من مصر "أم الدنيا"، منبع الفن والثقافة والإبداع في الشرق الأوسط، إلى الكويت مصدر الإلهام والسلام والإنسانية، البلد الذي امتزجت فيه جميع الثقافات والفنون، أشعلت الفنانة المصرية دينا الوديدي وفرقتها، المكونة من تسعة أعضاء، مسرح حديقة الشهيد، وسط حضور حاشد من الجمهور، في اليوم الثالث من عروض مهرجان السلام، الذي تنظمه أكاديمية لوياك للفنون (لابا)، بالتعاون مع حديقة الشهيد.

حضر الحفل رئيسة جمهورية استونيا كيرستي كاليولايد، والوفد المرافق لها، ولفيف من كبار المسؤولين وممثلي الديوان الأميري، ورئيسة مجلس إدارة "لابا"، فارعة السقاف.

Ad

وأدت الوديدي خلال الحفل عدداً كبيراً من أغنياتها من أرشيفها الفني، والتي لاقت التصفيق الحار والهتاف من الجمهور، الذي شاركها ترديد كلمات الأغنيات، فعمَّت البهجة والفرحة أرجاء المسرح.

واستهلت الوديدي حفلها بغناء "الله باقي"، واستمرت بتقديم أغنيات: "السيرة الهلالية"، "بساط اللوز"، "كتر الوجع"، "تدور وترجع"، "دواير"، "تماثيل"، "في بلاد العجايب"، "سكون"، والتي تفاعل معها الجمهور طربا مع نسمات الطقس العليلة.

أول إطلالة

وعبَّرت الفنانة دينا عن سعادتها، بعد نجاح الحفل بشكل متميز، وخاصة أنها أول إطلالة لها على مسرح الشهيد.

وقالت إنها أول حفلة في الكويت، مؤكدة أنها شعرت بسعادة كبيرة، مشيدة بالمهرجان والجمهور، مبينة أنها مع فكرة أن الفن يحقق رسائل كثيرة تغني عن الكلام، تصل بسرعة بطرقه البسيطة إلى الجمهور.

وعن الرسالة التي تريد إيصالها على الجانب الشخصي، أوضحت: "أنا أحب الذي أقوم به، والناس بدورها تحسه، وأنجح فيه، ومن ثم يقوم بإلهام الصغير والكبير، أو يحقق فرقا في حياة المرء بطريقة إيجابية عند سماع الأغاني التي أغنيها".

ولفتت إلى أنها تقوم في أسلوبها الغنائي بالمزج بين الأغاني الشرقية والغربية، وهو ما يطلق عليه "Fusion Music"، لافتة إلى أنها تقوم بتطويره وإيصاله للجمهور، حتى يحوز إعجابهم، مضيفة أنها قامت بتصوير فيديو كليب "حضرة القمر"، في ألبومها الأخير.

وعن جولاتها الفنية، قالت إنها كانت أخيرا في المغرب، ثم جاءت إلى الكويت. وبينت أنها تحضِّر لألبومها الثالث، لإطلاقة في العام الجديد (2020)، وسيقوم بتلحينه نخبة من الملحنين المصريين والعرب.

التنوع الموسيقي

من جانبه، قال نائب المدير العام لحديقة الشهيد، سلمان الرشود، إن مهرجان السلام يؤكد تحقيق الرؤية المنشودة من إقامة هذه الحفلات، وهي خلق مزيج من الثقافات والتنوع الموسيقي، بهدف الاحتفاء بالثقافات الأخرى، وهذا هو المحرك الأساسي للسلام.

جدير بالذكر، أن الوديدي فنانة لها صدى مميز في الوسط الموسيقي المصري، لإبداعها في فضاء الموسيقى المعاصرة والتجريبية، حيث بدأت مشوارها الفني من خلال الموسيقى المصرية الشعبية، وغنائها مع فرقة حبايبنا، بعدها انتقلت إلى نمط الموسيقى التجريبية، من خلال استخدام الآلات والأصوات غير الاعتيادية، كصوت القطار، وهو ما ميَّزها في تقديم هذا الفن.