السنعوسي: أردت تكريس «الرمزية» في «ناقة صالحة»

أثناء مناقشته الرواية في افتتاح «تكوين» بحضور دخيل الخليفة

نشر في 28-10-2019
آخر تحديث 28-10-2019 | 00:03
بمناسبة افتتاح الفرع الثاني لمكتبة « تكوين» في برج الحمراء، تمت استضافة الروائي سعود السنعوسي والشاعر دخيل الخليفة، في حوار مفتوح لمناقشة «ناقة صالحة» للسنعوسي، التي صدرت مؤخراً، كما صاحب قراءة قصائد الخليفة عزف للعود من أداء أحمد الراشد.
حل الروائي سعود السنعوسي صاحب رواية "ناقة صالحة"، والشاعر دخيل الخليفة، ضيفين، في حلقة نقاشية أدارها الشاعر محمد العتابي، أثناء افتتاح الفرع الثاني لمكتبة "تكوين"، حيث تمت مناقشة الرواية، كما استمع الحضور إلى شعر الخليفة وتعليقه على بعض قصائده التي وظفتها تلك الرواية.

بداية، قال العتابي إن "تكوين" تسعى قدر الاستطاعة إلى المساهمة في تحقيق تحوّل ثقافي مجتمعي، من خلال القوة الناعمة للسؤال، والكلمة، والفكرة، مبيناً أن هذا المشروع كان قبل 6 أعوام مجرد حسابٍ في العالم الافتراضي لاقتباساتٍ عن الكتابة والقراءة.

وعقب بأن هذا المشروع كان فكرة "ولا شيء أقوى من الفكرة، حيث إنها باتت كشجرة تنمو وتورقُ أغصانها، وعلى ذلك صارت تلك الفكرةُ مكتبةً، ودار نشر محترفة في الكتابة الإبداعية، فضلاً عن كونها منصة ثقافية".

الفكرة تنمو

وأضاف العتابي: "ما زالت الفكرة تنمو، لأن الأفكار لا تموت"، معتبراً أن "مكتبةً جديدة تتنفس وسط الكونكريت والاسمنت، تشبه أن تزهر وردة بين حقول الشوك، وكل مكتبةٍ ذاكرة خالدة وأملٌ جديدٌ يُضيء الدرب".

وأعرب عن شكره "وبعض من الشكر محبةٌ وسلام، لقرّاء (تكوين)، وهم الأسرة الحقيقية لهذا المشروع، الذين آمنوا به، ومدّوا قلوبهم إلينا، واحتضنتنا محبتهم ولُطفهم، ونشكر الأصدقاء الذين بذلوا الكثير من الوقت والجهد طوال هذه السنين، وساهموا بشكل حقيقيٍ وفعّال في تطوير هذا المشروع وازدهاره".

رواية صحراوية

ولدى المناقشة، ورداً على سؤال من العتابي بأن هناك عدة قراءات تشير إلى أن هذه الرواية صحراوية، قال السنعوسي: "لا أفهم ما ذهبت إليه تلك القراءات بأنها رواية صحراوية! هل فقط من أجل المكان الذي يدور فيه الحدث؟ فالرواية بالدرجة الأولى موضوع، قد يكون في الصحراء أو أي بيئة أخرى، قد تحدث القصة ذاتها في بيئة ساحلية مثلًا، فهل تصير الرواية في الحالة تلك رواية بحرية؟!".

وعن أوجه الشبه بين "ناقة صالحة" و"حمام الدار"، قال السنعوسي إن "كلا العملين قائمان على أسئلة، وحمام الدار كانت تجربة شخصية استمتعت بكتابتها على الرغم من أنها كانت متعبة، وتضمنت الرواية أسئلة مفتوحة على كل الاحتمالات، ومن يبحث عن الإجابات في الرواية لن يحصل عليها".

ولفت إلى أنه يحتاج أن يسمع من القارئ الإجابات التي توصل إليها، أما في "ناقة صالحة" فقد "أحببت أن أعيد التجربة بشكل أبسط، وأحببت أن أذهب باتجاه الحكاية بشكل مباشر، وأترك فيها فراغات يملؤها القارئ".

