احتجاجات العراق ولبنان تهدد «أجندة سليماني»
متظاهرو بغداد يهاجمون مقر عبدالمهدي ووزارات
اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن المحتجين في لبنان والعراق قد يحققون ما فشلت في تحقيقه ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إيران، والتي تهدف إلى الحد من دعم طهران للميليشيات الوكيلة لها في دول مثل سورية والعراق واليمن ولبنان.وأشارت الصحيفة إلى أن حملة الضغوط القصوى التي أطلقتها إدارة ترامب ضد إيران، وتتضمن فرض أقصى العقوبات، لخنق صادرات النفط الإيرانية وتقويض اقتصادها «لم تنجح في إجبار الحرس الثوري الإيراني وقائده قاسم سليماني على تقليص أنشطته»، ومع ذلك باتت «أجندة سليماني تواجه تهديداً خطيراً بسبب الاضطرابات الشعبية والاحتجاجات الجماهيرية في لبنان والعراق» التي رفضت بشكل أو بآخر التدخل الإيراني في البلدين.وإذ أشارت إلى أن انتفاضات العراق ولبنان، التي تجاوزت الانقسامات الطائفية، قد تتعرض لاختبار تماسك ووحدة في الأسابيع المقبلة، لفتت الصحيفة إلى أن «إدارة ترامب قدمت في الوقت الحالي تعاطفاً خطابياً مع المحتجين، لا أكثر من ذلك، وقد يكون هذا الطريق هو الأكثر حكمة».
لكن ترامب، في خطوة قد تفهم على أنها دعم للاحتجاجات، أعاد نشر تغريدة لخبر مكتوب باللغة العربية يتضمن مقطع فيديو لمهاجمة متظاهرين عراقيين ليل الأحد ـ الاثنين لقنصلية إيران في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، والتي يزورها مئات آلاف الإيرانيين لأسباب دينية. وتحت الضغوط التي تتعرض لها، أظهرت طهران مؤشرات إلى استعدادها لتقديم تنازلات في أي حوار مقبل، بينها الكشف عن إرسال الرئيس حسن روحاني رسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو الخبر الذي انفردت بنشره «الجريدة»، قبل أن تؤكده خارجية إيران ورئاستها، في وقت تحدثت مصادر غربية عن رسائل بعثت بها طهران إلى دول غربية تبدي استعدادها للتفاوض. إلى ذلك، قال نائب قائد الوحدات الخاصة بالأمن الداخلي الإيراني، العميد حبيب الله جان نثاري، أمس، إن الاضطرابات الحالية في العراق ولبنان تهدف إلى إضعاف ما أسماها «جبهة المقاومة» في المنطقة التي تضم إيران، وسورية، و«حزب الله» وحلفاءه في لبنان، والفصائل المتحالفة مع طهران بالعراق، والحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة تدعمها إيران في أفغانستان. ووفقاً لوكالة «فارس»، قال جان نثاري، خلال مراسم أقيمت أمس بمناسبة احتلال السفارة الأميركية السابقة بطهران، واحتجاز الرهائن في 4 نوفمبر 1979، إن «جبهة المقاومة هي من أكبر إنجازات النظام الإيراني».وفي بغداد، هاجم المحتجون مكتب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في منطقة العلاوي وسط العاصمة، غداة دعوته لعودة الحياة إلى طبيعتها، كما هاجموا وزارات ومقار حكومية، عقب فتح قوات الأمن النار عليهم أمام التلفزيون الحكومي مما أدى إلى مقتل 5 متظاهرين على الأقل. جاء ذلك، غداة مقتل 4 متظاهرين برصاص الأمن بعد أن هاجم محتجون القنصلية الإيرانية في كربلاء وحاصروها، ورفعوا على جدارها الأعلام العراقية وكتبوا عليه «كربلاء حرة حرة... إيران برة برة»، وألقوا عليها الحجارة وزجاجات حارقة.وبينما اتسعت رقعة العصيان المدني، أعلن تحالف «سائرون» برعاية الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر الموجود حالياً في إيران، أنه قدم طلباً لاستجواب عبدالمهدي في البرلمان بعدما جمع الأصوات الكافية لذلك.