الموارد الطبيعية... قانون كوني
![أحمد راشد العربيد](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1549813474622125800/1549813608000/1280x960.jpg)
كم من حقول نفطية وغازية ظن الإنسان أنها هلكت ونضبت، ثم عادت بتقنيات حديثة، فالعجز ليس في الحقول، بل في الإنسان، وهكذا حدث مع كل الموارد الطبيعية. إلا أن الحال مع النفط والغاز تتدخل فيه السياسة فتعكسه في صورة تقع في مصلحة تختلف عن القانون الكوني الذي أنزله رب الخلق كلهم... وهنا ينبغي التزام الحذر في مصائر ثرواتنا، فما يروج لنا بشأن مواردنا الطبيعية أنها متهالكة أو ضارة وينبغي إتلافها ليس بالضرورة صحيحاً، الواقع أن البشر في الكون بلغ تعدادهم 7.5 مليارات ويتكاثرون بنسبة تفوق قدرة العالم أجمع، وتوفير الطاقة لكل البشر، هذا الأمر سيستمر إلى زمن بعيد. في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، بدأت أميركا تحذر العالم من نضوب النفط، بعد أن تبين لها أن إنتاجها يتناقص، بينما كانت دول كثيرة تشهد نمواً متسارعاً من الإنتاج في تلك الفترة. كان معهد ماساتشوستس التكنولوجي (MIT) قد شكل فريقاً من الباحثين من حملة الدكتوراه والماجستير بلغ عددهم 50 خبيراً في مجال النفط والمعادن الأخرى، وعلى هذا الفريق أن يبدأ دراسة ويقدم أبحاثاً وينظم مؤتمرات تستمر مدة 60 عاماً تنتهي في عام 2010 عن توقعات نضوب النفط والمعادن الأخرى، وانشغلت دول النفط في كل أرجاء العالم في هذا الجهد العلمي انتظاراً لنتائجه. من المؤكد أن أميركا قد سيطرت على الفكر النفطي العالمي من خلال هذا الجهد البحثي، وكانت تؤكد فيه وجود نضوب عالمي نفطي، وجاءت النتائج خلاف ذلك، وأعلنت أميركا تخليها عن فكرة نضوب النفط في عام 2012، وأعلنت سيادتها على النفط الصخري الذي نجحت في إنتاجه بتقنيات حديثة.هكذا تسيطر الدول العظمى على الصغرى فكرياً وتنقاد الصغرى دون إدراك.