رفض رئيس الحكومة الباكستانية عمران خان الاستقالة، بعد أن أمهلته المعارضة التي يغلب عليها الطابع الإسلامي 48 ساعة للتنحي وتنظيم انتخابات جديدة.

وأمس، نصب محتجون خياما في إسلام أباد للاعتصام الى حين استقالة خان، وذلك غداة مشاركة عشرات الآلاف في مسيرة احتجاجية، تحت عنوان «المسيرة من أجل الحرية» (مسيرة أزادي)، يقوده المولى فضل الرحمن (66 عاما)، الذي يقود «جمعية علماء الإسلام» أحد أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد، الخصم الأول لخان.

Ad

وقال فضل الرحمن من على منصة أمام حشد بمدينة قريبة من العاصمة: «يجب أن نحرر الشعب من هذا النظام. لذلك أمامكم يومان للاستقالة». وأضاف وسط هتافات الحشد: «إذا لم يتحقق ذلك، سنتخذ إجراءات إضافية»، مؤكدا «لن نتسامح أكثر من ذلك»، مشيرا الى أنه لا يريد «صداما بين المؤسسات»، في إشارة ضمنية للجيش ودعا تلك المؤسسات إلى التزام الحياد.

وفضل الرحمن هو خصم خان منذ فترة طويلة. وعلى غرار المعارضة بأكملها، يتهم الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير بالتلاعب في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2018 لفرض انتخاب خان. لكن العسكريين ينفون ذلك.

من جهته، أكد شهباز شريف زعيم «حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز»، أنه «حان الوقت لنتخلص من هذه الحكومة غير الشرعية».

وأضاف: «بعد عام في السلطة، 220 مليون باكستاني يصرخون. لكن الآن حان الوقت ليصرخ عمران خان».

ونواز شريف مؤسس «حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز»، هو شقيق شهباز. وقد أفرج عنه بكفالة لأسباب طبية بعد أشهر أمضاها بالسجن في قضية فساد مثيرة للجدل.

من ناحيته، دان رئيس «حزب الشعب الباكستاني» بيلاوال أيضا الوضع، قائلا إن «شعب باكستان لا يقبل بهذا النظام الدمية الذي اختير» بعمليات تزوير قام بها الجنرالات.

و«حزب الرابطة الإسلامية-جناح نواز» و»الشعب الباكستاني» هما أكبر تشكيلين في المعارضة.

وقال أبو سعيد خان الذي قدم من بيشاور عاصمة الإقليم الشمالي الغربي التي تبعد نحو مئتي كيلومتر عن العاصمة، لوكالة فرانس برس: «نحتج لإعادة هؤلاء القادة العاجزين إلى بيوتهم (...)، أبناؤنا عاطلون عن العمل والمصانع تغلق أبوابها». وأضاف متظاهر آخر يدعى أنس خان: «علينا دفعهم إلى مغادرة السلطة».

ورفض المنظمون مشاركة نساء في التجمعات، مما أثار انتقادات حادة على شبكات التواصل الاجتماعي. وتحدثت معلومات أيضا عن منع صحافيين من تغطية الحدث.

في المقابل، استبعد رئيس الوزراء إمكان تنّحيه، وانتقد في كلمة ألقاها في شمال باكستان أحزاب المعارضة، قائلا: «خصومي يستخدمون الدين ضدي. لديهم أفكار مفككة، وليست لديهم أي أجندة».

وقال إن «الزمن الذي يستخدم فيه الناس الإسلام ليكونوا في السلطة ولّى». وأضاف أن «كل الفاسدين يخافون بسبب فسادهم في العقد الأخير. إنهم يعرفون أنهم سيسقطون في النهاية».

من ناحيته، قال الناطق باسم الجيش الميجر جنرال آصف غفور، في تصريحات تلفزيونية «نؤمن بالقانون والدستور، وندعم الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، ولا ننحاز لأي طرف».

وأضاف غفور أنه يتعين على فضل الرحمن أن يعلم أن الجيش حيادي، ولا يتعيّن الزج به في السياسة.

وأول من أمس، حضّ قائد الجيش قمر جاويد باجواه الحكومة على التعامل مع الاحتجاجات سلميا.