تظاهرات العراق تستعيد الزخم... والصدر يسعى لضبطها
استعادت الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية زخمها في العاصمة بغداد وعدة محافظات وسط البلاد وجنوبها أمس.وعاد المتظاهرون، في بغداد ومدن الجنوب إلى الساحات، أمس، مدعومين بالطلاب ونقابة المعلمين التي تواصل إضرابها.ووقعت مواجهات محدودة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في بغداد قرب ساحة التحرير المركزية.
وفي مدينة البصرة الجنوبية، الغنية بالنفط، عاد طلاب إلى مخيم اعتصام بمحيط مقر مجلس المحافظة، بعدما كانت القوات الأمنية قد فضته.وخرجت تظاهرات كبيرة في مدينة الديوانية والناصرية، مع إقفال شبه تام للمدارس والدوائر الرسمية.
البرلمان وبلاسخارت
في غضون ذلك عقد البرلمان جلسة، أمس، استضاف خلالها رئيس بعثة الأمم المتحدة «يونامي» جينين هينيس بلاسخارت التي تسعى لأن تكون عرابة الحل للأزمة من خلال وضع خريطة طريق واجتماع عقدته مع المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، بعد توصل الأحزاب السياسية في البلاد، برعاية إيرانية، إلى اتفاق على بقاء السلطة وإخماد الاحتجاجات.وأطلعت بلاسخارت أعضاء البرلمان على لقائها بالمرجع، الذي دعم الاحتجاجات السلمية للضغط على الطبقة السياسية، والموقف الأممي من الأحداث.ولاحقاً، أعلن البرلمان أن استجواب وزير الصناعة سيكون في 23 نوفمبر الجاري.تصويب الصدر
في موازاة ذلك، حذر راعي كتلة «سائرون» البرلمانية، رجل الدين البارز مقتدى الصدر، من ضرورة «ألا يقع العراق في مهاوي الخطر ومنزلق الفراغ المرعب»، لكنه في الوقت نفسه دعا البرلمان إلى «إقرار الإصلاحات الجذرية» ومواصلة الضغط في الشارع بـ«إضراب شامل ولو ليوم واحد».ودعا الصدر المتظاهرين إلى «إبعاد شبح التدخل الخارجي الأميركي وغيره». وطالب القوات الأمنية بـ «إبعاد المندسين وغير المندسين وغير المنضبطين الذين يعتدون على الثوار». وفي إشارة إلى إيران والهجوم على قنصليتها في كربلاء، طالب الصدر بـ»عدم التعرض للبعثات الدبلوماسية وسفارات الدول غير المحتلة ولو بالهتافات».وتحدث عن بعض الأخطاء التي شابت التظاهرات والاعتصامات من أجل تصويبها، وحث على أن «تكون الثورة عراقية والحكومة عراقية دون تدخلات خارجية». ولم يطالب الصدر رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي بالاستقالة، بل دعا الحكومة إلى أن «تتنازل عن عرشها العاجي، فلسنا بحاجة لقائد ضرورة بل إلى حاكم يعدل بين أفراد الشعب».ودعا أئمة الجمعة أن «يقودوا تظاهرة سلمية لمساندة الثوار».من جانب آخر، هددت «حركة النجباء»، مجلس النواب والحكومة الحالية بما وصفته بـ«موقف تاريخي» تجاه المطالب المستحقة للاحتجاجات، في حال لم تتحقق الإصلاحات وفق الأطر الزمنية التي حددتها المرجعية الدينية خلال أسابيع.ودعت الحركة، الموالية لطهران، إلى إجراء تعديل لـ«الدستور المليء بعثرات وضعها المحتل» واخضاعه لاستفتاء شعبي، لكنها تمسكت بـ«إفساح المجال أمام استمرار رئيس الحكومة كي يحاسب المفسدين».ودعت لاختيار الوزراء من الكفاءات وبعيداً عن المحاصصة.قلق كردي
وإذ يبدو أن الرئيس العراقي برهم صالح تراجع عن فكرة الانتخابات المبكرة التي استبعدها رئيس الوزراء قبل أسبوع، وصل رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني إلى بغداد لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين.والتقى بارزاني بصالح وعبدالمهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي. ويأتي ذلك في وقت يبدو أن الأكراد قلقون من أن أي تعديلات على الدستور، قد تؤثر على المكاسب الكردية.إدانة أميركية
في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال اتصال هاتفي مع عبدالمهدي ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، إنه «يدين حصيلة القتلى بين المتظاهرين نتيجة قمع الحكومة واستخدام القوة المميتة».وأضاف بومبيو «ناشدت عبدالمهدي حماية المحتجين والاستجابة إلى مطالبهم المشروعة».وأكد بومبيو «التزام الولايات المتحدة بدعم عراق قوي وذي سيادة ومزدهر بناءً على اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين»، متعهداً بـ«مواصلة دعم قوات الأمن العراقية في محاربة داعش».