هل صدق منجمو السياسة؟
نعود أحيانا إلى أحداث سابقة لتختبر مدى صحة التنبؤات بمستقبل هذا العالم فنجدها قريبة من الحقيقة أحيانا، وبعيدة كل البعد عن الواقع أحيانا أخرى. • لنبتدئ بالمشهد الأوروبي، فقد تابعنا من خلال الدراسات المستقبلية والمقالات في بداية هذا العام، التي جزمت بأن القارة الأوروبية هي الأكثر أمانا واستقرارا، ولكن الواقع عكس ذلك تماما، وما نشاهده هو تحول شامل في أوروبا وسط صعود الأحزاب الشعبوية واليمينية التي تم تهميشها في السابق، فأعادت تنظيم صفوفها مستمدة قوتها من التأييد الشعبي، خصوصا في الدول التي عانت الأزمة المالية عام 2008. ومع تدفق الهجرات وفتح البوابة لاستقبال المهاجرين الفارين من مناطق الحروب والنزاعات من الشرق الأوسط أصبحت بعض مناطق القارة الأوروبية مؤهلة لاجتذاب أفكار قومية متطرفة، وبريطانيا أيضا تعرضت لسلسلة الهزات السياسية المتتالية، إذاً وفي ظل وجه أوروبا المتغير اختلفت معايير الاستقرار.
• ومن أوروبا إلى الولايات المتحدة، وفترة ما قبل تنصيب الرئيس ترامب، حيث انقسمت الآراء وسط تشاؤم وتفاؤل، فبعض وسائل الإعلام العالمية إلى جانب بعض الشخصيات الأميركية امتنعت عن حضور مراسم التنصيب راسمة سيناريوهات مليئة بالقرارات المثيرة للجدل، أما أهل السياسة من المخضرمين ومنهم هنري كيسينجر فقد تفاءل بترامب ورأى آنذاك أن الفراغ الذي تركه أوباما في سياسته الخارجية سيملؤها الرئيس الجمهوري ترامب، على حد تعبيره، والأوبزيرفر البريطانية وصفت التنصيب بالشؤم، وكتبت في صفحتها الأولى مانشيتاً عنوانه: "تنضيب ترامب سيكون فزعا ونذير شؤم"، أما الصنداي تايمز البريطانية فاعتبرت التغريدات وقوداً للقنوات الإعلامية.• ووسط التفاؤل الأوروبي الذي انتهى بأزمات شعبوية، والتشاؤم الأميركي في تحديد ملامح زعيم العالم الحر، يبقى علم السياسة رقما صعبا أمام المنجمين.• كلمة أخيرة: اقترحت من خلال مقالة بجريدة "الجريدة" نشرت لي بتاريخ 6 مايو 2015 إنشاء جامعة حكومية أخرى كي لا نحمل أخطاء جامعة الكويت إلى الشدادية، بل نبدأ بنموذج تعليمي حكومي بشكل جديد وحديث، يواكب المتغيرات العالمية في المجال التعليمي، واليوم سعدت باقتراح وزير التربية إنشاء جامعة حكومية جديدة، لن أطالب بالملكية الفكرية فحسب إنما سأشارك باقتراحات للمشروع الجديد.