بريطانيا: بدء معركة الانتخابات المبكرة وجونسون يأمل بأغلبية
«بريكست» يجبر لندن على إجراء أول عملية اقتراعية في ديسمبر منذ 1923
عقد مجلس العموم البريطاني، أمس، جلسة المساءلة الأسبوعية لرئيس الوزراء بوريس جونسون، بعد أن أيّد البرلمان اقتراحه إجراء انتخابات جديدة قبل أعياد الميلاد، بهدف كسر الجمود الطويل بشأن بريكست.وأمس الأول، وضع النواب خلافاتهم جانبا ودعموا بغالبية ساحقة دعوة جونسون لإجراء انتخابات مبكرة في 12 ديسمبر. وجاء القرار قبل يومين من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد 46 عاما من العضوية، وبعد ساعات من منح بروكسل لندن المزيد من الوقت للحصول على دعم البرلمان.وأمام البرلمان الآن حتى 31 يناير لدعم اتفاق جونسون للخروج من الاتحاد، حتى تتمكن بريطانيا من الخروج من أكبر أزمة سياسية تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية.وحذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من أن هذه ربما تكون المرة الأخيرة التي يمدد فيها الاتحاد «بريكست»، وهو ما قاله الاتحاد قبل آخر تمديد في أبريل.
ولم يضع قادة الأحزاب وقتا لعرض رسائلهم حتى قبل إطلاق أجندات أحزابهم الانتخابية الرسمية.وعقب التصويت وعد جونسون أعضاء البرلمان بـ«تنفيذ بريكست»، مقرا في الوقت ذاته بأن أمامه «معركة صعبة وسنفعل أفضل ما بوسعنا».وناقش مجلس اللوردات، أمس، قرار النواب الموافقة على اقتراح إجراء الانتخابات المبكرة.وعرض النص على مجلس اللوردات، حيث قد لا يكون تمريره أكثر من إجراء شكلي، وقال جاكوب ريس موغ، الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان في حكومة جونسون، انه سيتم بناء على هذا القرار، حل البرلمان الأربعاء المقبل. وهذه هي رابع محاولة يقوم بها جونسون لدعوة البريطانيين إلى التصويت، وقد نجحت بفضل دعم نواب حزب «العمال» أكبر تشكيلات المعارضة.وستكون هذه الانتخابات المبكرة الثالثة خلال 4 أعوام.ويأمل جونسون، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه في موقع قوة بتقدمه بفارق نحو 10 نقاط على خصومه، الحصول على غالبية مطلقة لا تمتلكها حكومته حاليا، وقد يسمح له ذلك بتنفيذ وعده بإخراج بريطانيا فعليا من الاتحاد الأوروبي. وكان موعد تنفيذ «بريكست» أرجئ 3 مرات منذ أن صوت 52 في المئة من الناخبين البريطانيين لمصلحة الخروج من التكتل الأوروبي في استفتاء 2016. وبعد ثلاث سنوات من الاستفتاء، ما زال البرلمان البريطاني منقسما على طريقة تنفيذه. وكان يفترض أن تجري الانتخابات العامة في 2022، بعد اقتراع مبكر أجري في 2017 على خلفية الخلافات حول «بريكست»، وانتخابات 2015.وستكون هذه الانتخابات الأولى التي تنظم في ديسمبر منذ 1923، إذ إن عمليات التصويت تجرى عادة في الربيع.وكان زعيم حزب «العمال» المعارض جيريمي كوربين تحفظ طويلا على مسألة تنظيم انتخابات في ديسمبر، لكن الحجة التي كان يطرحها، أي التهديد بالخروج من الاتحاد ولو بدون اتفاق في 31 أكتوبر، زالت مع موافقة المفوضية الأوروبية على إرجاء بريكست حتى 31 يناير.ومع الاعلان عن موعد الانتخابات، وعد كوربين بتنظيم «أكثر حملاته طموحا وراديكالية من أجل تغيير حقيقي لم تر بلادنا مثيلا له».وينص قرار المفوضية الأوروبية على إرجاء بريكست حتى 31 يناير مع إمكانية خروج المملكة المتحدة في 30 نوفمبر أو 31 ديسمبر في حال تمت المصادقة على الاتفاق قبل هذه المواعيد.