بومبيو: العراق ولبنان يستحقان إدارة شؤونهما بعيداً عن خامنئي
كسر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، التعاطي الأميركي «البارد» مع احتجاجات العراق ولبنان. وكما فعل الرئيس دونالد ترامب باستخدام «تويتر» لنشر تغريدة بالعربية عن هجوم المتظاهرين العراقيين على القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء العراقية مثيراً تساؤلات، لجأ بومبيو إلى «تويتر» هذه المرة لتوجيه رسالة أكثر مباشرة ووضوحاً إلى إيران. وفي تغريدة فجر أمس، كتب الوزير: «الشعبان العراقي واللبناني يريدان استعادة بلديهما، إنهما يكتشفان أن أبرز ما صدره لهما النظام الإيراني هو الفساد، متنكراً بشكل سيئ على هيئة ثورة»، في إشارة إلى الثورة الإسلامية في إيران.
وأضاف: «يستحق العراق ولبنان أن يديرا شؤونهما الخاصة بمنأى عن تدخلات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي».وبينما اتهم خامنئي الولايات المتحدة وإسرائيل ودولاً عربية بالوقوف وراء الاحتجاجات، انتقد مسؤولون إيرانيون التظاهرات، خصوصاً في العراق، حيث تصاعدت حدة الخطاب المعادي للتدخل الإيراني في بغداد بين صفوف المحتجين. وكان بومبيو ناقش خلال لقائه وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير الوضع في اليمن وسورية والعراق ولبنان. وذكر بيان صادر عن «الخارجية» الأميركية، أمس، أن الوزيرين ناقشا أيضاً التصدي لإجراءات إيران.في السياق نفسه، أصدرت السفارة الأميركية ببغداد، أمس، أقوى بيان منذ بدء التظاهرات في 1 أكتوبر الماضي، قالت فيه إن «الولايات المتحدة مهتمة على الدوام وبشدة بدعم عراق آمن ومزدهر وقادر على الدفاع عن شعبه ضد المجاميع العنيفة المتطرفة وردع أولئك الذين يقوضون سيادته وديمقراطيته».وأضافت أنه «في الوقت الذي يتابع العالم تطور الأحداث بالعراق، بات جلياً أن على الحكومة العراقية والقادة السياسيين التفاعل عاجلاً وبجدية مع المواطنين العراقيين المطالبين بالإصلاح»، مشيرة إلى أنه «لا مستقبل للعراق بقمع إرادة شعبه».وشجبت السفارة «قتل وخطف المحتجين العزّل وتهديد حرية التعبير ودوامة العنف الدائر»، مشددة على ضرورة «أن يكون العراقيون أحراراً لاتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن مستقبل بلدهم».جاء ذلك في وقت شهدت بغداد أمس مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الذين يحاولون إغلاق جسور حيوية بالعاصمة، في إطار العصيان المدني المتواصل منذ أيام، وقوات الأمن التي قالت إنها لن تسمح أبداً بغلق أي طرقات. وبينما عطل متظاهرون عدة مصاف نفطية في البلاد، لا تزال المخاوف من تصعيد أمني كبير ضد المتظاهرين حاضرة، وخصوصاً مع استمرار قطع الإنترنت. وفي لبنان، نجحت الاحتجاجات في إنزال آلاف من طلاب المدارس الثانوية إلى الشارع، كما نُظمت اعتصامات أمام إدارات حكومية ومؤسسات متهمة بالفساد غداة فتح الجيش للطرقات. ومثلما هي الحال في بغداد، يبدو أن الحلول السياسية في بيروت لا تزال بعيدة المنال، بسبب قوة الشارع الذي أربك المشهد السياسي في البلدين بطريقة غير متوقعة.