وسط حضور كثيف، تفاعل الجمهور مع ألوان فنية ضاربة في عمق التاريخ الكويتي ولا تزال تجذب بسحرها وأصالتها المتابعين من الشباب والكبار الباحثين عن الفنون الأصيلة والتراثية القديمة في حفل تميز برقي التنظيم وروعة الأداء الفني الموسيقي والاستعراضي والغنائي للفرقة الشعبية التي تجاوز عدد أعضائها الثلاثين، وتأتي هذه السهرة استكمالاً لحفلات «الماص» الشعبية المتعددة ومستمرة بدار الآثار الإسلامية ضمن موسمها الثقافي.
رقصة الليوة
وقدمت الفرقة ضمن برنامج الحفل العديد من العروض الموسيقية والاستعراضية والغنائية الخاصة بفن «الليوة» وهي رقصة جماعية تصاحبها آلات إيقاعية وآلة نفخ رئيسية يطلق عليها اسم «الصرناي»، ويحتل هذا الفن مكانة متميزة في التراث الموسيقي الشعبي بالكويت والعديد من بلدان الخليج العربي، ويمثل نموذجاً فريداً من الأنواع الموسيقية الشعبية التي تحتفظ بجمهورها المتزايد.وتضمن برنامج «الليوة» بالحفل تقديم الرقصة الشهيرة على أنغام عدد من الأغنيات الشعبية، ومنها «صبيان حمدان»، و«ربنك نامرموه شوندي»، و«اه يا بساري»، و«ما عندي خبر عمامي»، و«سويدي يا لمبو»، و«بيزا مشامبا»، و«يا خليلو»، و«هويا».عروض الطنبورة
كما قدمت الفرقة عروض «الطنبورة»، نسبة إلى آلة الطنبورة الموسيقية الشهيرة، وهي إحدى الفنون الجميلة التي تمثل جزءاً من الموروث الشعبي، الذي ارتدى ثوباً جديداً استساغته الآذان بألحانه ورشاقته الإيقاعية ذات الطابع الإفريقي وأضحى فناً شعبياً على مستوى العديد من دول الخليج.وعزفت الفرقة عدداً من معزوفات فن «الطنبورة»، ومنها «لامة»، و«باب الله»، و«سليمان»، و«يا نبي»، و«يا منى»، و«دوشانه»، و«دنيا»، و«على ربنا»، و«غزير الماي يا جويرة»، و«سايلوه».وتميزت موسيقى الطنبورة بالإيقاع السريع والقوي اعتماداً على آلات موسيقية مختلفة مثل الطبل والمنجور.حفلات متواصلة
وأعرب رئيس فرقة «الماص» للفنون الشعبية فهد الماص عن سعادته بالحفل والحفلات المتواصلة على مسرح مركز اليرموك الثقافي، مشيداً بالتنظيم وجمهور المركز، الذي يقدر الفنون الكويتية التراثية ويحرص على الحضور المكثف مع كل حفل.وكشف عن استعداد الفرقة لحفل جديد بحديقة الشهيد 21 الجاري، إذ سيتم تقديم برنامج حفل مختلف عما جرى تقديمه بمركز اليرموك الثقافي حرصاً على التنوع والتجديد المستمر وإرضاء الأذواق المختلفة لجمهور الفنون الشعبية.وأوضح أن الحفل المرتقب بحديقة الشهيد ستُقدم من خلاله عروض موسيقية وغنائية واستعراضية لفنون «العاشوري»، و«السامري»، و«الأصوات»، و«الياماني»، وغيرها من الفنون التراثية القديمة المحببة للجمهور.التراث الشعبي
أكد الماص أن الحفلات والإقبال على عروض فرقتهم الشعبية دلالة على التزايد المستمر في جمهور ومحبي تلك الفنون، مثمناً جهود المراكز الثقافية في تسليط الضوء على تاريخ وتراث الكويت الفني والشعبي، وإتاحة الفرصة لفرق الفنون الشعبية والجمهور المحب لتلك الفنون على التلاقي في أمسيات راقية وتنظيم مميز يضمن المتعة والتواصل بين الطرفين.وأضاف أن جمهور الفنون الشعبية التراثية ليس بالكويت فقط، بل تقوم الفرقة بجولات متعددة في جميع دول الخليج العربي، التي تسعى لمشاهدة الفنون الكويتية التراثية، إلى جانب دول أجنبية وأوروبية مختلفة وآخرها بلجيكا، التي دعتنا لتقديم عروضنا الشعبية مرتين من قبل، ومن المقرر إحياء حفلنا المقبل في بلجيكا قريباً، بالتزامن مع الاحتفال بالأعياد الوطنية فبراير المقبل.وأشار إلى أن جمهور الفنون الشعبية التراثية ليس في الحفلات فقط لكن أيضاً تعتمد العديد من الأعراس على إضافة فقرات شعبية إلى برنامجها نتيجة تعلق محبي هذه الفنون بالتراث الشعبي في أعراسهم والذي يضفي نوعاً من الأصالة والبهجة على الحضور في كل المناسبات الشخصية والوطنية والثقافية أيضاً.