افتتحت قاعة بوشهري للفنون معرض "البورتريه فن جميل"، في مقرها بالسالمية، شاركت فيه أعمال مجموعة مختارة من الفنانين الذين يتميزون برسم البورتريه، في حضور حشد من الفنانين التشكيليين والجمهور الذي يتتبع الحركة التشكيلية في كل مراحلها.

وتضمن المعرض في أنساقه الفنية أعمالا فنية تندرج ضمن فن البورتريه، حيث حرص الفنانون في رسمها على أن تكون اتجاهاتهم ذات أساليب ورؤى مختلفة، وبأبعاد إنسانية مزدانة بالإيحاءات التي تظهر جلية في الوجوه تلك التي تتناغم فيها البهجة تارة والحزن تارة أخرى، إضافة إلى التأمل والزهد والألم والتشرد، والسعادة والفرح، وفق تصورات الفنانين التي تتباين وتختلف مدارسهم.

Ad

الفن الراقي

و"البورتريه"، ذلك الفن الراقي الذي يشكل قيمة فنية للأعمال التشكيلية على مر التاريخ، كان حاضراً من خلال تلك الأعمال التي اختارتها بعناية قاعة بوشهري لعرضها على الجمهور، من أجل المتعة البصرية، والتعرف عن كثب على ما تتضمنه رؤى تلك الأعمال من تنوع مضامين متحركة، تبرز التفاصيل التي تفضي إلى حزمة من المشاعر والأحاسيس التي تتشابه وتختلف في كل وجه على حدة.

تفاعل فني

وشارك في المعرض الفنان الكويتي الكبير سامي محمد، بأعماله التي اتسمت بالتحرر من القيود والانطلاق في رحابة الحياة، كي تتفاعل لغته الفنية مع مضامين كل بورتريه رسمه، ضمن تفاصيل محددة وبروح مفعمة بالفلسفة.

كما احتوت أعمال الفنانة الكويتية ثريا البقصمي على خصوصية تميزت بها، عبر كل أعمالها الفنية تلك التي تتدفق فيها الرؤية بتفاعل فني جذاب مع الواقع والخيال معا، إلى جانب ما لمسه المتلقي من جاذبية وجمال في أعمال الفنانة الكويتية سوزان بشناق، والإحساس العميق بتفاصيل الوجه فيما قدمته الفنانة الكويتية سامية السيد عمر.

كما شارك في المعرض فنانون من مصر وسورية والعراق وإسبانيا ونيبال، وهذه المشاركات أوضحت ما يتميز به البورتريه من جماليات، تلخص حالات إنسانية خاصة.

رؤية فنية

بدورها، ذكرت قاعة الفنون، في تعريفها بالمعرض، "عندما نستعرض الأعمال التي تضمنها المعرض سنجد هناك عددا من الأساليب والاتجاهات الفنية المختلفة، تتواجه مع تلك الوجوه التي تعكس الرؤية الفنية للعارضين، كما سندرك العلاقات التشكيلية المحملة بالتجربة الفنية الذاتية لهم، فتأتي صورهم منصهرة في وجدانياتهم وأحاسيسهم ووجهات نظرهم وفلسفاتهم، فتبرز شخصياتهم الإبداعية".

وأضافت: "لقد عرفنا عبر التاريخ فنانين عالميين من طراز رفيع رسموا البورتريه، وتمحورت تجاربهم فيه من خلال محاكات المرئيات في الواقع ونقل تفاصيلها بأمانة، مع البعد قدر الإمكان عن العوامل الذاتية في هذا النقل، اعتمادا على الإدراك الحسي وأشياء أخرى، تلك التي يظهر فيها البعد الإنساني العميق في لوحات متنوعة، منها الأسطورية والدينية وغيرها".

وتابعت: "وعليه فإن المعرض قدم فكرة واضحة للمتلقي كي يتعرف عن كثب على جماليات فن البورتريه، وأبرز من قدمه في محيطنا المحلي والعربي والعالمي، ومن ثم الاستمتاع بما يحتويه من رؤى وتداعيات فنية ذات أبعاد ومضامين متنوعة".