ضمن فعاليات الموسم الثقافي الثالث لمركز الشيخ جابر الأحمد، استضافت القاعة المستديرة أمسية موسيقية بعنوان "موسيقى السيتار الهندي" مع المايسترو استاد أرشد خان عازف السيتار المخضرم وموكندراج دبو عازف الطبلة، وذلك تحت مظلة فعالية "موسيقى الاثنين".

وشهدت الأمسية حضوراً كبيراً من عشاق ومحبي الموسيقى الهندية التراثية التي داعبت خيال الحضور، وأبحرت بهم إلى عوالم أخرى، خصوصاً أن موسيقى السيتار الهندي تلامس الوجدان وتحرك المشاعر.

Ad

وعلى وقع أنغام السيتار وإيقاعات الطبلة قدم الثنائي أرشد وموكندراج مجموعة مميزة من الأغنيات والمقطوعات التي شكلت نافذة مهمة على التراث الموسيقي الهندي لاسيما أنها كانت مصحوبة بشرح وافٍ ومفصل من المايسترو أرشد، حول ماهية كل مقطوعة وأغنية وطريقة العزف والنغمات التي يستخدمها مما يعكس الدور المهم لأمسيات الاثنين على اختلاف موضوعاتها في بناء جسر للتواصل مع ثقافات أخرى، إذ تخطت موسيقى الإثنين الشكل التقليدي للأمسيات الموسيقية ، وأصبحت منبراً تثقيفياً بامتياز.

أمسية فريدة

واستمتع الحضور من مختلف الجنسيات، الذي بدأ في التوافد على مركز جابر قبل بدء الحفل بساعة تقريباً بأمسية فريدة للموسيقى الكلاسيكية الهندية بأنامل عازف السيتار البارع أرشد خان، الذي قدم موسيقاه وعروضه بطريقة عفوية فبمجرد صعوده لخشبة المسرح وامتلاكه آلته مواجهاً الجمهور ومشاركاً إياه تفاصيل ما يقدمه، بادر لنثر أنغامه وألحانه التي تعبر عن إحساسه العميق عبر تقنيات العزف والإمكانات الصوتية الكبيرة لآلة السيتار، ويكمن السر وراء قدرته في تمرير موسيقاه الى القلوب وخلق حالة خاصة عنوانها الإبداع في انغماسه في علم "روحانيات موسيقى الراغا الهندية"، التي تساعده على سبر أغوار الألحان وإظهار جوهرها الحقيقي، ويحرص أرشد على الزي التقليدي الهندي، وما يميزه من ألوان مبهجة وتصميمات تحمل عبق الحضارة الهندية.

الطابع الارتجالي

وبأداء يغلب عليه الطابع الارتجالي، عبر أرشد خان عن موسيقاه بتفسيرات متطورة للراغا والإبداع الإيقاعي المعقد إلى جانب القواعد والضوابط الصارمة للموسيقى الكلاسيكية الهندية مما يجعل حفلاته أقرب إلى وليمة موسيقية تغذي الأنفس.

وكان جلياً للحضور مدى التفاهم والتناغم الكبير في الأداء بين أرشد خان و موكندراج دبو عازف الطبلة، إذ قدما معاً مجموعة مميزة من المقطوعات المصحوبة بالغناء في بعض الأوقات، وكانت النظرات وحدها كفيلة بأن يدرك كل منهما ما يجول في خاطر الآخر لتعانق أنغام السيتار إيقاعات الطبلة في مزيج مدهش حلق بالحضور إلى أفق الإبداع.

تاريخ الموسيقى

وأسهب أرشد خلال الحفل بالحديث عن تاريخ موسيقى السيتار متطرقاً إلى نشأته في كنف أسرة فنية احترفت عزف السيتار منذ سنوات طويلة مستعرضاً إمكانات آلته ليتحدث عن تفاصيل تقنية دقيقة أبهرت الحضور وكشفت مدى اطلاعه وإلمامه بتراث وطنه وأسرار الموسيقى عموماً.

وأعرب أرشد عن سعادته بزيارة الكويت ولقاء الجمهور وانتهج على مدار ساعة أسلوباً ودياً في الحديث مع الحضور، وبدا حرصه على تبسيط المعلومات وترجمتها عملياً بالعزف والغناء.

آلة السيتار

السيتار وهي آلة وترية تقليدية يعود تاريخ ظهورها إلى القرن السادس عشر، وتعود في أصولها الى بلاد فارس قبل أن يرثها مغول الهند ولتصبح إحدى الآلات الأساسية في موسيقاهم، وتتكون من سبعة أوتار، إلى جانب، 13، وتراً إضافياً غير ضرورية عند العزف، وتستخدم غالباً عند الارتجال، وهي شبيهة الشكل بالعود لكنها أكبر حجماً وأطول عنقاً، وعادة يستخدم العازف ريشة معدنية يلبسها على إبهامه ومثل بقية الآلات في التخت الهندي يجلس العازف على الأرض متربعاً ممسكاً بآلته في تقليد لايزال باقياً عند تقديم العروض الموسيقية أو تسجيل المعزوفات.