الصدر يُصعِّد لإقالة عبدالمهدي: بقاؤه يعني الحرب

• العامري يوافق «مبدئياً» على التعاون لتغيير حكومي
• الاحتجاجات تعطل ميناء أم قصر

نشر في 31-10-2019
آخر تحديث 31-10-2019 | 00:04
محتجون عراقيون في بغداد أمس (رويترز)
محتجون عراقيون في بغداد أمس (رويترز)
صعّد الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر تحركاته لإقالة رئيس الحكومة عبدالمهدي بعد أن وصل الخلاف بينهما إلى ذروته في اليومين الماضيين، بينما وافق رئيس تكتل «الفتح» هادي العامري، المقرب من إيران، على التعاون لتغيير حكومي دون أن يعلن صراحة تخليه عن عبدالمهدي.
قلب الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، الذي يرعى كتلة "سائرون" البرلمانية، الطاولة على رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بعد رفضه دعوته له بالاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة، وأوصى زعيم كتلة "الفتح" هادي العامري بالعمل معه لإزاحته، وهو ما أيده الأخير في المبدأ دون أن يعلن تخليه عن عبدالمهدي.

ويأتي هذا بعد رسائل وردود متبادلة بين الصدر وعبدالمهدي أوصلت إلى "حرق جميع المراكب" بينهما، ولم يعد هناك إمكانية لحل الخلاف مع إعلان الصدر بدء العمل لإقالة عبدالمهدي، معتبراً أن بقاءه في منصبه يوصل البلاد إلى حرب أهلية.

وكتب الصدر أمس على وسائل التواصل: "انه مجرد تنبيه وليس تخويفاً. الشعب أعلى من الخوف". وأضاف: "لمن لم يلتفت أحاول تنبيهه أو تحذيره، سورية ثم اليمن والآن العراق؟ بالأمس بشار الأسد ثم عبدربه منصور هادي والآن عادل عبدالمهدي. أيها الشعب الثائر جاءنا رد ما قلناه بالأمس إن استقالة عبدالمهدي ستعمق الأزمة، فأقول أولاً: عدم استقالته لن يحقن الدماء، ثانياً: عدم استقالته ستجعل من العراق سورية واليمن، ثالثا: لن أشترك في تحالفات معكم بعد اليوم".

وبدأت سلسلة الرسائل بين الرجلين بدعوة الصدر رئيس الحكومة للذهاب إلى البرلمان وإعلان انتخابات مبكرة. ورد عبدالمهدي بالقول، إن هناك آليات دستورية تبدأ بحل البرلمان نفسه ثم انتخابات مبكرة ثم استبدال الحكومة، أو هناك طريقة مختصرة لسحب الثقة عنه في البرلمان الذي يملك فيه الصدر والعامري الأغلبية.

وبعد هذه الرسالة التي تضمنت انتقادات لاذعة للصدر، أجاب الأخير بانفعال واضح متوجهاً مباشرة إلى رئيس الحكومة بالقول: "كنتُ أظن أن مطالبتك بالانتخابات المبكرة فيها حفظ لكرامتك، أما إذا رفضت. فإنني أدعو العامري للتعاون من أجل سحب الثقة عنك فوراً".

وأضاف: "أدعو العامري للعمل معاً لتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها والاتفاق على إصلاحات جذرية من ضمنها تغيير بنود الدستور لطرحها على التصويت، وفي حال عدم تصويت البرلمان فعلى الشعب أن يقول كلمته" (ارحل).

وقال العامري في تغريدة: "سنتعاون مع الصدر من أجل تحقيق مصالح الشعب العراقي وإنقاذ البلاد بما تقتضيه المصلحة العامة"، دون أن يعلن تخليه صراحة عن عبدالمهدي.

سحب الثقة

وأعلن تكتل "سائرون" الذي يرعاه الصدر، أنه بدأ جمع تواقيع النواب لاستجواب عبدالمهدي تمهيداً لسحب الثقة منه.

وصوت البرلمان أمس الأول لمصلحة استدعاء رئيس الحكومة لحضور جلسته التي مد أجل انعقادها إلى حين حضوره لسؤاله حول أحداث الاحتجاجات ومطالب المتظاهرين.

لكن رئيس الحكومة لم يعلق على دعوة البرلمان، كما أن المجلس لم يحدد موعداً لالتئام مشرعيه لاستئناف جلسته التي يتوقع أن تشهد تصويتاً على سحب الثقة من عبدالمهدي.

اشتداد التظاهر

في هذه الأثناء، اشتدت الاحتجاجات ضد الحكومة في 9 محافظات بوسط وجنوب البلاد وتسببت في توقف العمل بميناء أم قصر الاستراتيجي المخصص للسلع الأولية قرب البصرة بعد أن أغلق محتجون مدخله.

واحتشد الآلاف في ساحة التحرير في بغداد وفي مدن جنوبية عدة، لكسر حظر التجول لليوم الثاني على التوالي، وهم يراقبون المناورات السياسية، مؤكدين في الوقت نفسه أنهم لن يقبلوا بأقل من رحيل جميع المسؤولين.

جسر الجمهورية

وتسبب إطلاق قوات مكافحة الشغب قنابل دخانية لإبعاد المتظاهرين عن المنطقة الخضراء قرب ساحة التحرير، التي تحولت إلى مركز الحراك، في حدوث حالات اختناق خاصة أسفل جسر الجمهورية.

ومنذ بداية الحراك الشعبي في الأول من الشهر الجاري، احتجاجا على غياب الخدمات الأساسية وتفشي البطالة وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية، قتل 240 شخصا وأصيب أكثر من ثمانية آلاف بجروح، عدد كبير منهم بالرصاص الحي، في حين أُحرقت مقار لأحزاب وميليشيات مقربة من طهران ومقار حكومية.

وتولى عبدالمهدي السلطة قبل نحو عام بعد أسابيع من الجمود السياسي حين فشل الصدر والعامري في حشد المقاعد الكافية لتشكيل حكومة. وعيّن الاثنان عبدالمهدي كمرشح توافقي لقيادة حكومة ائتلافية هشة.

المطعم التركي

في السياق، تحول المطعم التركي أو "جبل أحد"، كما يطلق عليه متظاهرو ساحة التحرير، بناية مهجورة هي الأكثر ارتفاعا في المكان وتشرف على المنطقة الخضراء شديدة التحصين، إلى مقر لحماية المحتجين من القنابل الصوتية والمسيلة للدموع.

ويتبادل المتظاهرون المبيت في طوابق البناية بهدف مراقبة تحركات قوات مكافحة الشغب ولحماية المحتجين في التحرير تحسبا من وجود قناصة يستهدفونهم.

وفي حين تسعى قوات الأمن للسيطرة على البناية وإنزال المحتجين، يرى الشباب أن نزولهم من "جبل أحد" يعد إنهاء للتظاهرة، لما يوفره المبنى من سهولة السيطرة على جميع المناطق المحيطة بالساحة.

حجب التواصل

من جانب آخر، عاودت السلطات، أمس، حجب مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بعد رفعه مدة ساعة فقط. ورفعت بغداد، صباح أمس، الحجب عن المواقع، وذلك بعد نحو شهر من تطبيقه، إلا أن الرفع لم يستمر إلا ساعة واحدة فقط.

back to top