حسن حميد: أعيش في المنفى على الذكريات
يكتب روايته الحالية بسؤال «لماذا تتكسر أحلامنا؟»
برع الأديب الفلسطيني الكبير حسن حميد في كتابة الشعر، فكانت القصيدة هي العتبة الأولى التي قادته للتعبير، ثم وجد ضالته في القصة والرواية، فنحى الشعر جانباً وأعطى السرد روحه كلها.
وفي حوار أجرته معه "الجريدة" من القاهرة، قال حميد، الذي يعيش في سورية، إن المخيم حاضر في الأدب الذي يكتبه، حيث إنه يعيش في المنفى على الذكريات، وأن نصوصه تعتمد على الإقناع والمتعة والوظيفية، لافتاً إلى أنه لا ينشعل عند الكتابة إلا بسؤال واحد: "كيف أكتب؟" لأن الجميع - بحسب رأيه - قادرون على سرد الحكاية... وفيما يلي نص الحوار:
وفي حوار أجرته معه "الجريدة" من القاهرة، قال حميد، الذي يعيش في سورية، إن المخيم حاضر في الأدب الذي يكتبه، حيث إنه يعيش في المنفى على الذكريات، وأن نصوصه تعتمد على الإقناع والمتعة والوظيفية، لافتاً إلى أنه لا ينشعل عند الكتابة إلا بسؤال واحد: "كيف أكتب؟" لأن الجميع - بحسب رأيه - قادرون على سرد الحكاية... وفيما يلي نص الحوار:
● ما منطلقاتك العامة في الكتابة؟- حالفني الحظ أنني قرأت النصوص الأدبية الجميلة، لذلك حاولتها تقليداً، ومشابهةً، ومحاكاةً وفحصت تلك النصوص وشرحتها لأعرف أهميتها، ولأدرك مرتكزاتها التي تقوم عليها، والأحلام التي تمشي إليها. ولأنني ابن بلاد مسلوبة السيادة، فلسطين، وأعيش في المنفى على الذكريات والمرويات والحكايات والأخبار فقد ذهبت إلى تجارب الأدباء الذين سبقوني من أهلي، أمثال جبرا إبراهيم جبرا، وسميرة عزام، وغسان كنفاني، ومحمود درويش، ورشاد أبو شاور، وخالد أبوخالد، لأرى ميزات نصوصهم، ولماذا أحبها النقاد والقراء، ولماذا هي ناجحة، ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة حددتُ منطلقات نصوصي بالموضوع الحيّ (المعنى)، والجمال العمراني (المبنى)، والثقل النوعي (المغنى)، أي العمل على الإقناع، والمتعة، والوظيفية.
كلمة عابرة
● نشأتك في مخيم فلسطيني إلى أي مدى انعكست على إبداعك؟- عشت في المخيم الفلسطيني وعاش فيّ، ولهذا كان من الطبيعي أن يكون حاضراً في الأدب الذي كتبته، فالمخيم ليس كلمة عابرة، إنه حياة، ومعاناة، وحلم، هو مكان مكروه فلسطينياً لأنه مكان طارئ، بديل عن المكان الأصيل (فلسطين)، وهو مكان محبوب فلسطينياً وإلى حد الوله لأنه حفظ روايتنا الفلسطينية، أي ثقافتنا وتراثنا وأحلامنا، ولأنه هو دارة انطلاق الفدائيين ليصيروا شهداء، وأبطالاً، وأسرى، وبهؤلاء تُعرف الدروب الفلسطينية ،لا أظن أحداً من أدباء فلسطين جلّى معنى المخيم في أدبه مثلما فعلت، نظراً إلى قناعتي بأن الحزن الفلسطيني يربخ في المخيم، والفرح يربخ فيه أيضاً.● بدأت مشوارك الإبداعي شاعراً ثم اتجهت إلى السرد قصة ورواية، ما سر هذا التحوُّل؟- الأدب غناء، والغناء تعبير، لذلك كان الشعر العتبة الأولى التي قادتني إلى التعبير عن الجنازات التي راحت تتقاطر إلى المخيم ساعتئذ، يصير البكاء والنواح والشعر حالات أولى للتعبير.تركت الشعر حين عرفت نفسي الساردة العاشقة للحكاية، وقد كتبت الشعر والقصة والرواية، وبالتوازي، سنوات، ثم نحيت الشعر، وأعطيت السرد روحي كلها.كيف أكتب؟
● أيهما يشغل بالك أكثر أثناء الاشتغال على النص: اللغة أم تقنية الكتابة؟ - عند الكتابة لا يشغل بالي سوى سؤالي الثقيل: كيف أكتب؟ لأن الجميع قادرون على سرد الحكاية! ● حصدت جوائر كثيرة وعلى سبيل المثال فازت روايتك "تعالي نطيّر أوراق الخريف" بجائزة نجيب محفوظ، واختيرت روايتك "جسر بنات يعقوب" واحدة من أهم مئة رواية عربية في القرن العشرين... ما أهمية الجوائز بالنسبة للأديب؟- عرفت الجوائز وأنا في بداية مشواري الأدبي، وقد افتكّت نصوصي جوائز في البلاد العربية وفي ألمانيا وكلها أيّدتني، وكبّرت قلبي، لأنها ربّتت على كتفيّ كي أمضي في الحديث عن الغالية فلسطين وأهلها البواسل. ● أيضاً حصدت روايتك "نبات شوكي" جائزة حنا مينة عام 2017، هل تضيف الجائزة لرواية تناقش قضية وتحمل رسالة بما يوسع دائرة انتشارها؟- الجوائز جواذب.. وقد وسّعت من انتشار مؤلفاتي بحق.رواية كبيرة
● ما المشروع الأدبي الذي تعكف عليه وربما يخرج للنور قريباً؟- الآن، أكتب رواية كبيرة، تحاول الإجابة عن سؤال موحش فحواه: لماذا تتكسر أحلامنا؟ولادة ودراسة ومؤلفات مترجمة
وُلد الكاتب حسن حميد، في "كراد البقارة" في فلسطين المحتلة عام 1955 وتلقى تعليمه في القنيطرة ودمشق، وعاش في سورية، وحصل من جامعة دمشق على إجازة في الآداب من قسم الفلسفة وعلم الاجتماع عام 1980، وعلى دبلوم تربية عام 1981، وعلى دبلوم دراسات عليا في التربية عام 1982، ثم نال الإجازة في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية. عمل مُعلماً في دمشق، كما عمل رئيساً لتحرير جريدة "الأسبوع الأدبي" الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في سورية.وتُرجمت بعض قصصه ورواياته إلى اللغات الإنكليزية، والفرنسية، والألمانية، والفارسية، والصينية، والأرمنية. وهو عضو جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب. ومن أبرز أعماله الأدبية في مجال القصة: "زعفران والمداسات المعتمة"، "ممارسات زيد الغاثي المحروم"، "طار الحمام"، "دويّ الموتى"، "قرنفل أحمر... لأجلها"، "مطر وأحزان وفراش ملون". وفي مجال الرواية له أعمال كثيرة من بينها: "السَّواد"، "جسر بنات يعقوب"، "الوناس عطية"، "أنين القصب"، "مدينة الله".
عشت في المخيم الفلسطيني وعاش فيّ ولهذا كان من الطبيعي أن يكون حاضراً في الأدب