باريس تشترط تكليف الحريري للإفراج عن «سيدر»
عاش لبنان، أمس، على وقع تصعيد الشارع الذي بلغ ذروته في الساعات الـ 48 الماضية، مع نزول «التيار الوطني الحر» إلى الأرض في بعبدا داعماً للعهد ورئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، والرد القوي الذي أعقبه على يد متظاهري «17 تشرين» الذين تحركوا مجدداً، قاطعين الشرايين الأساسية في البلاد وصولاً إلى العصيان المدني في بعض المناطق. وفي حين لم يحدد بعدُ أي موعد للاستشارات النيابية المنتظرة الضرورية لتكليف رئيس للحكومة، زار باسيل، أمس، بيت الوسط، حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في لقاء هو الأول بين الرجلين، في أعقاب استقالة الحريري، وكان ملف التكليف والتأليف الحاضر الأبرز فيه.
وقالت مصادر سياسية متابعة إنه «في ضوء هذا اللقاء ستنكشف آفاق المرحلة المقبلة سياسياً وحكومياً. فإذا ما أفضى اللقاء إلى إيجابيات يمكن الانطلاق منها إلى البدء في عملية تشكيل الحكومة، فإن رئيس الجمهورية سيدعو خلال ساعات الكتل النيابية والنواب المستقلين إلى الحضور للقصر الجمهوري للوقوف على رأيهم ممن يرونه الأكثر جدارة لترؤس الحكومة وتكليفه القيام بتشكيلها». وكشفت المصادر عن نية «فريق رئيس الجمهورية الوقوف على خاطر الحريري وتلبية البعض من رؤيته ومطالبه لاستكمال مهامه»، مشيرةً إلى أن «بعض الدول الغربية بعثت برسائل إلى المعنيين حول ضرورة إعادة تكليف الحريري من أجل استكمال الخطة الاقتصادية المرسومة للبنان». وقالت إن «باريس أعربت بوضوح أن تكليف أي شخص غير الحريري (أو من يسميه) سيعني ذهاب أموال سيدر إلى غير رجعة».