• ماذا عن رواية «نساء بروكسل»؟ - الرواية شاركت في معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الحالية هذا العام، واحتفلت بتوقيعها وسط حشد كبير من المثقفين والأدباء، وتتناول الرواية خمس شخصيات نسائية، يعشن في بروكسل، تحمل كل منهن همّا أنثويا مختلفا عن الأخرى، من قيود مجتمعية كسرها بعضهن، وأخريات ما زلن يحاولن، فهناك سارة الفتاة الفلسطينية المصورة الفوتوغرافية والأم العزباء، ومريم الفتاة العراقية التي مازالت تكتشف نفسها والحياة، وتسأل كل ما يخطر في بالها دون حرج وتخاف من الرجل، ومها الفتاة السورية التي أجبرت على مغادرة سورية، وفقدت آثار والدها المصاب بالزهايمر، ولم توفّر أي طاقة في البحث عنه، وسعاد الفتاة التونسية التي وقعت في غرام شاب تونسي، وعاشا معا رغم اعتراض عائلتها والتقاليد المتعارف عليها في المجتمع التونسي، إلى جانب لور الفتاة البلجيكية التي تتحدث اللغة العربية بطلاقة، وأما عزباء وقعت مرّة في حب شاب فلسطيني من بيت ساحور.
إطار واحد
• المساحة التي منحتيها للمرأة في الرواية أكثر من الرجل، هل هناك رسالة ما من وراء ذلك؟- بشكل عام، إن الرواية تتحدث عن عدة مواضيع في إطار واحد، وكسرت فيها «تابوهات» عن المرأة في الشرق الأوسط، كذلك كليشيهات المجتمع الغربي عن المجتمع العربي والعكس، وهذه هي المرة الأولى التي أكتب رواية تتحدث عن المرأة بنسبة 95 بالمئة، وتطرقت إلى مواضيع حساسة في المجتمع العربي، وقد تكون في بلاد أخرى أيضا، أم عزباء، والطلاق، والحب غير المشروط، والتعنيف الذي تتعرض له المرأة في حياتها، فأنا جزء من هذا المجتمع، كنت ضحيته أحيانا، لذلك حين تقرأ هذه الرواية، سترى شخصية من هذه الشخصيات قريبة منك، قد تكون قريبة أو صديقة، فالرواية ليست عبارة عن سيرة ذاتية فقط، وربما لأن شخصية واحدة من الرواية هي عبارة عن عدة شخصيات قابلتهم في الواقع، فأنا أكتب وأطرق مواضيع تلامسني، لكنني لا أقدم حلولا.جنسيات متنوعة
• بالحديث عن مجتمع بروكسل... ماذا تقولين؟- عنوان الرواية وشخصياتها، هو عملية إسقاط لبروكسل، لأكون أكثر وضوحا؛ بروكسل تتمتع بتنوّع ثقافي كبير، وهذا ما ألهمني، وجئت من مدينة صغيرة اسمها غزة، محكمة الإغلاق، لم نستقبل الكثير من الزوار، ولم نكن قادرين على السفر، لذلك رأيت بروكسل بعيني طفل صغير يندهش من عدد اللغات والجنسيات والتنوع، وهذا ما يمكن ملاحظته في أن تحمل كل فتاة في روايتي جنسية مختلفة، مثل فلسطين وبلجيكا والعراق وتونس وسورية، فهذه هي تشكيلة بروكسل.• ما الدور الذي تمثله المرأة في أعمالك؟- تمثّل كل شيء ما عدا الضعف، كل منهن تحمل قوتها على طريقتها، قوية بطيبتها، أو بمواجهتها الظروف القاسية، أو بمعايشتها لما حولها، لكنهن لا يقبلن ويسكتن.• إلى أي مدى تعتقدين أن الكتابة الواقعية ترفع من قدر الكاتب وتجعل أعماله محط أنظار القراء؟- هناك عدة أنواع من القراء، من يقرأ مستمتعا بآلية السرد ولا تعنيه القصة كثيرا، وهناك من يستمتع بالمعالجة والقصة، وهناك آخرون، والقارئ الفضولي الذي تثير شهيته الكتابة الواقعية، حيث تشبهه وتلامس همومه.«يوميات غزة»
