أساليب التربية كثيرة ومتعددة، وقد كتبت في مقالاتي السابقة عن التربية بالثقة، والتربية بالرفق، واليوم اخترت لكم أسلوباً تربوياً جميلاً من أساليب التربية هو: "التربية بالنظرة".عندما كنت تلميذا في الصف الرابع المتوسط (حاليا الثامن) في مدرسة المتنبي المتوسطة بنين في حي شرق في العام الدراسي 1973-1974م، كان أستاذ فاضل قوي الشخصية ومحبوب من تلاميذه وهو "أحمد نوارج" يدرسنا لغة عربية، الله يذكره بالخير ويطول بعمره إن كان من الأحياء.
كان أستاذ أحمد عندما يشرح لنا الدرس نصغي له بكل اهتمام، لكن بعض التلاميذ كانوا يحبون "السوالف" أثناء الشرح، وعندما يلمح أستاذ أحمد اثنين يتكلمان فإنه يصمت ويوجه نظرة حادة إليهما لثوانٍ معدودات، فيشعران بخطئهما ويطأطئان رأسيهما إقراراً بالذنب وشعوراً بالخجل منه، ثم يكمل شرح الدرس بدون أي تعليمات أو تنبيهات أو عقاب جسدي.هذه الطريقة برأيي الشخصي تؤثر تأثيراً بليغا في نفس التلميذ المخطئ أكثر من العقاب البدني، وقد كنا نعمل ألف حساب لنظرة أستاذ أحمد نوارج، ونصغي له بكل اهتمام أثناء شرحه لدرسه. هكذا المعلم التربوي الناجح يتدرج مع تلاميذه في أسلوب التأديب فلا يقدم أسلوب العقاب البدني كما يفعل البعض، بل يجعله آخر الحلول، ويختار الأسلوب الأمثل الذي يناسب التلميذ المخطئ مع مراعاة الفروق الفردية بين تلاميذه.والرسول عليه الصلاة والسلام قد وضع أمام المربين طرقاً عدة لتأديب المتعلم، وتقويم اعوجاجه، منها الإرشاد إلى الخطأ بالتوجيه، أو بالإشارة، أو بالتوبيخ، وآخر الحلول الإرشاد إلى خطأ المتعلم بالضرب. وصدق الشاعر حين قال:فقسا لتزدجروا ومنْ يكُ حازماً فَليَقْسُ أحياناً وحيناً يَرْحَمُ.
مقالات - اضافات
التربية بالنظرة
08-11-2019