الهروب إلى السماء!!
![محمد راشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/734_1690476214.jpg)
لا أتحدث عن الأسباب والدوافع التي يعرفها الغالبية، ولست متخصصاً في شرح الآثار النفسية والاجتماعية التي ستبقى سنوات في نفوس أقربائهما وأحبائهما، لكنني أستغرب كيف أغمضت عيوننا تلك الليلة، وكيف تناسينا هاتين الفاجعتين بسهولة، وكأنهما حادثتان عابرتان لا تمتان للإنسانية بأي صلة، ألهذه الدرجة أصبح الإنسان رخيصا؟! يبدو كذلك!بعيداً عن كل المشكلات التي مر بها الشابان الفقيدان خلال رحلة العمر الحزينة، والنهاية المؤلمة التي اختاراها، نتساءل: ما الرسالة التي أرادا إيصالها إلى الجميع؟ وهل نعي مضمون تلك الرسالة وهدفها، أم نبقى في عداد الأموات؟! نعم هما ذهبا إلى جوار ربهما لكن حقيقة الأمر أن الأحياء الصامتين هم الأموات، فمن لا يدرك معنى الانتحار وترك الأبناء والآباء والأمهات في مواجهة المجهول لا يمكن أن يكون ذا قلب ينبض بالحياة، ويا لها من حياة، للأسف تطوي صفحة تلو أخرى من الأعمار التي ضاعت بين دمعة هنا وحسرة هناك.نسأل الله الرحمة والمغفرة للشابين ولأهلهما الصبر والسلوان، ونسأله تعالى أن يمنّ علينا بنعمة الإحساس بالآخرين!!