الحكومة والمجلس ودور الانعقاد الأخير
![محمد المقاطع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/21_1703694711.jpg)
ويحمل المشهد السياسي الأخير ارتجالاً تشريعياً، أشد تشويهاً واضطراباً، من الارتجال الذي مارسه المجلس في السنتين الماضيتين، فسيتم "سلق" حزمة من التشريعات التي لا تهدف إلى المصلحة العامة، بل ستهدف لإقرار قوانين تنفيعية فيها شبهات اقتسام وهدر الأموال العامة، بل وتنازل عن السيادة تحت حجة تنمية هي "فاسدة ومفسدة"، والتلاعب بملف الجنسية، والعبث بالدوائر الانتخابية، والمزيد من تقييد الحريات، وتسابق محموم لتصفية مؤسسات الدولة، والتفلت من أنظمتها الرقابية، كالعبث بقانون هيئة مكافحة الفساد، وقائمة أخرى قد يطول سردها. وينطوي المشهد السياسي أيضاً على المزيد من الضرب غير المشروع المتبادل بين الوزراء، وتحريك الحلفاء من الأعضاء الفاسدين ضد زملائهم في هستيريا من مواقف التسلل السياسي البغيض.وسيدخل على المشهد عدد من أبناء الأسرة المتنافسين بل المتصارعين من أجل الجولة المقبلة، وهنا سنرى بأم أعيننا الأقطاب الخمسة المتنافسين داخل الأسرة، كل يحرك نوابه الفاسدين لضرب الآخر والنيل من الوزراء والمؤسسات المحسوبة على القطب الآخر، في ضرب موجع وتحت الحزام، والضحية الحقيقية هي البلد ومؤسساته وشعبه.ولن نستغرب توالي الاستجوابات المرسومة أو الصوتية أو التكتيكية في تصعيد يزيد المشهد سوءاً وتردياً، وستبدأ عملية إثراء وتكسب مالي في سوق مزاد الأعضاء ومزايداتهم، وستطفو على السطح المساومات السياسية والتكسب الانتخابي الرخيص، ولا عزاء للكويت ونظامها الدستوري الرصين الذي حوّله الوزراء والأعضاء إلى حالة كارثية مؤلمة وحزينة.ورُبَّ سائل عن الحل المناسب، وأظن دون مبالغة أو تجنٍّ أن الحل هو بحل المجلس وانتخابات مبكرة جداً.