غداة يوم حافل بالتوتر في لبنان، بعد سقوط أول قتيل وإعادة قطع الطرقات واشتباك متظاهرين ورافضين لقطع الطرق في منطقة جل الديب، وكذلك محاولة بناء جدار في نفق نهر الكلب شمال العاصمة بيروت، يبدو أن المسار السياسي عاد ليتصدر الأحداث في لبنان وسط تحذيرات من الانزلاق إلى الفوضى أو الى اقتتال أهلي.في هذا السياق، برز أمس كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أكد أن الاتصالات لتشكيل حكومة جديدة، قطعت شوطاً بعيداً، معرباً عن أمله في إمكانية ولادة الحكومة خلال الايام المقبلة، بعد إزالة العقبات امام «التكليف والتأليف».
وشدد عون خلال لقائه وفداً من الهيئات الاقتصادية، أمس، على أهمية تعاون الهيئات الاقتصادية في معالجة تداعيات الأزمة التي تعيشها البلاد منذ 17 أكتوبر، مشيراً الى أن «القوى الامنية باشرت فتح الطرق ما يسهّل التنقل بين المناطق ويعيد تحريك العجلة الاقتصادية ولو تدريجياً».
الحريري إيجابي
وأكّدت مصادر سياسية متابعة، أمس، أنّ «الأمور مفتوحة على خطين، إذا قررت القوى السياسية السير بخيار حكومة اختصاصيين فالحريري مستعد، واذا رفضت السير بهذا الخيار فالحريري مستعد لتسهيل الامور برئيس مؤهل لتولي رئاسة الحكومة».وأضافت المصادر: «الحريري يشدد على ان مواصفات الحكومة الجديدة يجب ان تحاكي المستجدات السياسية، وهو يوافق على خوض التحدي بحكومة من اصحاب الكفاءة والاختصاص، ويعتبر ان العودة الى حكومة على صورة الحكومة المستقيلة مع بعض التجميل أمر يعيد البلاد الى المراوحة في دائرة الأزمة».ولفتت إلى أنّ «هناك مشاورات تجري حول شخصية رئيس الحكومة والرئيس الحريري يؤكد تغطية شخصية تكون مؤهلة لتولي مسؤولية رئاسة الحكومة، بغض النظر عن الاسماء»، موضحة أنّ «رئاسة الحكومة ليست موقعاً تقنياً او ادارياً، بل ركن من اركان النظام السياسي، والرئيس الحريري يبني مقاربته على هذا الأساس». وتابعت المصادر: «يبدو أن هناك قبولاً من جميع الأطراف على تسمية وليد علم الدين ليتسلم الرئاسة الثالثة لفترة 6 أشهر».مأتم
إلى ذلك، وفي مأتم شعبي ورسمي، وفي مشهد خيّم عليه الحزن، شيع أمس علاء أبوفخر، الذي قتل يوم الثلاثاء الماضي على يد عنصر أمني في محلة خلدة أثناء تظاهره برفقة زوجته ونجله. كما أقيمت الجنازات الرسمية في معظم ساحات الاعتصام على مد الأراضي اللبنانية. في غضون ذلك، أعاد الجيش اللبناني فتح الطرق الرئيسية كلها، التي كان المتظاهرون أقفلوها منذ مقابلة الرئيس عون التلفزيونية التي اعتبروها مستفزة ليل الثلاثاء- الاربعاء، وبقيت مقطوعة حتى قرابة الحادية عشرة من قبل ظهر أمس، من نهر الكلب الى جل الديب، فغزير فالرينغ فالشيفروليه، صولا الى خلدة والشويفات وزحلة، مرورا بالبترون وطرابلس وعكار في وقت شهدت مدينة تعلبايا توترا بعد محاولة الجيش فتح الطريق.إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس: «حين ينزل الشعب العراقي إلى الشارع للدفاع عن حقوقه، فمن الذي حرف هذه الحركة الشعبية؟ والأمر ذاته في لبنان، فهناك من يريد تحويل التظاهرات المطلبية المحقة إلى حرب أهلية».