرتديها لفترة طويلة وينام فيها، خلال العملية مع اقتراب عناصر القوة الأمريكية».
معلومات استخباراتية عراقية عن البغدادي
إلى ذلك، أشارت وكالة «رويترز» إلى أنّه «جرى اكتشاف مخبأ البغدادي أثناء محاولته تهريب عائلته باتجاه الحدود مع تركيا»، فيما أعلن مصدران أمنيان عراقيان للوكالة، أنهما «تلقيا تأكيداً لنبأ مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، من داخل سوريا».ونقلت «رويترز» عن أحد المصدريْن، قوله: «أكّدت مصادرنا من داخل سوريا للفريق الاستخباراتي العراقي المكلّف بمطاردة البغدادي، أنه قُتل مع حارسه الشخصي في إدلب بعد اكتشاف مخبئه عند محاولته نقل عائلته من إدلب باتجاه الحدود التركية».وكانت معلومات استخباراتية تحدثت عن «وجود قيادات من الصف الأول لداعش في منطقة باريشا، إلا أن العملية تأخرت على الرغم من وجود معلومات استخباراتية بسبب انطلاق العملية العسكرية التركية شرق الفرات».ومع هذا، كشف مصدر أمني لوكالة «الأنباء العراقية» عن «مقتل غزوان الراوي، المسؤول الأمني الخاص بزعيم تنظيم داعش في العملية الأميركية التي أدت لمقتل البغدادي»، ونقلت الوكالة عن مصدر استخباراتي كلاماً يؤكّد مقتل البغدادي، في حين أكدت المخابرات العراقية أنها «زودت واشنطن بمعلومات عن البغدادي عبر المعتقل علي ساجر».وقال مسؤول في المخابرات: «علمنا بموقع البغدادي بعد القبض على عراقي وعراقية من الدائرة المقربة له، وحصلنا على معلومات قيمة من محتجزين قادت لموقع سري بالصحراء العراقية يضم وثائق عن موقع البغدادي وتحركاته، كما قدمنا الإحداثيات الدقيقة لموقع البغدادي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن».ونقلت وكالة «رويترز» عن قيادي في فصيل مسلح في إدلب قوله أنّ «تم العثور على جثث 3 رجال و3 نساء بالإضافة لجثة البغدادي».بدوره، قال مصدر حكومي رفيع لوكالة الأنباء العراقية أنه «ساعدنا معلوماتياً في عملية قتل البغدادي»، موضحاً أنّ «واشنطن قدمت شكرها لبغداد لمساهمتها في عملية القتل».ومع هذا، أشار مصدر استخباري عراقي رفيع المستوى إلى أنّ «قيادات داعش ومعاونيهم وأعضاء ما يعرف بمجلس شورى التنظيم الإرهابي في حالة صدمة وتبادل اتهامات وانقسام بينهم».كذلك، أكد المتحدث باسم العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخافاجي أن «العراق لعب دوراً مهماً في القضاء على داعش».رواية المرصد السوري
وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «مروحيات استهدفت لساعة ونصف الساعة ليل السبت الأحد، مجموعة من تنظيم داعش في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا ما أسفر عن سقوط 9 قتلى».وذكر المرصد أن «8 مروحيات استهدفت منزلاً وسيارة في محيط قرية باريشا في إدلب حيث تتواجد مجموعات قريبة من داعش»، لافتاً إلى أنّ «المروحيات أنزلت مقاتلين على الأرض بعد منتصف الليل، واشتبكوا مع مقاتلين متطرفين في قرية باريشا في إدلب في شمال غربي سوريا، على الحدود مع تركيا».وأوضح المرصد أنّ «منزلاً يعتقد أنه كان الهدف الرئيسي للعملية تضرر بشدة جراء القصف الجوي قبل أن ينزل مقاتلون من طائرات هليكوبتر ويخوضون اشتباكات على الأرض».وأكد المرصد أنّ «عملية قتل البغدادي استخباراتية ناجحة بامتياز»، مشيراً إلى أنّ «تنظيم داعش ما زال يحتفظ بخلايا في مختلف المناطق السورية».واعتبر المرصد أنه «لا يمكن استبعاد أن بعض التصريحات الأمريكية الرسمية كانت لتضليل البغدادي».سحب الجثث
إلى ذلك، كشف ناشط في إدلب أنّ «مروحيات سحبت جثثاً من موقع العملية، واقتادت شخصين على قيد الحياة»، لافتاً إلى أنّه «لا يمكن للبغدادي أن يصل إلى مخبئه دون المرور بحواجز لجبهة النصرة»، وقال: «البلدة التي يعتقد أن البغدادي قتل فيها يقطنها مدنيون فقط».لقطات مصوّرة للغارة
