كنت قد انتهيت من جلسة ضمت زملاء أكاديميين متخصصين في شؤون الفنون والإعلام، كان موضوعنا مستقبل تلفزيون الكويت في ضوء هذا الزخم والمنافسة من مواقع النشر الإلكتروني والتواصل الاجتماعي، التي أصبحت الأداة الإعلامية الأسهل بالنسبة إلى المتابع، سواء للشؤون المحلية أو الدولية. عقبت حينها على أحد الزملاء قائلاً: إن مسيرة تلفزيون الكويت ومنذ أن بدأ بثه في نوفمبر من عام 1951 لا تخلو من مراحل مثيرة فى العلاقة بينه وبين المشاهد والمتابع له، لكن في كل الأحوال يبقى هو الأداة الإعلامية الأكثر مصداقية وقبولاً من حيث نقل الصورة الحقيقية، وتعزيز الجانب الحضاري والتراثي والقيمي للمجتمع الكويتي.
وللإنصاف ربما كانت تحديات الإعلام الكويتي عموما وتلفزيون الكويت خصوصا بالفعل ثقيلة، إلا أنها فرصة دافعة للتطوير ومواكبة المستجدات وتطوير الكفاءات القيادية، واستثمار المتوافر منها في تلك المرحلة الحساسة التي تموج بتحديات ومخاطر وقنوات إعلامية دخيلة تحترف صناعة الصراعات، وتكريس الخلافات، وضرب الهويات الوطنية. وبهذه المناسبة أحيي تلفزيون الكويت على قدرته أن يحوز جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان الأفلام السينمائية الدولي في العاصمة البريطانية بفيلم حمل اسم "120 عاماً من الصداقة"، وهو من إخراج وإعداد وسيناريو وطني خالص قام به "مشعل العربيد ومحمدغيلان الشمري"، حيث أثبت هذا النجاح قدرة تلفزيون الكويت على ترسيخ الحضور والمنافسة والتفوق. يحضرنى كذلك قرار وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري بتعيين سعود الخالدي وكيلاً مساعداً لشؤون التلفزيون، وهو من أصحاب الخبرات والتجارب التي تستطيع مع بقية الزملاء والقيادات توفير أرضية عمل مناسبة للانطلاق بالإنتاج التلفزيوني الكويتي إلى آفاق تحظى بفكر وطاقات أكثر طموحا وتجددا. أخيراً، تلفزيون الكويت إرث ورصيد وطني غني بالتنوع والثراء، وهو إضافة لوظيفته كاداة أولى للاتصال الجماهيري يظل المشهد الأخير القادر على الاحتفاظ بصورة المجتمع الكويتي، وتاريخ الوطن بكل ما فيها من قيم وثوابت الهوية الحضارية، وحفظها حية للأجيال القادمة حفظاً صحيحاً.
مقالات - اضافات
المشهد الأخير
01-11-2019