ما أشبه اليوم بالبارحة!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
إن التصدي للفساد اليوم هو التصدي نفسه للفساد البارحة، وإن تغيّرت الشخصيات الرئيسة في هذا الفساد، وظهرت أسماء جديدة للفاسدين الذين تسلقوا على ظهر المواطنين من بوابة مجلس الأمة والحكومة معاً، وإن لبسوا البشوت ورفعوا شعارات وطنية مزيفة، وإن تجلببوا بعباءة الدين للتجارة بالشريعة، فمنبع الفساد واحد لا يتغير، أسسه الشيطان الرجيم مع خلق آدم أبي البشر، والغضب الشعبي اليوم موجه لأدوات الفساد وصبيته، وإن لم يكونوا في مشهد البارحة أو ممن تسلقوا حتى على مشهد البارحة.وما أشبه اليوم بالبارحة في تلفيق التهم والمحاولات اليائسة في تشويه حرية الناس وإرادتهم وكرامتهم، فإعلام الفساد وزمرته أشعلا فتنة التحريض الفئوي والطائفي لتمييع أصل الفساد المتمثل بالقبيضة والإيداعات المليونية، وروجا لمؤامرات قلب النظام، والإعلام الفاسد نفسه يحاول يائساً حصر حراك اليوم بقضايا مثل القروض والبدون لتهميش أصل الغضب الشعبي المنصبّ على نهب ثروات البلد، واستباحة الوظائف القيادية، والفشل في إدارة الدولة وخدماتها، وتحويل مجلس الأمة إلى بوق حكومي بالكامل، وهذه هي الحقيقة وإن كانت مأساة القروض وفضيحة إنهاء موضوع البدون المزعوم مجرد نتاج جزئي وطبيعي لجبل فساد اليوم.أما التشابه الوحيد الذي لم يتغير البارحة واليوم فهم وعاظ السلاطين الذين لا عمل لهم سوى الإفتاء الرخيص في تحريم التعبير عن الرأي، أما عن فضح كل مخالفات الشرع المقدس من سرقة وظلم ونفاق ورشوة وفساد في الأرض، وهي أمهات المحرمات والفجور، فقد خرست ألسنتهم عن النطق بها ولو بهمسة، قبحكم الله!