شيعة العراق لطهران: الاحتجاجات ليست ضدكم
قالت مصادر سياسية رفيعة في بغداد، إن كبار القادة الشيعة في البلاد يحاولون إقناع إيران بأن حركة الاحتجاجات الواسعة في العراق ليست موجهة ضدها، بقدر ما هي اعتراض على الميليشيات التي تتورط في قمع المتظاهرين، وأن المطلب الأساسي هو إصلاحات عميقة تُخرِج النظام من انسداد سياسي وتنموي يعيشه، خصوصاً مع تداعيات الأزمة الدولية بين طهران وواشنطن على الوضع العراقي.وأضافت المصادر أن قيادات عراقية بارزة أبلغت إيران "سقوط نظرية الجنرال قاسم سليماني" قائد العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، المعتمد على سلاح الميليشيات بالمنطقة لتثبيت نفوذ طهران في بلدان عدة تعيش فيها مجتمعات شيعية مهمة، مؤكدة ضرورة الإنصات لغضب الجمهور الرافض لتدخلات إيران، والمُطالب بإصلاحات عميقة.وأفادت بأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، فضلاً عن رئيس الجمهورية برهم صالح، أصدروا في هذا الإطار، بيانات ترفض بشدة التدخل الخارجي، ملمحين بوضوح إلى أنهم يرفضون تدخل البيت الأبيض في ملف الاحتجاجات، لكن المواقف العراقية لم تكن تريد تبرئة إيران من قمع المتظاهرين بقدر ما حاولت أن "تبرد" طاولة النقاش الساخنة بين بغداد وطهران حول سيناريوهات التعامل مع حركة الاحتجاج الواسعة.
وتدعم مواقف مرجعية النجف وتيار الاعتدال في السياسة العراقية، اتجاه المتظاهرين، وترفض الحل الأمني، وتطلب إصلاحات عميقة وتنازلات من الأحزاب تستجيب لمطالب الجمهور، حتى لو تضمنت خسارة لبعض الكتل النيابية، وخسارة للفصائل المسلحة المدعومة إيرانياً.وتؤكد المصادر أن مطلب الانتخابات المبكرة بقانون انتخابات عادل سيقلص تمثيل حلفاء إيران كثيراً في البرلمان العراقي، ويجبر طهران على قبول واقع جديد، يعني عدم إمكانية التعامل مع نهج الجنرال قاسم سليماني المعتمد على سلاح الميليشيات في تثبيت النفوذ. وتتحدث الأوساط السياسية في بغداد عن موضوع رئيس في حوارات العراقيين مع إيران بهذا الشأن مفاده، تثبيت مبدأ أن تتحول طهران إلى "شريك مفضل" في نظام عراقي مستقر، بدلاً من أن تنتهك قواعد السيادة العراقية.ويُتوقع أن تشهد بغداد ومدن أخرى غداً تظاهرات كبيرة مدعومة بتأييد ديني واجتماعي ومواقف دولية، للمطالبة باستقالة الحكومة، وانتخابات مبكرة بقواعد لعبة جديدة تقلص دور الميليشيات في القرارين الأمني والسياسي.