• نجد في أدب الواقعية تزايد التساؤل عن معنى الحياة الإنسانية، نيتشه في كتابه «هكذا تكلم زرادشت»، أعطى أهمية كبيرة للفرد؛ واعتبر أن المجتمع موجود لينتج أفراداً مميزين.• وهل معايشتك للواقع كانت سببا في كتابتك «يوميات غزة» من قبل؟- كتبت «يوميات غزة»، أثناء مراقبتي للواقع الثقافي والواقع السياسي واستفزني ما أشاهده في غزة وحتى المجتمع ومحظوراته، ولذلك تجد هذه اليوميات مطعّمة باللغة العامية الغزية ببعض الأحيان لتتناسب مع العنوان أيضا، هذه العامية عبّرت عما أردت بشكل أكبر في التأثير على المتلقي.التكوين الأدبي
• إلى من تدين له الروائية نسمة العكلوك بالفضل في تكوينها الأدبي؟- هناك عدد من العوامل التي ساعدت في ذلك، ربما لأنني كنت آخر العنقود في عائلتي، ساعدني في امتصاص خبرة أكبر، كنت أكبر من عمري أحيانا، وهذا التراكم ساعدني، فالقراءة التي بدأت في سن الثامنة، وما بعد ذلك كانت مرحلة التصميم من جانبي والاقتناع التام بأنني سأكون كاتبة يوما ما، ولم يكن بالنسبة لي هذا في احتمال أن يحدث أو لا، وكنت أعرف بأنني سأصبح الكاتبة، فيما بعد نشرت أول رواية لي من دار نشر صغيرة في الإسماعيلية (مصر)، ولست متأكدة إذا ما زالت دار النشر حتى يومنا هذا، خرجت هذه الرواية بعفوية، فلم تحظ بالتحرير أو بالمراجعة، وكنت في عمر الحادية والعشرين، ولم أنخرط بعد في عالَم الكتابة ولم أعرف كاتبا واحدا بشكل شخصي، فيما بعد بدأت علاقتي بعالم الكتابة تأخد منحى أكثر قربا، وبدأت أتعرف إلى كتّاب ومنهم أصدقاء، وإن ذكرت اسما قد أنسى آخر، لذلك أفضّل أن أشير إلى أن هناك كثيرين كان لهم التأثير في بداية حياتي الكتابية.• إلى أين تتجه علاقتك مع النقاد؟- هناك مقولة فلسفية لغاندي، أؤمن بها، وهي «في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر».أكتب رواية
• إذا تحدثنا عن مشروعاتك الأدبية القادمة، ماذا تقولين؟- حاليا؛ أكتب رواية لا تحمل عنوانا، لست متأكدة كم ستكون متشابهة أو مختلفة مما سبق لي نشره.أعمال وجوائز ومناصب
الروائية نسمة العكلوك من مواليد غزة، عضوة في رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين درست الرياضيات، وتعيش في بروكسل حاليا، ولها عدد من الروايات منها «والتقينا من جديد»، و«بين الأشواك»، و«امرأتان ثالثهما مرآة».وحصلت العكلوك على عدة جوائز، أبرزها المركز الرابع في مسابقة نجيب محفوظ للرواية عام 2009، والمركز الثالث والجائزة الفخرية لأهل غزة في مسابقة «أمجاد» الثقافية في سورية عام 2010، كما فاز نصها المسرحي بالمركز الأول في مسابقة «عائدون منتصرون»، التي نظمتها رابطة الكتاب الفلسطينيين عام 2010، ولها نص مسرحي بعنوان «ليلى»، ولها عدة قصص قصيرة بعضها فاز بجوائز محلية وعربية.