لبنان: هل انتهت «التسوية»؟
بدا أمس أن الحياة تعود تدريجياً إلى لبنان غداة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، عقب 13 يوماً من الشلل تسببت فيها احتجاجات غير مسبوقة من حيث توزُّعها الجغرافي والمذهبي. وفتح المحتجون معظم الطرقات التي كانوا يغلقونها انسجاماً مع رغبة قيادة الجيش، بينما أعلنت المصارف أنها ستعود إلى العمل، كما ستستأنف الدراسة في الجامعات والمدارس. على المستوى السياسي، تتجه الأنظار اليوم إلى كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التي سيوجهها إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى الثالثة لتوليه الحكم.
وأمس قبِل عون استقالة الحريري وطلب منه الاستمرار في تصريف الأعمال، وتعهد، خلال استقباله وفداً من الرابطة المارونية، بأنه «ستكون للبنان حكومة نظيفة»، مشدداً على أن «الحراك فتح الباب أمام الإصلاح الكبير، وإذا ما برزت عوائق أمامنا، فسيعود الشعب مجدداً إلى الساحات». في غضون ذلك، نقلت مصادر عن الحريري قوله إنه مستعدّ لتولي رئاسة الوزراء، لكن بشرط أن يتم تشكيلها من وزراء تكنوقراط، مع خلوها من السياسيين البارزين في الحكومة المستقيلة. وبانتظار أن يحدد عون موعد الاستشارات النيابية الملزمة، يتساءل الجميع عن مصير التسوية التي جمعت عون والحريري و«حزب الله»، والسؤال الذي يطرحه الجميع: هل عون و«حزب الله»، اللذان يملكان أغلبية نيابية، سيسميان الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، أم سينهيان رسمياً التسوية بتكليف شخصية أخرى؟ إلى ذلك، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إنه يدعم حكومة اختصاصيين مستقلة، وإن خياره الأول لرئاستها هو الحريري، بينما أيد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط تشكيل حكومة تكنوقراط مطعمة بسياسيين، مواصلاً هجومه على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل دون أن يسميه، مع دعوته عون إلى «تغيير وجوه، والدخول في تسوية جديدة مع اللبنانيين».