في إطار علاقة استراتيجية بين القاهرة وأبوظبي تزداد عمقا مع مرور الأيام، أعلنت مصر والإمارات أمس، تأسيس منصة استثمار مشتركة بقيمة 20 مليار دولار، وذلك على هامش زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للإمارات، والتي بدأت أمس الأول، وشهدت مباحثات مشتركة مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد أمس.المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، صرح بأن تأسيس المنصة تم عبر شركة "أبوظبي التنموية القابضة" و"صندوق مصر السيادي"، بهدف التأسيس لمشاريع استراتيجية مشتركة أو صناديق متخصصة أو أدوات استثمارية، للاستثمار في عدة قطاعات أبرزها الصناعات التحويلية والطاقة التقليدية والمتجددة والتكنولوجيا، والأغذية والعقارات والسياحة والرعاية الصحية والخدمات المالية والبنية التحتية.
محمد بن زايد غرد عبر حسابه الرسمي على "تويتر" قائلا: "أطلقت مع أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي منصة استثمارية استراتيجية مشتركة"، موضحا أن هدفها "تنفيذ مشاريع حيوية في مجالات لها جدواها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لبلدينا وشعبينا الشقيقين".وتعتبر الإمارات من أكبر حلفاء مصر خصوصا منذ تولي السيسي رئاسة البلاد في يونيو 2014، وقدمت أبوظبي مساعدات بمليارات الدولارات لدعم اقتصاد القاهرة المتعثر في السنوات الخمس الماضية، كما تعد الدولة الخليجية الغنية من أبرز المستثمرين في مصر أكبر دولة عربية سكانا، ويمتد التحالف بين البلدين إلى ساحة السياسة.
أمن الخليج
التحالف الوثيق بين البلدين انعكس في حفاوة الاستقبال بالسيسي الذي أجريت على شرفه مراسم رسمية بقصر الوطن وحرص بن زايد، على أن يكون على رأس مستقبليه، كما منح الرئيس المصري "وسام زايد"، تقديرا لدوره في دعم العلاقات الثنائية، بينما أعرب السيسي عن بالغ امتنانه للتكريم الذي "يحمل اسم شخصية إنسانية عظيمة حظيت بمحبة وتقدير العالم بأسره".السيسي أكد خلال جلسة المباحثات الموسعة التي عقدها مع بن زايد وضمت وفدي البلدين، على "أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، والتصدي لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية"، وشدد على "عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في دول الخليج، وأن أمن الخليج يعد جزءا لا يتجزأ من أمن مصر".وتطرقت المباحثات الثنائية، بحسب بيان الرئاسة المصرية، إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة عدة قضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك، إذ توافق رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة.من ناحيتها نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" عن ولي عهد أبوظبي قوله إن "العلاقات بين الإمارات ومصر تاريخية واستراتيجية، وتقوم على الثقة والتفاهم والمصير المشترك"، وأكد أن لدى دولة الإمارات "توجها استراتيجيا لإيجاد أفضل علاقات مع مصر الشقيقة في كل المجالات، خاصة أن مصر دولة عربية رئيسية وركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، ونعد مصر من أمن الإمارات وتقدمها وتطورها واستقرارها يمثل مصلحة للإمارات وكل العرب".جولة جديدة
على صعيد ملف سد النهضة الإثيوبي، أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية، أمس، عن عقد اجتماع بين وزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا في أديس أبابا اليوم، وذلك بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة الأميركية والبنك الدولي، وهو الاجتماع الأول من ضمن أربعة اجتماعات مقررة بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماعات واشنطن 6 نوفمبر الجاري.ومن المقرر أن تناقش الاجتماعات التي تجرى على مدار يومين قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك بهدف الوصول إلى اتفاق بحلول 15 يناير المقبل، وفقا لمخرجات اجتماع واشنطن، وستكون جولة المفاوضات صعبة ولا شك، في ظل تمسك مصر بسنوات ملء لا تقل عن سبع سنوات، بينما تتشدد إثيوبيا وتعتزم ملء بحيرة السد في مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات.كارثة المواسير
في الشأن المحلي، وفي ليلة حزينة تابع المصريون عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، الحريق الهائل الذي حول ليل إيتاي البارود بمحافظة البحيرة إلى نهار مساء أمس الأول واستمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس، نتيجة محاولة مجموعة من اللصوص سرقة خط منتجات بترولية مما أدى إلى تسريب تحول إلى حريق هائل أسفر عن وفاة 7 وإصابة 16 آخرين، بحسب وزارة الصحة المصرية.وقال مصدر أمني لـ "الجريدة"، إن سبب الحريق الهائل يعود إلى محاولة عدد من اللصوص سرقة خط المنتجات البترولية، بعزبة المواسير التابعة لمركز إيتاي البارود في محافظة البحيرة (شمال غرب القاهرة) ظهر الأربعاء، مما أدى إلى تسرب البترول إلى الترعة المجاورة.وتابع المصدر: "رغم إغلاق الفنيين بوزارة البترول لمكان الكسر، فإن الأهالي اندفعوا لتعبئة البنزين المسرب إلى الترعة في جراكن من أجل الاستخدام الشخصي، لكن اشتعال البنزين أدى إلى اندلاع الحريق الهائل الذي أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين بين الأهالي المتجمهرين".