عطارد الثاقب تركز على الفلكلور
افتتح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون كامل العبدالجليل في مقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية المعرض الأول للفنانة التشكيلية عطارد الثاقب، بحضور د. سعاد الصباح، وجمع من الفنانين والمهتمين.وبعد جولته، قال العبدالجليل: «أسعدني افتتاح هذا المعرض الذي يتضمن لوحات فنية مبهرة ورائعة الجمال تعبر عن التراث وإحيائه في عيون الجيل الحاضر، حتى وإن كان ذلك التراث ممثلا في مناطق مختلفة، وبتعبيرات الفرح والحزن والتأثر بما يستجد على الإنسان».وأضاف: «هناك عدة مدارس وجدت فيها فناً متنوعاً قدمته الثاقب باقتدار، وهي فنانة كويتية متميزة، خصصت جزءاً كبيراً من معرضها للفن الكويتي الأصيل، والألعاب الشعبية للبنات، وذلك من خلال الأزياء والخلفيات التي تعبر عن التراث مثل السدو، وكذلك المكونات الكثيرة في كل لوحة، والمدارس المتعددة في الفن».
ولفت إلى أن المعرض «يؤكد أن جيلنا بخير، وأن لدينا فنانين مبدعين ومتميزين، ولهم مستقبل واعد ترعاه هذه الجمعية العريقة التي تقفز خطوات إلى الأمام بتقدم»، موضحاً أن «دورنا في المجلس الوطنى دائماً وأبداً هو دعم النشاط الفني والحركة الفنية والجمعيات، وكل من يقدم عملاً يرتقي فيه بالحس والذوق، والجمال والإبداع، ونستطيع أن نرتقي بالمجتمع من هذا الجانب».
ملامح متنوعة
من جانبه، قال رئيس الجمعية رئيس اتحاد التشكيليين العرب عبدالرسول سلمان إن «الثاقب تبحث عن الذات بملامح متنوعة، إذ تحتشد التعابير وتتكرر، مما يعطي للوجود الإنساني نوعية تنأى به عن المباشرة، غير أنه لا يتلبس تأويلات جديدة ضمن حدود معرفة الشكل».وذكر سلمان أن «الموضوع هو انتصار لكل ما هو إنساني، وأقرب ما يكون إلى الواقع الذي انبثقت منه الفنانة، إذ تعيد النظر في المساحة والفضاء بتلقائية التعبيرات اللونية، وتتفق مع الوظائف الجمالية التي تمنحها أسرار الوجود الإنساني، فهي ترتمي في غيبوبة الحلم»، موضحاً أنها «اعتمدت أساساً على الزخرفة وصخب الألوان وكثافتها والتراث والجمال، فنتج خيالها وكان رموزاً تعبيرية جسدت الماضي، ونثرتها فاسترجعت فيها كل الدفء بلمسات تعني لها الأمل والحب والإنسان».معاناة وفرح
بدورها، قالت الثاقب إن «المعرض هو الأول لي، وأعمالي فيه تنوعت بين الفلكور الإفريقي والهندي، وتعبر لوحاتي عن جزء من المعاناة، وجزء من الفرح والسعادة».وأضافت الثاقب أن لوحاتها تتضمن كذلك الفلكور الكويتي، «الذي يعتبر شيئاً أساسياً بالنسبة إلي، إذ تنوعت لوحات هذا الفلكور وتدرجت منذ البدايات»، موضحة أن «كل فنان يمر بمراحل، إذ وضعت البنت، والمرأة، والرجل الكويتي بطريقة جميلة عفوية، وأدخلت بعض الألوان غير الحقيقية فزاد الفرح مع طبعات الزخارف التي استمدتها من التراث الكويتي كالسدو، ومجمل المعرض يعبر عن حياة الشعب الكويتي وتراثه». وبيّنت أن «كل لوحة عاشت معي تجربة، وكان هناك حوار بيني وبينها، وهي عزيزة علي»، لافتة إلى أن سبب تركيزها على الفلكور الإفريقي هو المعاناة التي مر بها الشعب الإفريقي خصوصاً، والتي لم أنسها، إذ مر بألم وأسى، وأحببت أن أعبر عن جزء منه في لوحاتي، وفي الوقت نفسه وضعت لوحة تعبر عن فرحة وعفوية، وتمنيت لهم والسعادة». وعن الفلكور الهندي، قالت الثاقب إن عفوية الألوان المبهرة في أعياد الهنود الخاصة نالت إعجابها، ورغبت في أن تنقلها بكل دقة من خلال أعمالها.وفي معرضها، رسمت الثاقب الفرح يتراقص عبر الألوان والمساحات الزخرفية، إذ سبحت في بحر الواقع والزمن الجميل، وزخرفت على طريقتها عرائس الطفولة، واستخرجت من الذاكرة قصص الأيام وملامح العمارة القديمة (القصر الأحمر) والحياة الاجتماعية والموسيقى الفلكلورية.وتنوعت في أعمالها الجمالية من خلال البناء التشكيلي الشعبي عدة موضوعات حول الزخارف والأزياء والأدوات والخصائص الجمالية في المجتمع الكويتي، وتناولت مكونات البناء الفني للزخارف الشعبية من وحدات ثراثية.يذكر أن الثاقب حاصلة على بكالوريوس تصميم داخلي مساند تربية فنية من كلية التربية الأساسية، وهي عضوة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وعضوة اتحاد التشكيليين العرب بالرابطة الدولية للفنون - اليونسكو، وشاركت في العديد من المعارض.