أعلنت مديرة إدارة المصادر الثقافية والعلمية في دار الآثار دلال الفضلي، في مؤتمر صحافي عُقد أمس، انطلاق أول أيام معرض «الفن في حضارة بلاد المسلمين» - تحف من مجموعة الصباح الآثارية، بمقر المركز الأمريكاني الثقافي، اليوم.

وقالت الفضلي، في كلمتها، إن المعرض ينطلق في السادسة من مساء اليوم، برعاية وزير الإعلام محمد الجبري، وحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، وبدعم من شركة نفط الكويت وبيت التمويل الكويتي، ضمن استراتيجية الدار لدعم الثقافة والإبداع الآثاري والإنساني، وبمناسبة مرور ربع قرن على نشر الثقافة الإنسانية والتنوير والعلم والمعرفة.

Ad

التراث الكويتي

وكشفت الفضلي أن المعرض يضم 200 قطعة فنية تاريخية متنوعة، بعد جولة عالمية بدأت في عام 2011، وتنقلت خلالها بين 4 بلدان على مدى السنوات الثماني الماضية، هي: إيطاليا، النمسا، كوريا الجنوبية والبحرين، لتكون الكويت المحطة السادسة والأخيرة في تلك الجولة العالمية، التي كان لها عظيم الأثر في تعريف العديد من شعوب العالم الغربي والعربي بالإرث الفني والتراثي الكويتي من الآثار الإسلامية البديعة.

وأوضحت أن المعرض يضم قسمين رئيسيين، هما: التطور الزمني، ابتداء من القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) حتى نشوء الإمبراطوريات العظمى في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، والممثلة في الإمبراطورية العثمانية، والإمبراطورية الصفوية في إيران، والإمبراطورية المغولية في شبه القارة الهندية.

تجليات الفن

وذكرت الفضلي أن القسم الثاني من المعرض يسلط الضوء على عدد من الموضوعات التي تتقاطع مع تجليات الفن في بلاد المسلمين، والتي تعرض مختلف خاماته وتنوعاته من أحجار وأخشاب وزجاج ونسيج وخزف ومشغولات معدنية وجواهر وحلي، إضافة إلى فنون الخط العربي، كالزخرفة بالأشكال الهندسية، وفن التوريق (الأرابيسك)، وتصوير الأشكال الحية.

وأضافت أن القسم الأخير من المعرض يختص بفنون صياغة الجواهر والحلي، تقديرا لهذا الفن الذي لا يعرفه إلا قلة قليلة، كما لم يخضع للدراسات والبحوث الكافية حتى الآن.

وأشارت إلى أن «المعرض مستمر حتى نهاية عام 2020 في المركز الأمريكاني الثقافي بالكويت، بعد جولته العالمية الناجحة، وحان الوقت لأن يستمتع الجمهور بهذه القطع النادرة على المستوى المحلي، طوال أيام الأسبوع، من العاشرة صباحا حتى السابعة مساء ما عدا يوم الأحد».

صورة بانورامية

من جانبه، ذكر أمين المعرض جيوفاني كوراتولا، أنه تم إنشاء المعرض بهدف تعريف الجمهور بالطبيعة العظيمة والمتعددة الجوانب للثقافة الإسلامية، من خلال أحد أفضل مظاهره، وهو ما يساعد في تقديم صورة بانورامية من أشكال الفن الإسلامي المتنوعة والواسعة النطاق، لتحقيق توازن بين المناطق الجغرافي وعرض الفن من العصور التاريخية الإسلامية.

وفي جولة بالمعرض بصحبة أمينة دار الآثار الإسلامية ومديرة مجموعة الصباح، سلام قاوقجي، ومساعد أمينة الدار مطلق الجريد، تم استعراض مقتنيات المعرض، والتي تضم مخطوطا قرآنيا مزخرفا بالذهب والفضة والألوان الساطعة، إضافة إلى نص مكتوب على خلفية حمراء مظللة من القرن العاشر الهجري، وسلطانية رائعة من الفخار رسمت عليها أشكال أنصاف مراوح نخيلية دوامة بألوان البريق المعدني الأحمر النحاسي والزيتوني تعود للقرن الثالث الهجري، إلى جانب العديد من التحف الرائعة من الفن الإسلامي التي لا يمكن للكلمات أن تصف جمالها، وستكون فرصة رائع للزوار بالتطلع عليها واستكشافها.

كلمة عربية

من جهتها، أوضحت الشيخة حصة الصباح، المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية، في بيان مكتوب لكتالوج المعرض، أن «الفن كلمة عربية تشير إلى الفن بدون توصيف محدد أو شروط معينة، وأن الفن بالأحرى يتمثل في الجهد المبذول بالعمل الفني، وناتج هذا العمل».

وأضافت أن «المعرض يحتفي بالفنانين الذين يشاركون الجمهور حبهم للفن، من خلال هذه الأعمال الفنية، فلا يمكن للعمل الفني أن يكون واقعا إلا عند مشاركته مع الجمهور للاستمتاع به».