وبث التلفزيون الحكومي العراقي، اليوم الأحد، لقطات مصورة لما قال إنها للغارة الأمريكية التي استهدفت البغدادي.وأظهرت الصور حفرة في الأرض بدا أنها ناجمة عن غارة، فضلاً عن ملابس ممزقة وملطخة بالدماء.كذلك، بث التلفزيون لقطات ليلية لانفجار.ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الأحد، صوراً من موقع بقرية باريشا بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، وقالت إنها «للمكان الذي نفذت القوات الأمريكية فيه عملية عسكرية».ويقول الباحث العسكري فيلي بيكا كيفيماكي في تغريدة، إن «صورة وكالة الأنباء الفرنسية التي تظهر العربة المدمرة، التقطت بالقرب من المبنى الذي تم استهدافه في العملية العسكرية الأمريكية».«نيويورك تايمز»: البغدادي كان مراقباً
وفي السياق، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اليوم الأحد، أنّ «البغدادي ومعه مسؤولون متطرفون كانوا تحت المراقبة الأمريكية منذ مدة طويلة، لكن مع الانسحاب الأمريكي من سوريا، أصبح هناك خشية من فقدانه، نظراً لقلة القوات الموجودة على الأرض، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ القرار»، موضحة أنّ «البغدادي كان حذراً جداً ولم يستخدم الجوال منذ سنوات طويلة».أول رد إيراني
وذكرت وكالة «رويترز» نقلاً عن مسؤولين إيرانيّين أنّ «مصادر سورية أبلغت طهران بمقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في سوريا». ونقلت «رويترز"» عن أحد المسؤولين الإيرانيين قوله اليوم الأحد، إنه «تم إبلاغ إيران بمقتل البغدادي من قبل مسؤولين سوريين اطلعوا على المعلومات الميدانية»، فيما أكد المسؤول الثاني هذه المعلومات.وكان مسؤول أمريكي في «البنتاغون» أعلن لمجلة «نيوزويك» الأمريكية، أنّ «قتالاً قصيراً إندلع عند دخول القوات الأمريكية للمجمع الذي يوجد به البغدادي»، مشيراً إلى أن «البغدادي قتل نفسه بتفجير سترة ناسفة، وكان أفراد من أسرته حاضرين».وكان متحدث باسم البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيدلي بتصريح «مهم جداً»، الأحد، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.وقال المتحدث في بيان مقتضب إن هذه الكلمة الرئاسية ستُلقى الساعة 09,00 (13,00 ت غ). وكان ترامب، قال في تغريدة له على «تويتر»، إن «شيئاً كبيراً حدث للتو» دون أن يكشف عن أيّ تفاصيل.قائد قوات سوريا الديمقراطية يعلّق
من جهته، أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عبر «تويتر»، تعليقاً على عملية مقتل البغدادي أنّ «ما حصل هو عملية تاريخية، نتيجة عمل استخباراتي مشترك مع واشنطن».وقال: «منذ 5 أشهر وهناك عمل استخباري على الأرض وملاحقة دقيقة حتى تم من خلال عملية مشتركة القضاء على البغدادي».لا دور تركي في العملية
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت أنّ «الجهات العسكرية التركية تبادلت المعلومات مع الجهات الأمريكية قبل الهجوم في إدلب الذي استهدف البغدادي».وقال مسؤول تركي، الأحد، إن «زعيم داعش وصل إلى مكان في سوريا، حيث وقعت غارة أمريكية، قبل 48 ساعة من تنفيذها».ولفت المسؤول لوكالة «رويترز» إلى أنّ «الجيش التركي كان لديه علم مسبق بالعملية الأمريكية في محافظة إدلب السورية»، موضحاً أن «تركيا ستواصل تنسيق تحركاتها على الأرض مع الأطراف المعنية».من جهته، نفى مسؤول أميركي لشبكة «CNN»، أي «دور لتركيا في مساعدة العملية»، مشيراً إلى أنه «تم تنسيق عدم الاشتباك مع الجيش التركي».وأوضح المسؤول الأمريكي أنّ «قوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، زودت الجيش الأمريكي ببعض المعلومات الاستخباراتية».قوّة أمريكية خاصّة
ونقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي أنّ «المهمة الأمريكية التي استهدفت البغدادي، شاركت فيها قوات العمليات الخاصة ونُفذت في منطقة إدلب السورية».وفي السياق، فقد نشرت تقارير عدة عن القوة الأمريكية الخاصّة التي نفذت العملية، موضحة أنها تُسمى بـ «دلتا فورس»، والمعروفة رسمياً باسم «فرقة العمليات الأولى».وتعتبر هذه القوة إحدى وحدات المهمات الخاصة في الجيش الأمريكي، وهي تركّز على مكافحة الإرهاب، وكان لها دور في مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مايو 2011، وأخيراً مقتل البغدادي.وتأسست «دلتا فورس» في العام 1977 من قبل قائدها الأول، العقيد تشارلز بيكويث، مع التهديد المتزايد للإرهاب في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد سنوات من العمل مع الخدمة الجوية البريطانية الخاصة في هذا المجال. وتم تكليف بيكويث بتشكيل الوحدة الجديدة، واختيار أفرادها من مجموعات داخل الجيش، بعد أن اتضحت الحاجة إلى قوة ضاربة تكون دقيقة داخل الجيش الأمريكي.وتشارك هذه القوة الخاصّة أيضاً في قتال أو اعتقال أفراد خطرين أو تفكيك خلايا إرهابية، فضلاً عن مشاركته في عمليات تحرير رهائن، كما أنها تنشط في مجال حماية الشخصيات الهامّة، لاسيما خلال زيارتها للبلدان التي تشهد اضطرابات. وتخضع القوة الخاصة «دلتا فوري» للرقابة التشغيلية من قيادة العمليات الخاصة المشتركة، على الرغم من أنها مدعومة إدارياً من قيادة العمليات الخاصة للجيش الأميركي.ومن أبرز المهام التي قامت بها القوة «دلتا فورس»، عملية «مخلب النسر» في عام 1980، التي نفذت من أجل تحرير الرهائن الأميركيين داخل السفارة الأميركية في طهران، إلا أن العملية فشلت إذ قتل 8 أميركيين وتدمير طائرتين.كذلك، ساهمت «دلتا فورس» في الحرب في أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وكان لأفرادها دور كبير في هزيمة وتفكيك حركة طالبان في أفغانستان.كان ينام متزنّراً بحزام ناسف
وتحدث الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي سيدريك لايتون عن مقتل البغدادي، مشيراً إلى أن «تقارير استخباراتيّة سابقة قالت أن الأخير كان ينام لفترة طويلة متزنراً بحزام ناسف».وقال لايتون: «هناك تقارير استخباراتية أكدت للعامة قبل سنوات أن البغدادي كان ينام مرتدياً حزاماً انتحارياً.. وهذا ليس مفاجأة»، وتابع: «يبدو أن هذه التقارير كانت صحيحة للحيلولة دون القبض عليه».وتأتي تصريحات لايتون بعد تصريح أدلى به مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، معلناً أن «البغدادي فجر حزاماً ناسفاً بنفسه خلال العملية التي شنتها قوة أمريكية في شمال غرب سوريا».الحمض النووي
وفي وقتٍ لاحق من اليوم الأحد، أعلنت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أنّ «نتائج تحاليل الحمض النووي التي قام بها الجيش الأمريكي، أكدت مقتل البغدادي»، موضحة أنّه «إضافة إلى فحوص الحمض النووي، تمّ التعرف على البغدادي من ملامح وجهه».وقالت: «ما بين 50 إلى 70 عنصراً من القوات الأمريكية، شاركوا في العملية التي أدت لمقتل البغدادي في سوريا».وفي تغريدة لمراسلة فوكس نيوز الخاصة بالأمن القومي جينفير غريفين، قالت إن «مصدراً عسكرياً أميركياً بارزاً، أكد مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية في إدلب».وأضافت غريفين: «تم تأكيد هوية البغدادي»، ونقلت عن مصدر أميركي قوله: «كنا نشك منذ فترة طويلة في أن البغدادي مختبئ في إدلب».