أشلاء البغدادي من «عين الأسد» إلى البحر

نشر في 29-10-2019
آخر تحديث 29-10-2019 | 00:05
سوريون يتفقدون موقع غارة قتلت الناطق باسم «داعش» أبو حسن المهاجر قرب جرابلس أمس الأول          (أ ف ب)
سوريون يتفقدون موقع غارة قتلت الناطق باسم «داعش» أبو حسن المهاجر قرب جرابلس أمس الأول (أ ف ب)
مع تأكيد مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أنه سيتم التخلص بشكل ملائم من زعيم "داعش" أبوبكر البغدادي، نقلت فرقة العمليات الخاصة "دلتا فورس" بقايا أشلائه مع عدة جثث أخرى من موقع عمليتها النوعية في باريشا بإدلب إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار العراقية.

ووفق المرصد السوري وشبكة "روسيا اليوم"، و"العربية"، فإن "البغدادي قد يتم دفنه في إحدى مناطق العراق، لاسيما أن بعض المسؤولين الأميركيين أكدوا أنه سيتم مراعاة التقاليد في هذا الشأن"، لكن أوبراين أشار الى أنه قد يتم رمي جثته في البحر، كما جرى مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في 2011.

ووسط التحقيق الرامي إلى عزله داخلياً، والانتقادات الشديدة لقراره سحب القوات من سورية، حمل التخلص النهائي من المطلوب "رقم 1 عالمياً" متنفّساً سياسياً للرئيس دونالد ترامب.

ورغم استحقاق ترامب وقواته التهنئة، فإن مقتل البغدادي وانقسام رفاقه حول هوية من سيخلفه، لا يعني مطلقاً النهاية الوشيكة لتنظيمه، بالنظر لبقاء فكر مؤسس جماعة "التوحيد والجهاد" أبومصعب الزرقاوي، وعلى رأسهم زعيم "داعش" نفسه بعد مقتله في 2006، وكذلك زعيم القاعدة أسامة بن لادن في 2011، وقبله نائبه أبوأيوب المصري في 2010.

ومع تقدير "البنتاغون" عن وجود ما يتراوح بين 14 ألفا و18 ألفا من مسلحي "داعش" يمارسون نشاطهم بالعراق وسورية، وهي أعداد غير متوافرة لتنظيم القاعدة، نقلت مجلة "فورين بوليسي" عن مسؤولين وخبراء قولهم، إن التنظيم يمثل تهديداً، لاسيما منذ هروب المئات من مقاتليه وأفراد عائلاتهم من أماكن احتجازهم أثناء توغل القوات التركية بسورية.

قرارات ترامب

واعتبرت المواقع الإخبارية، خصوصا السورية، أن العملية الأميركية أكبر من مجرد تصفية للبغدادي، مشيرة إلى وجود العديد من التنظيمات المسلحة في باريشا أبرزها تنظيم "حراس الدين".

وقتل أبرز مسؤولي "حراس الدين" أبومحمد الحلبي مع زوجته وأطفاله الخمسة في الهجوم، وكان يستضيف البغدادي بمنزله.

وذكرت "نيويورك تايمز"، أن قرار ترامب سحب القوات من سورية أربك خطط "البنتاغون" لتصفية البغدادي، وأجبرته على ترتيب العملية على وجه السرعة.

ونقلت الصحيفة في أعقاب إعلان ترامب نجاح العملية، عن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين قولهم، إن هذه العملية نجحت على الرغم من تصرفاته وليس بفضلها، مشيرين إلى أنه عندما قرر سحب القوات، كان على دراية تامة بأن "CIA" والقوات الخاصة تركز على تحديد مكان البغدادي.

وبينما شكرت ابنة الرئيس الأميركي إيفانكا ترامب من "خططوا لتخليض العالم من هذا الوحش"، اعترف الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بـ"المساهمة فعالة" لترامب في "التصدي للإرهاب في حال تأكدت المعلومات حول مصرع البغدادي".

وشدد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي على أن مقتل البغدادي لا يمثل إلا نهاية فصل واحد من فصول الإرهاب، مشيراً إلى أن ذلك "لن يقلل من دور تدخلات واشنطن في إنتاج أمثاله وبن لادن على مر العقود".

ودعا رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخرالدين ألطون، إلى فتح تحقيق واسع حول تحركات البغدادي في إدلب، ومحاسبة ومحاكمة من ساعده وتعاون معه.

ورغم إشادتها بمقتل البغدادي، أعلنت دول جنوب شرق آسيا، التي تحارب نفوذ تنظيمه في المنطقة، التأهب الأمني لمعركة طويلة للتصدي لأفكاره المتشددة.

وغداة إعلان ترامب انتحار البغدادي في نفق بإدلب، قالت الفلبين وإندونيسيا وماليزيا إنها تتأهب لعمل انتقامي محتمل من جانب أتباع التنظيم، بما في ذلك هجمات "الذئاب المنفردة".

وحذر وزير الدفاع الفلبيني دلفين لورينزانا من أن "داعش" يمتلك قدرات ويمثل خطورة.

وقال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالشرطة الماليزية أيوب بيتشاي، إن القلق الحقيقي ليس في قيادة "داعش" بل في أثر تعاليمها، معتبراً أن "نبأ موت البغدادي طيب لكن لن يكون له أثر يذكر هنا، لأن المشكلة الرئيسية لاتزال انتشار أيديولوجيته".

back to top