السعودية تجري محادثات مع الحوثيين
طهران تنتقد «اتفاق الرياض» وتستحضر «مبادرة مشاط»
غداة توقيع اتفاق وصف بالتاريخي بين حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي و«المجلس الانتقالي الجنوبي» برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض، أكد مسؤول سعودي أن المملكة أبقت «قناة مفتوحة» مع المتمردين الحوثيين منذ 2016 لدعم إحلال السلام.وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه: «نحن نواصل الاتصالات لدعم السلام في اليمن. لا نغلق أبوابنا مع الحوثيين».وأضاف: «في حال كان الحوثيون جديين في خفض التصعيد وقبلوا الحضور إلى الطاولة، فإن السعودية ستدعم طلبهم وطلب كل الأطراف السياسية الوصول إلى حل سياسي».
ولم يعط المسؤول أي تفاصيل إضافية حول طبيعة «قناة الاتصال»، لكن تصريحاته صدرت في وقت توقفت فيه هجمات المتمردين ضد المملكة بالصواريخ والطائرات المسيّرة منذ أسابيع وبعد يوم من إبرام «اتفاق الرياض» الذي ينص على إنهاء التمرد في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن وتقاسم السلطة في خطوة يقول مراقبون، إنها قد تمهّد الطريق أمام اتفاق سلام شامل.وسبق أن أعلنت واشنطن في سبتمبر الماضي عن محادثات مع جماعة «أنصار الله» الحوثية. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى ديفيد شينكر خلال زيارة لمدينة الخرج جنوب الرياض إنّ واشنطن تجري محادثات مع الحوثيين بهدف إيجاد حل «مقبول من الطرفين» للنزاع اليمني.في غضون ذلك، رحب الاتحاد الأروبي بالتوصل إلى «اتفاق الرياض». وقال المتحدث باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي: «يمثل الاتفاق خطوة مهمة نحو خفض التصعيد والسلام في اليمن والمنطقة». وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس إن الوزير مايك بومبيو شكر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير على دور المملكة في التوصل لـ«اتفاق الرياض».في المقابل، أعلن القيادي في «أنصار الله» الحوثية محمد علي الحوثي، عبر «تويتر» أن «الاتفاق لا يعني الشعب اليمني».وأضاف: «بعد إتمام كل شيء قاموا بفرض التوقيع على الاتفاق مع من لا إرادة له واعتبروه إنجازا لوقف حربهم باليمن». في موازاة ذلك، زعم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أمس، أن «اتفاق الرياض لا يساعد في حل مشاكل اليمن».وقال موسوي، إن «الشعب اليمني لن يسمح لأعدائه بالسيطرة على أراضيه».ودعا الرياض إلى «ضرورة العمل للنظر بالمبادرة التي قدمها رئيس المجلس الأعلى للحوثيين مهدي مشاط، إذا كانوا جادين في مطالبتهم بحل المشكلة اليمنية، بدلاً من اتخاذ قرار بشأن جماعات تفتقر إلى أي خيار».في هذه الأثناء، نفذ جنود من الجيش السعودي أولى عملياتهم بشوارع مدينة عدن، التي وصلت قوات من المملكة إليها أخيراً بدل القوات الإماراتية في إطارات ترتيبات من «تحالف دعم الشرعية».