أقامت منصة الفن المعاصر (كاب) محاضرة للروائية ميس خالد العثمان، للحديث عن روايتها "صندوق الأربعين"، وأدار الحوار الروائي إبراهيم فرغلي. في البداية قال فرغلي: "بشكل شخصي، أظن أن كتاب صندوق الأربعين كتاب مخاتل، ليس في محتواه، بل في الرسالة التي يتضمّنها مضمونا وشكلا، فهو إذ يمنحُ القارئ الإحساس بأنه كتاب مذكّرات لامرأة على أعتاب الأربعين، تعيش في مجتمع محدد له خصوصيته، تتأمل حياتها من هضبة الخبرة التي مرت بها، حيث تطلّ منها على هذا المنعطف، وترتّب أولوياتها، وترى إلام استقر بها الأمر، فإن الكتاب سرعان ما يبدو أيضا سيرة طفولة، يرى العالم بعين الطفولة والبراءة، ويتوقف عند السؤال الذي يطرح بعين الطفلة، ثم يمتد خط السؤال لسنوات المراهقة والنضج، ليرى القارئ كيف يتحول معنى السؤال، بما يعنيه ذلك أيضا الإشارة الضمنية التي يقدمها النص للتغيرات التي تمر بها الشخصية في سعيها للنضج والاكتمال، أو الشخصية الإنسانية في تبيّن ملامح حياتها والتغيّرات التي يمرّ بها العقل فطريا، ثم بدافع الوعي، مما يجعل السرد يشي أحيانا بأننا في تتبّع سيرتنا، خصوصا إذا مرت بمنعطفات فكرية أو على مستوى الوعي، تجعل المرء يرى أشخاصا وليس ذاتا، كأنما رحلة الذات هي مرور بشخصيات عديدة، لا بشخصية واحدة، وكلما كان تعقيد الرحلة والأسئلة أكبر، ربما تعددت تلك الشخصيات وتباينت واختلفت".
قفزة حرة
من جانبها، أعطت العثمان نظرة شاملة عن الرواية، قائلة إن هذا أول حوار مباشر مع القراء، بعد صدور الكتاب في عام 2018، لافتة إلى أنه صدرت منه الطبعة الثالثة، لتعلق: "أعتقد أنه حان الوقت لحديث ما حول الكتاب، خصوصا لمن تسنّى له قراءته والاطلاع عليه". وأشارت إلى أن "صندوق الأربعين" جاء تحت عنوان قفزة حرّة في السرد، يتكلم عن حصيلة أربعين سنة من حياتها، لافتة إلى أنه ليس سيرة ذاتية مكرّسة، لكنّه يشتمل على شذرات ومشاهد من سيرة ذاتية، وتأملات في الحياة، والأفكار.ولفتت العثمان إلى أنها خططت لأن يكون عرض الكتاب بشكل يعتمد على الحواس الخمس، والحاسة السادسة، وتصنيف هذه الحواس واستدعاء الذكريات القديمة من خلال الحواس، مشيرة إلى استحالة تطبيق الفكرة لارتباط الحواس ببعضها البعض، وعدم سهولة الفصل بينها، وبالتالي تكرس السرد اتجاهها، لتعلق "ربما يتلقط أحد الفكرة ويعيد الاشتغال عليها بشكل أوسع، لم أكن ماشية بهذا الخط وغيّرت فكري، وكتبت الكتاب بهذا الشكل، الذي يتضمن استدعاءات تستدعي أخرى سابقة أو لاحقة لها".وعن تكرار كلمة الكارما تقول العثمان: "الكارما باختصار، ازرع تحصد، هي العاقبة الأخلاقية لما نفكّر ونفعل، وهي موجودة في الهندوسية، والبوذية، وهي معتقد قديم ومتجدد، فكثير من الناس تؤمن به، هي العقبة الأخلاقية لما نفعل ونفكّر".وأضافت أن الذاكرة هي التي كانت تسيّر العمل، والذكريات هي أكثر من التخيّل، لكن في بعض المناطق، اضطرت العثمان إلى أن تعمل على الخيال لربط السرد في المحتوى. وفي الختام، وعند سؤالها: ماذا تتمنى في معرض الكتاب المقبل، قالت إنها تتمنى أن يتوافر الكتاب مرة أخرى للقراء في المعرض، وتمنت أيضا أن يكون معرضا بلا رقابة، حتى يتمكن الناس من اقتناء الكتب التي يريدونها.يذكر أن العثمان درست الإعلام في جامعة الكويت، ولها عدد من الإصدارات الأدبية من بينها مجموعة "عبث" و"أشياؤها الصغيرة"، و"غرفة السماء"، و"عرائس الصوف"، ورواية "ثؤلول".