لفت إلى أنه اتجه إلى الرمزية في هذه الرواية "بحثاً عن مكان جديد لي وللقارئ، كنت أتمنى أن آخذ القارئ الاعتيادي الذي قرأ لي أعمالاً سابقة إلى منطقة جديدة، والرمزية هي إحدى الأدوات التي أحببت أن أكرسها في هذا العمل".

ولدى سؤاله عن إمكانية تحول هذا العمل إلى مسلسل أو فيلم، أجاب: "إذا كان هناك منتج جاد ومؤمن في العمل فلم لا؟".

الأجناس الأدبية

ثم طرح العتابي على الشاعر الخليفة سؤالاً عن فكرة امتزاج الشعر بالرواية، وهل تزاوج الأجناس الأدبية مثلما حدث في هذه الرواية يفيد العمل ويشكل ظاهرة جديدة؟ فأجاب بأن ذلك "ليس ظاهرة جديدة، أنا أعتقد أن تداخل الأنواع والأجناس الأدبية موجود منذ القدم، باعتبار أن الشعر هو سيد هذه الأجناس".

وطرح مثالا بالشعر الذي نجده في الرواية والقصة القصيرة، وأدب الرسائل، والنثر الفني، مبيناً أن أدب الملاحم كان سرداً مكتوباً بشعر، والأدب الجاهلي كان ينقل الوقائع بشكل سردي، والشعر استمر حتى اليوم في استخدام السرد، وبالتالي هذا التداخل موجود منذ القدم، واعتقد أن الجملة الشعرية هي التي تعطي أي عمل إبداعي قيمة مختلفة، لذلك لا غرابة في هذا التداخل، ولا ينفك الشعر عن بقية الأجناس".

مبعث فخر

وعلى هامش الحوار، سألت "الجريدة" الشاعر الخليفة عن سبب وجود قصائده في الرواية؟، فقال إن وجودها في مداخل الفصول مبعث فخر وسرور بالنسبة إليه، لافتا إلى أن السنعوسي كان ذكيا في اختياراته، وبدت تلك القصائد كأنها كتبت لهذه الفصول، رغم أنها مكتوبة قبلها بسنوات طويلة.

واعتبر الخليفة أن السنعوسي أتقن اختيار تلك القصائد، "فجاءت متداخلة مع مضمون الرواية بشكل ناجح، لدرجة أن كثيرين اعتبروا أن دخيل بن أسمر هو دخيل الخليفة، رغم أن دخيل بن أسمر في الواقع شخصية أخرى، ليست لها علاقة بالشاعر، وما جاء من توافق بين الشعر والرواية يعكس تماما الحالة الإبداعية والذكاء الذي يتميز به السنعوسي".

«صهيل مؤجل»

أثناء الحلقة النقاشية، قرأ الشاعر دخيل الخليفة بعض القصائد التي وظفها سعود السنعوسي في رواية "ناقة صالح، ومنها قصيدة "صهيل مؤجل"، حيث اختار منها: "لا نجمة في الليل/ تنعشني بضحكتها/ ولا عنوان من أفلوا/ يضيء دروب من ظلوا/ ولا رحب السبيل/ إني قتيلك/ تشربين دمي/ فأنهض باحثا عني".

وفي قصيدة "صوت أمي" يقول: "أسميته (دخيل)/ لأنه بلا خطى/ يبحث عن مضارب/ في زمن بخيل/ يرسم في أحزانه/ خارطة لنبضه".

أما السنعوسي فقرأ مقطعاً صغيراً من الرواية.

الرواية بالدرجة الأولى موضوع وهذا قد يكون في الصحراء أو أي بيئة أخرى

أحببت أن أعيد التجربة بشكل أبسط وأن أذهب باتجاه الحكاية مباشرة السنعوسي

الخليفة قرأ بعض قصائده التي وظفها السنعوسي في رواية «ناقة صالحة»
back to top